بمناسبة حلول الذكرى الخامسة لرحيل الروائي الطاهر وطار تنظم الجمعية الثقافية "نوافذ ثقافية" بالجزائر العاصمة برنامجا خاصا وذلك يوم الأربعاء 12 أوت 2015 يشمل صباحا وقفة ترحمية على قبر فقيد الأدب العربي بمقبرة العاليا لتتواصل الاحتفالية مساء على الساعة السادسة بعرض شريط الوثائقي "أخر الكلام" للمخرج والإعلامي المغترب بفرنسا محمد الزاوي بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي بالقرب من القاعة المتعددة الرياضات حرشة حسان و هذا حسب اتصال مع الجمهورية من قبل رئيسها رياض وطار . ورائد الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية الطاهر وطار من مواليد 1936،ومن أشهر روايات الطاهر وطار رواية "اللاز" 1974، "الزلزال" "1974، "الحوات والقصر" 1975، و"عرس بغل" 1978، "العشق والموت فى زمن الحراشى" "قصيد فى التذلل" ورواية "الولي الطاهر يعود على مقامه الزكي" في العام 1999، ورواية "الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء" في العام 2005. ويعتبر الطاهر وطار رائد الرواية العربية في الجزائر. وحظي بشهرة واسعة، ليس على الصعيدين الجزائري والعربي فحسب، بل على الصعيد العالمي، إذ ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الحية، منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والبرتغالية والفيتنامية واليونانية والأوزبكستانية والآذرية. ونال الطاهر وطار جوائز أدبية عدة، كان آخرها جائزة الرواية لمؤسسة سلطان العويس الثقافية في العام 2009.وأسس الطاهر وطار الجمعية الجاحظية نهاية الثمانينات مع مجموعة من الكتاب والأدباء من بينهم شهداء من شهداء الثقافة الجزائرية هم الروائي الجزائري الكبير الطاهر جاووت والشاعر والأستاذ الجامعي يوسف سبتي وبختي بن عودة، وفي انطلاقتها الرئيسية جمعت هذه الجمعية المثقفين المعربين والمفرنسين، وكانت مجالا حيويا للحوار الثقافي والفكري والأدبي وكانت فضاء العقل في الثقافة الجزائرية حتى مطلع العام 2000، وكان دور وطار كبيرا في هذه الجمعية، فكان يجمع بين مختلف الاتجاهات ليس من باب التنميط وإنما انطلاقا من الحرص على الاختلاف. إن شخصية الطاهر وطار لا تريدك أن تكون معه ومثله وإنما أن تكون معه ومختلفا عنه في الوقت نفسه.وتفرغ في السنوات الأخيرة من حياته للعمل الثقافي ضمن هذا المشروع الذي كان يسعى إلى أن يكون منبراً للحوار بين جميع أطياف الثقافة الجزائرية. ولم يقتصر نشاط الطاهر وطار على المجال الأدبي، بل كان مشاركاً بشكل دائم في النقاش العام حول القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية في بلاده، وفي العالم العربي.. ودخل في سجالات مع أطراف عدة. وفي سنواته الأخيرة رفع شعاره المتميز: "لا إكراه في الرأي". وعن المواقف السياسية والفكرية للكاتب الراحل فإن وطار هو ابن النظام ولكنه كان دائما في هذه العلاقة على سجال واختلاف مع النظام، فاختلف مع الرئيس هواري بومدين فكتب رواية الزلزال في نقد مشروع الثورة الزراعية في السبعينات، واختلف مع الحزب الذي انتمى إليه أي حزب جبهة التحرير الوطني حينما كتب رواية "الزنجية والضابط"، والذين اختلفوا معه كانوا يحترمونه لأنه كان يحمل حاسة النقد دائماً، وكتب الطاهر وطار عن الإسلاميين وكان له موقف خاص منهم، وكان عروبيا دافع بشكل شرس عن موقع اللغة العربية في الجزائر دون أن يعني أنه كان ضد اللغة الفرنسية.