يعيش الفن التشكيلي حالة من الإنتعاش والحركة على ضوء جملة المعارض الفردية والجماعية لأبرز الرسامين الجزائريين الذين ذاع صيتهم في أكبر الدول الأوروبية والعربية، فصار لهم جناح خاص بهم في عدد كبير من المتاحف كما أن لوحاتهم التشكيلية تصدّرت اللوحات العالمية على الإطلاق في جل المزادات العلنية. وإلى جانب هذا، فإن عاصمة الغرب الجزائريوهران بدأت تستيقظ من سباتها في الآونة الأخيرة، ويتجلى ذلك من خلال فتح الأروقة على غرار فضاء الباهية الذي يعتبر ركنا هاما يستقطب مختلف الرسامين بعد أن تم تدشينه بمقر مديرية الثقافة هذا زيادة على مشروع، متحف الفن المعاصر المزمع بإنجازه بأروقة العربي بن مهيدي الذي جد طريقه نحو الإنفراج، وجميع هذه الإنجازات تشير إلى التقدّم نحو تطوير الفنون التشكيلية من خلال الإهتمام بالطاقات الإبداعية وتخليد أسماء المشاهير حيث صدرت بالجزائر أول موسوعة للطوابع البريدية تضم إسهامات أكبر للرسامين الجزائريين، منهم إيسياخم بلونيس ومحمد راسم وكذا باية بن يحيى، وجاء هذا الإنجاز لتكريم جهودهم، وتخليد أعمالهم في طوابع بريدية تعكس عمق الأصالة الجزائرية. ومن جهة أخرى، فإن وهران ستحتضن قريبا أكبر تظاهرة للفن التشكيلي ويتعلق الأمر بالصالون المتوسطي الذي سيرتكز في لقاء الدول المتوسط على الفن التشكيلي المعاصر زيادة على مجموعة النشاطات والمحاضرات التي ينشطها مختصون من مختلف دول المتوسط علما أن التظاهرة ستشهد مشاركة أكثر من سبع دول على غرار فرنسا، تونس، إيطاليا دبي، بولونيا وغيرها. وبالموازاة فإن وهران تحتكم على فعالية أخرى تتمثل في المعرض الإسباني »الضوء كريشة« لمعهد سارفانتيس الذي يعرض صورا تشكيلية راقية لأشهر الرسامين الإسبان على غرار كل من ألبارتو كابون، كارلوس كانوفاس وألبارتو بينا مما فتح المجال أمام الجمهور الوهراني العاشق للفن الجميل لاكتشاف جماليات الفن الإسباني الراقي من خلال التعرّف على سحر هذا الفن الأوروبي المتميز. ولإعطاء هذا الملف الثقافي صبغة دولية سلطنا الضوء على أهم المعارض العالمية كصالون الخريف بباريس الذي نظمته فرنسا مؤخرا بأروقتها الفنية، وقد شد انتباهنا في هذا الصالون مشاركة الفنانة التشكيلية الجزئرية آسيا كيانا التي مثّلت الجزائر أمام عدد كبير من الفنانين العرب والمغاربة، مما جعلها الممثلة الوحيدة في وسط هذا الزخم الكبير للفنانين التشكيليين الأمر الذي دفعنا للتساؤل عن سبب هذه المشاركة المحتشمة للجزائر في هذا النوع من التظاهرات الدولية. كما كانت لنا أيضا محطة خاصة عند أهم اللوحات التي رسمها أشهر الفنانين العالميين حول الجزائر، وكيف أثرت العادات والتقاليد على فكرهم وألهمتهم في عالم الرسم والإبداع، مما جعل الجزائر البلد العربي الملهم للفن الأوروبي والعالمي وقد قدمنا في هذا الصدد جملة من الأعمال الفنية مثل لوحة »المرأة البربرية« ولوحة »عائشة« وغيرها من اللوحات المعروفة بأشهر المتاحف العالمية. وفي ذات الصدد، فقد توقفنا عند أهم الرسامين الجزائريين العالميين على غرار محجوب بن بلة ورشيد قريشي وكلاهما بيعت لوحاتهما بالمزاد العلني في أكبر الدول الأوروبية والعربية وآخرها كان بمزاد الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى عرضنا لبعض المختصرات الفنية حول إصدارات الكتب بالجزائر ورصدنا آخر الأخبار عن أهم ما جاء في الفن السابع وكذا المسرح من أجل تأمل حركة الألوان...