أضحى مركز الاتفاقيات "محمد بن أحمد" التابع لمجمع "سوناطراك" بوهران اليوم، فضاء للتبادلات والإشعاع الثقافي والعلمي والتقني وواجهة لمؤسسات المنطقة والوطنية، حيث ومنذ افتتاحه في 2010، شهد المركز الذي يشمل قصرا للمعارض وآخر للمؤتمرات وفندقا فخما تنظيم عدة تظاهرات وصالونات من أعلى مستوى، على غرار الطبعة 16 للندوة الدولية حول الغاز الطبيعي المميع (جي أن أل 16)، المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب، الندوة الإقليمية الإفريقية ال 22 للأنتربول، الصالون الخامس للصيد البحري الذي انتقل من الجزائر العاصمة ليقام بوهران وعدة مؤتمرات دولية من أعلى مستوى، وهو اليوم على أتم الاستعداد لاحتضان العديد من التظاهرات في المستقبل القريب والبعيد، على غرار الحدث الرياضي الهام المتمثل في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، والتي ترشحت كما هو معلوم مدينة وهران رسميا للإشراف على تنظيمها في عام 2021. لمسنا ونحن نستمع للسيدة سعاد شرشاب المديرة المسيرة لهذا المركز الذي يتربع على مساحة تفوق ال8 هكتارات، رغبة كبيرة وإرادة شديدة لرفع التحدي وتشريف الباهية في حالة ما إذا فازت بشرف تنظيم هذه التظاهرة الرياضية الضخمة، فالهياكل القاعدية متوفرة والإمكانيات البشرية والمادية مؤهلة وأن ضيوف الباهية سيكتشفون فعلا القدرات السياحية والفندقية التي تتوفر عليها بفعل جهود الدولة التي باتت تهتم كثيرا بتطوير حواضرنا وتأهليها لاحتضان مختلف المناسبات والمواعيد الدولية في شتى المجالات. استثمار عمومي ناجح فالخدمات التي ما فتئ يقدمها مركز الاتفاقيات "محمد بن أحمد" للمواطنين هي في الحقيقة دليل على نجاح هذا الاستثمار العمومي الذي أنفقت عليه خزينة الدولة العديد من الدولارات، وقد وجدت الكثير من العائلات التي زارت هذا المرفق الشاهق ومعهم الضيوف الأجانب الذين أقاموا فيه في مختلف المناسبات التي سمحت لهم الظروف بالاطلاع على خدماته ...وجدوا جميع ظروف الراحة التي يمكن أن يكتشفونها في مختلف الهياكل والفنادق الفارهة في العالم، وهو ما جعل العديد من الخبراء والمراقبين يصنفون وهران اليوم كحاضرة متوسطية قادرة على استقطاب العديد من السياح، الذين يبحثون دائما على استكشاف المعالم والمناطق السياحية والأثرية التي تزخر بها بلدنا. فمركز الاتفاقيات "محمد بن أحمد"، بات اليوم يشكل رئة حقيقة وعصبا أساسيا في استقطاب مختلف المناسبات والأحداث ذات الطابع العالمي، وأن البرنامج الذي أطلعتنا عليه المديرة المسيرة سعاد شرشاب، يؤكد بالفعل أن المدينة صارت اليوم قطبا اقتصاديا وسياحيا يعوّل عليه اليوم في جلب العملة الصعبة وتكريس سياسة الدولة التي تنحو اليوم رويدا رويدا نحو تنويع مصادر الدخل وعدم الاكتفاء بالمحروقات التي تشهد حاليا انخفاضا كبيرا في الأسعار. الحديقة المتوسطية... رئة وهران الشرقية وما زاد من جمالية المركز هو افتتاح الحديقة المتوسطية بجوار "فندق الميريديان" حيث أضحى هذا الفضاء الأخضر المصمم بطريقة جميلة وخلابة، قبلة للعائلات الوهرانية التي وجدت فيه مكانا وملجأ تقضي في أمسياتها الهادئة والمريحة، خصوصا وأنه جاء مقابلا للبحر، ويحتوي على جميع وسائل الراحة والترفيه للعائلات، من خلال بعض الخدمات التي ستقدمها الأكشاك الخشبية التي جاءت تراعي طبيعة الفضاء الذي يعد متنفسا كبيرا لسكان وهران المتعطشين لمثل هذه الأماكن الخاصة بالترفيه والتنزه، إذ وكما هو معلوم تقدم هذه الحديقة العمومية نموذجا رفيعا تم فيه مراعاة نسبة عالية من المساحات الخضراء المعشوشبة والتي تبلغ 70 بالمائة من إجمالي المساحة المخصصة للمشروع والباقي عبارة عن مضامير سير مزودة بكراسي علاوة على بحيرة اصطناعية تشتغل بنظام الألعاب المائية