ساهمت التساقطات المطرية التي شهدتها غليزان و مختلف مناطق الوطن في الآونة الأخيرة ، في ارتفاع منسوب السدود الثلاثة بالمنطقة ، و تشجيع الفلاحين على الانطلاق في التحضير لعمليات الغرس و لما سيتمخض عن هذه الأمطار من أثار إيجابية على المحصول الزراعي و على الماشية بالمنطقة ، التي عرفت بالجفاف خلال الموسم الفارط . و وفق مديرية المصالح الفلاحية فإن هذه الأمطار تزامنت مع انطلاق عملية غرس البطاطس الموسمية و التي شرع فيها على مستوى عدة مناطق على غرار بلعسل ، كما ستضم هذه الفترة عمليات أخرى لغراسة الخضروات بأنواعها و الأشجار المثمرة ، ناهيك عن الاستمرار في عملية الجني لمنتجات عديدة من الخضر و الفواكه و في مقدمتها الخرشوف و الحمضيات المتأخرة ، بالإضافة إلى تأثيرها الإيجابي على المساحات الزراعية التي عرفت تأخرا في حملة الحرث و البذر بالنسبة للحبوب خلال هذا الموسم بالمناطق ذات القدرات العالية .
فلاحو المنطقة استبشروا خيرا لسقوط الغيث في الفترة الأخيرة ، و الذي جاء حسب تقديراتهم في وقته المناسب ، مما أدخل الفرحة و السرور في قلوبهم ، معتبرين أنه هذه التساقطات المطرية المهمة الأخيرة و لو ما يزال الموسم الفلاحي الجاري بحاجة الى مزيد منها ، فإنها قد تؤثر بالإيجاب على الفلاحة و بموسم فلاحي جيد قد يساهم في الرفع من منتوج مختلف المحاصيل الزراعية على غرار الحبوب و الخضروات و الفواكه الموسمية و الأشجار المثمرة المزروعة على مستوى سهلي الشلف الأسفل و مينا . مزارعو المنطقة يستبشرون خيرا و كما أبدى هؤلاء المزارعون تفاؤلهم عقب تساقط الأمطار في الأسبوع الماضي بالمنطقة بموسم فلاحي ناجح لهذه السنة و تسمح بارتفاع في كمية منتوج الحبوب سيما جودته و نوعيته و مدى تأثيرها الإيجابي على مستوى المياه الجوفية و الآبار في حال ما إذا استمرت في التساقط . و اعتبر العديد من المزارعين ببلدية بلعسل أن هذه الأمطار التي جاءت في وقتها في هذا الموسم ستساهم في تحسين محصول المزروعات الأساسية لهذه السنة على غرار الحبوب و الخضروات فضلا عن تأثيرها الإيجابي على الغطاء النباتي الذي يوفر الكلأ للماشية الموسم الفلاحي الحالي يضيف البعض منهم .
للإشارة فان الموسم الفلاحي الماضي قد عرف خسائر كبيرة بسبب التقلبات المناخية ، فقلة الأمطار و الجفاف الذي ضرب المنطقة في تلك الفترة متبوعا بتقلبات جوية و تساقطات مطرية متأخرة مما أثر سلبا على المحاصيل و قدرات الإنتاج في مختلف الشعب ، خلفت إنعكاسات سلبية مست بالدرجة الأولى الحبوب التي تراجع منتوجها بنسبة مئوية فاقت 50 من المائة و كانت قد سبقتها ظروف مناخية ملائمة ساهمت في بداية موسم العام الماضي في زراعة مساحة قدرها 136 ألف من الحبوب بمختلف أصنافها و منها ما يزيد عن 62 ألف هكتار للقمح الصلب . **** 21.7 مليون م3 مياه إضافية بالسدود الثلاثة تدعمت سدود ولاية غليزان بكمية تزيد عن 21.7 مليون متر مكعب من المياه الإضافية جراء التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة في الايام الاخيرة حسب ما آفادت به مديرية الري . وذكر بن عودة بكوش سعيد رئيس مصلحة حشد الموارد المائية أن أكبر حصة من المياه و المقدرة ب 12 مليون متر مكعب استقبلها سد سيدي أمحمد بن عودة " جنوب عاصمة الولاية فينا تدعم سد قرقار بوادي ارهيو بحوالي 9 ملايين متر مكعب و دخلت كمية تزيد عن 700 ألف متر مكعب سد "مرجة سيدي عابد " بآقصى شرق الولاية . و قد راوح حجم التساقطات المطرية خلال نفس الفترة بين 40 ملم و 60 ملم حسب ذات المديرية التي كشفت عن امتلاء سدود الولاية الثلاثة بنسبة 86.6 بالمائة و ذلك بما يعادل إحتياطي إجمالي قدر ب 473 مليون متر مكعب . *** سد سيدي امحمد يمتلأ بأزيد من 100 ٪ و أوضح نفس المسؤول أن عملية التخزين ستساهم في زيادة المنسوب المائي ، حيث بلغ احتياطي سد سيدي امحمد بن عودة 155 مليون متر مكعب و ذلك بما يعادل نسبة امتلاء تجاوزت 100 بالمائة من طاقته التخزينية الكلية التي تقدر ب 153 مليون ، كما ارتفع مخزون سد قرقار للموسم الحالي إلى حوالي 310 مليون متر مكعب أي ما يعادل نسبة 86.6 من المائة من طاقته التخزينية و سد مرجة سيدي عابد بلغ مخزونه 11.178 مليون متر مكعب و ذلك بنسبة امتلاء تقدر ب 23 بالمائة . وأوضح ذات المتحدث أن هذه الزيادة التي سجلت بسبب تساقط أمطار غزيرة في المنطقة ستوفر مخزونا كبيرا من المياه لهذا الموسم مشيرا إلى أن هذه الكمية التي تدعمت بها سدود الولاية ستخفف من مشكل سقي الأراضي الفلاحية على مستوى سهلي الشلف بالجهة الشرقية للولاية و مينا إلى الجهة الغربية و تخصيص كميات إضافية من المياه للري الفلاحي خلال حملة السقي لسنة 2015 و التي عرفت تطورا ملحوظا من خلال توسيع مساحات الري في السنوات الأخيرة كما سيتم استخدامها في توفير مياه الشرب .