تأسفت تلميذة الفنان التشكيلي الكبير الراحل " امحمد إسياخم " ، الرسامة " زهية قاسي " خلال زيارتها لوهران، لغياب الرسامين المحترفين في العديد من المعارض التي باتت تنظم اليوم، في حين يسجل هواة الريشة حضورا مكثفا في مثل هذه المواعيد، بل أن معظمهم ليست لديه أي علاقة بالفنون التشكيلية، و لم تخف المتحدثة تذمرها عن التهميش الذي يعاني منة الرسامين المحترفين ، و التقصير في حق الفنانين القدامى ممن وهبوا حياتهم لهذا الفن، و كرّسوا مسارهم في رسم التراث الوطني، على تعدّد مشاربه واختلاف ألوانه، الذي يمتد إلى ستينيات القرن الماضي، ليجدوا أنفسهم اليوم على الهامش، و يوضع الهواة في الواجهة، حيث صرحت هنا قائلة " لم أتلق و لو مرة واحدة في حياتي دعوة للمشاركة في المعارض الجزائرية التي تنظم في مختلف التظاهرات بالخارج، رغم أنني قضيت أكثر من نصف قرن من الزمن في خدمة هذا الفن، الذي بات يمثله اليوم بعض الهواة ، لا أدري على أي أساس يتم اختيار هؤلاء للمشاركة في مثل هذه المواعيد المهمة؟ أتمنى من الجهات الوصية أن تتفطن لهذه النقطة ، لأن هذا يعتبر إجحافا في حقنا ، سئمنا من هذا الوضع المتردي و التهميش الذي يعاني منه عدد كبير من الفنانين التشكيليين المحترفين من أبناء جيلي" .. وواصلت " زهية قاسي " تصريحها " التهميش دفع بالكثير من المواهب إلى الانسحاب و اعتزال الرسم نهائيا، حقيقة أنا لم أفعل مثلهم و فضّلت رغم كل شيء، الصّمود بدل الاستسلام ، لكن يجب أن يكون هناك بالمقابل نوع من الاعتراف و العرفان" ، كما أشارت الفنانة التشكيلية إلى مشكل عويص، شكل هاجسا بالنسبة للكثير من الرسامين، و المتمثل في عدم القدرة على بيع أعمالهم ولوحاتهم الفنية، موضحة أن هناك مؤسّسات كبرى لديها رغبة على اقتناء اللوحات الفنية، غير أن هذا السوق باتت تحتكره نفس الأسماء المحظوظة ممن لديها علاقات طبعا تقول الفنانة، التي كشفت في هذا السياق بأنها لا تفهم لماذا لا يحق للفنان التشكيلي الذي تعب في رسم لوحاته و أنجزها بحر ماله، أن يمنع من بيعها في الخارج باعتبارها تراثا ثقافيا !!، بل يمنع من نقل أو عرض أعماله إلا بترخيص من مصالح الأمن، " لوحاتنا تقول المتحدثة مكدّسة في ورشاتنا ، و ممنوعة من البيع أو التسويق في الخارج، إذن أوجدنا لنا حلا ؟؟ !!! ، يقولون أن أعمالنا تعتبر تراثا ثقافيا، أتساءل هنا لماذا يهمشونه إذن، أنظري كيف يتم التعامل مع اللوحات في الخارج، فما بالك بمن يرسمها !! " .. من جهة أخرى أعربت الفنانة " زهية قاسي " ، عن اعتزازها و افتخارها، كونها تعلمت أبجديات وقواعد الرسم على يد الفنان العملاق الراحل " امحمد إسياخم " ، بمدرسة الفنون الجميلة منتصف ستينيات القرن الماضي، كاشفة هنا أن إعجابها بأستاذها رغم صرامته و تأثرها بأعماله، تجلى في لوحاتها من خلال أسلوبه و ألوانه و بصمته، التي أصبحت تؤكد انتمائها إلى مدرسة إسياخم، و من المواقف التي ذكرتها التلميذة عن أستاذها ، و التي بقيت راسخة في ذاكرتها، أن المرحوم كان يحرص على عرض لوحات تلاميذه في معارضه الخاصة، و يمنح المال للطلبة المحتاجين لشراء لوحاتهم.