تتخللها معابر خشبية، كما يتوفر الفضاء على مساحات للألعاب المائية بواسطة تقنيات الإنارة العصرية، فهذا الاستثمار الذي كلّف السلطات العمومية العديد من المليارات، يؤكد بالفعل نجاح سياسة تأهيل المدن الكبرى ولاسيما تلك التي تملك تقاليد كبرى في احتضان مختلف المناسبات والمواعيد، السياسية، الثقافية، الاقتصادية وحتى الرياضية على غرار ألعاب البحر الأبيض المتوسط، الذي تراهن عليه السلطات الولائية والمحلية والمجتمع المدني، من أجل الظفر بشرف تنظيمها. ومن المؤكد أن "مركز المؤتمرات" ومعه "فندق الميريديان" أضحيا اليوم يتيحان كذلك للزائرين الذين يقصدون الولاية فرصة اكتشاف العديد من المناطق السياحية والثقافية الأخرى للمدينة، على غرار مختلف المعالم الثقافية والفنية، متحف أحمد زبانة، قلعة سانتا كروز، مناطق جذب محلية، على غرار ساحة أول نوفمبر، قصر الباي، وحتى مرافق دينية قديمة تعود إلى العهد الاستعماري السحيق، ككنيسة سانتا كروز...إلخ. فهذه المعالم جميعها ومعها الجديدة التي تم تشييدها في السنوات القليلة الماضية وحتى المستقبلية على غرار القرية الأولمبية التي يتم حاليا تشييدها بالقرب من المركب الأولمبي بدوار بلقايد، ومنشآت أخرى في مجال الطاقة والصناعة وحتى الزراعة والموارد المائية، تؤكد أن الباهية وهران، قادرة على رفع التحدي وتشريف الجزائر في حال ما إذا نالت شرف تنظيم ألعاب البحر المتوسط يوم 27 أوت تاريخ الكشف عن المدينة التي سيكون لها الحق في احتضانها، خصوصا وأن الزيارة التي قام بها العديد من الموفدين عن اللجنة الأولمبية الدولية وحتى الوطنية إلى وهران جعلتهم يسجلون العديد من الملاحظات والنقاط الإيجابية التي قد تدعم ملف المدينة، الباهية قادرة على رفع التحدي وما ينبغي الإشارة إليه فإن مركز الاتفاقيات "محمد بن أحمد" سبق له وأن نظم في السابق علاوة على الأنشطة ذات الطابع الإقتصادي، العديد من السانحات الثقافية على غرار مهرجان وهران للفيلم العربي وتظاهرة "تامورانوي" وسمح هذا الحدث بالإضافة إلى كونه اشتمل في آن واحد المحاضرات والمناقشات والمعارض حول موضوع التراث المادي واللامادي لجنوب البلاد للمئات من الشباب بالاستمتاع بالحفلات الموسيقية التي أتحفت السهرات الرمضانية. كما نظم كذلك مجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومن ثمة فإن إدارة مركز الاتفاقيات محمد بن أحمد تراهن دائما على الأفضل باحتضان مختلف الصالونات ذات النوعية والجودة فقط والمتميزة باحترافية وسمعتها الأكيدتين. فهذه القفزة التي حققها الهيكل لحد اليوم تجعله كما أكدت لنا السيدة سعاد شرشاب على قدر المسؤولية وتعطي لوهران استعدادا تاما لاحتضان ألعاب البحر المتوسط في 2021، فبتضافر جميع الجهود بدءا برئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي حرص شخصيا على توفير جميع شروط تنظيم التظاهرة، والولائية على رأسها والي الولاية والمجالس الولائية والبلدية المنتخبة، الجمعيات وحتى الإعلام الوطني والمحلي يؤكد أن الباهية ستكون في الموعد، فهذه المواعيد الدولية الهامة، تسمح لمدينتنا بالتعريف بهويتنا وتقاليدنا وطريقة عيشنا فالكثير يجهل تاريخ المدينة وعاداتها وأكلاتها الشعبية وكيف أنها تمثل عصبا اقتصاديا وطاقويا لا ينضب بدليل أنها تحتوي على منشآت وهياكل صناعية ضخمة على غرار المنطقة الصناعية في أرزيو، بطيوة وحتى مرسى الحجاج بتدشين أكبر مصنع لتحلية المياه في إفريقيا...إلخ فضلا عن معالم سياحية ودينية بارزة على غرار تدشين في 16 أبريل الماضي الجامع القطب عبد الحميد بن باديس، الذي أعطى للمدينة دفعا جديدا أهّلها لتكون منارة فكرية وعلمية تشجع على تعليم ديننا الوسطي الحنيف وتكوين طلبة وأئمة بمقدورهم تسلم المشعل في المستقبل .