منذ اعلان مؤسسة المنتدى الاقتصادي العالمي كرونس مونتانا عن تنظيمها للدورة الخامسة و العشرين لملتقاها في مدينة الداخلة الصحراوية التي يحتلها المغرب احتدم الصراع الدبلوماسي بين المملكة المغربية و جمهورية الصحراء الغربية من أجل استجماع الدعم ،كل واحد لموقفه فالرباط أصرت على تحويل أنظار العالم نحو المدينةالمحتلة لتقدمها نموذجا اقتصاديا و البوليساريو واصل كفاحه من أجل التأكيد على صحراوية الداخلة التي لا تزال ترزح تحت الاحتلال. قالت وكالة الأنباء الصحراوية أنه " بعد تأجيل غير مبرر ليوم واحد عن تاريخه المحدد انطلق يوم الجمعة 13 مارس بمدينة الداخلة الصحراوية المحتلة منتدى " كرانس مونتا" وسط حضور دولي ضعيف ناتج عن المقاطعة الدولية لهذا المنتدى الاقتصادي الذي جاء منافيا لأعراف الدولية و لوائح الاممالمتحدة في مدينة من اقليم الصحراء الغربية الذي يعد واحدا من الأقاليم 16 التابعة للجنة تصفية الاستعمار ولا يمتلك المغرب أي سيادة قانونية تخوله عقد هذه المنديات الدولية عللى أراضيه. وكان العديد من المنظمات الدولية والقارية والدول والمنظمات الغير حكومية قد عبرت مسبقا عن عدم إيفاد أي وفود تمثلها لهذا المنتدى الذي أصر منظموه وبتشجيع ودعم مالي ومعنوي من نظام المغرب على تنظيمه في تلك المدينةالمحتلة في محاولة فاشلة لإثبات سيادة المغرب على الإقليم الذي يحتله عنوة منذ 1975. وفي هذا الاطار عبر الاتحاد الافريقي عن رفضه لعقد هذا المنتدى في اقليم الصحراء الغربية المحتلة داعيا الدول إلى مقاطعته كما عبرت جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عن إدانتها لعقده داعية الدول والمنظمات الدولية والقارية الى حماية القانون الدولي من خلال عدم المشاركة في منتدى " كرانس مونتانا". وكانت الخارجية الاسبانية بدورها قد انتقدت مشاركة رئيس الحكومة الاسبانية الأسبق " رودريغز ثاباتيرو" في المنتدى قائلة أنه يخالف الموقف الرسمي للحكومة الاسبانية كما تبرأ حزبه الحزب الاشتراكي الإسباني من تصرفه معتبرا انه لا يعبر عن موقف الحزب انما موقفه الشخصي وعبرت تمثيلية البوليساريو بمدريد عن إدانتها الشديدة لمشاركة رئيس الحكومة الاسبانية الاسبق "ثاباتيرو" في منتدى" كرانس مونتاتا" بمدينة الداخلة ثالث المدن الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب , و ذلك بحسب تصريح صحفي مكتوب للمثل الجبهة باسبانيا السيد بشرايا بيون وزع على وسائل الاعلام و اكدت البعثة الصحراوية أن شعب الذي ما زال ينتظر استفتاء تقرير المصير الذي تعهّدت إسبانيا بإجرائه خلال سنوات السبعينيات تعلن احتجاجها الشديد والكامل بخصوص حضور رئيس الحكومة الإسبانية السابق رودريغيز ثاباتيرو بمدينة الداخلة بالصحراء الغربية من أجل المشاركة في أشغال المنتدى العالمي الذي دعا إليه المغرب كما توجّه البعثة الصحراوية احتجاجها الى الحزب الذي ينتمي إليه : الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني وإلى الحكومة الاسبانية بصفته رئيس الحكومة السابق باعتبار أن هذا التصرّف يلقي بظلاله على سياسة الحياد الفعّال الذي طالما دافعت عنها الى حدّ الساعة كل الحكومات الاسبانية المتعلقة بالنزاع القائم والذي مازال ينتظر تصفية الاستعمار من الإقليم. و قد جاء رد فعل المملكة الاسبانية سريعا إذ انتقد وزير الخارجية الاسباني خوسي مانويل غارسيا مارغايو مشاركة رئيس الحكومة الاسبانية الأسبق ثاباتيرو في أشغال منتدى كرانس مونتانا غير الشرعي. وقال وزير الخارجية الاسباني إن بلاده توصلت بالبيان الصادر عن قمة الاتحاد الإفريقي والتي دعت إلى مقاطعة هذا المنتدى بسبب انتهاكه للقانون الدولي ، وقامت الحكومة الاسبانية بإبلاغ الأمين العام للحزب الاشتراكي الاسباني ولرئيس الحكومة الأسبق ثاباتيرو، إلا أن الأخير أبلغ الحكومة الاسبانية قبل أسبوع عزمه المشاركة في منتدى حول تنمية إفريقيا بإمارة موناكو ، قبل أن يسافر إلى مدينة الداخلة المحتلة للمشاركة في منتدى كرانس مونتانا غير الشرعي. التمثيل المؤسساتي العالمي ..الغائب الأكبر إن الأمر يتعلق بقرار مفاجئ وله قيمة خاصة نظرا للمسئولية الشرعية لإسبانيا كقوة إدارية للبلد وبصفتها طرفا في مجموعة ما يسمّى بأصدقاء الصحراء الغربية بالأممالمتحدة سواء تعلّق الأمر بالتّعيين العالمي أو بمبادرتها نفسها. يتّخذ هذا القرار بهدف المشاركة في أشغال ندوة لم يشارك فيها أيّ تمثيل مؤسساتي تابع لأجهزة عليا على الصعيد العالمي ولا على المستوى السياسي معتمد لدى الدول الوازنة عالميا التي لم يسافر دبلوماسيوها عادة الى الصحراء الغربية تفاديّا للاعتراف بالاحتلال والإيحاء بإعطاء الانطباع بمغربية الصحراء الغربية التي لا يدافع عنها سوى المغرب وتقف الأممالمتحدة ضدّها بحزم. إن إسبانيا التي انسحبت من ذلك الإقليم على عجل وبشكل مخجل ومنافي للقانون الدولي عام 1976 تعود رمزيا للالتقاء به من خلال شخص رئيس الحكومة السابق بطريقة مماثلة على شكل إعادة الكرّة باستهزاء، بما يمثّله بالنسبة إلينا نحن ذلك الانسحاب من جانب واحد على أساس أنه يعبّر عن مرحلة الألم والمحنة بالنسبة لشعبنا كلّه تقول ممثلية الصحراء الغربية في اسبانيا . الضغوط التي مورست على عقد المنتدى وقرارات المقاطعة الدولية له دفعت حسب المراقبين منظميه الى تأجيله عن موعده المحدد حيث كان مقررا له ان يعقد يوم الخميس 12 مارس ولكنه لم يستطع أن يعقد إلا في اليوم الموالي الجمعة , وسط مشاركة دولية ضعيفة ومحتشمة وذلك بالرغم من الحملة الاعلامية المغربية الكبيرة التي طالت الاتحاد الافريقي وبعض الدول الافريقية وحاولت تصوير عقد المنتدى في حد ذاته على انه انتصار تسجله الدبلوماسية المغربية على الدبلوماسية الصحراوية التي نجحت بحسب المتتبعين في حشد كم هائل من قرارات المقاطعة الدولية والقارية ومنظمات المجتمع المدني العالمي لمنتدى " كرانس مونتانا".