رسائل ثمينة ومصيرية تتكدّس لشهور بمصالح الفرز ببريد وهران

سعاة البريد في قفص الاتهام

* أظرفة هامة تخطئ العنوان وتعود بعد فوات الأوان
ريثما تتحقق وعود الإدارة التي جزم بشأنها مدير بريد وهران أنها جدية و ستتجسد تدريجيا تبقى شكاوي المواطنين حول تأخر و عدم وصول بريدهم عديدة و متعددة رغم كون هذه الخدمات تقلصت بشكل كبير خلال السنوات الفارطة بسبب عزوف الناس عن استعمال الرسالة البريدية كوسيلة للتواصل و حلول الأنترنيت و الهاتف النقال محلها وضع من المفروض انه خفف بشكل كبير من ضغط العمل على سعاة البريد و عمال مراكز الفرز التي تضيع بها الرسائل بين مراحل المعالجة و تتأخر عن الوصول باقية لأيام و حتى لشهور حسب تصريحات المشتكين قبل أن تصلهم إن كان لهم الحظ بوجود ساعي البريد بحيهم ،بالنظر للنقص في تغطية كافة الأحياء بهؤلاء الأعوان المكلفين بهذه المهمة و التي كانت لسنوات تجعل من القائم بها شخصا مهما ينتظره الجميع و يلحظ وجوده كافة الناس بشكل مستمر حتى صار اليوم مفقودا تماما كما فقدت الرسالة قيمتها و إفتقدت بصندوق البريد .
في هذا الإطار فإن شكاوى المواطنين كانت عديدة بما فيها شكاوى بعض ممثلي المؤسسات ممن يعانون من تاخر وصول بريدهم بما في ذلك الرسائل الإدارية و دفاتر الصكوك و الفواتير و قلة من رسائل التواصل التي لم تعد مستعملة في وقتنا هذا كما أن المشكل مطروح حتى بالنسبة للرسائل الموضوعة بصناديق البريد المفتوحة بمكاتب البريد بإسم صاحبها و التي و إن كانت أكثر فعالية من حيث ضمان وصول البريد غير أن الرسائل عادة ما توضع بها بعد تأخر كبير يضيع وقته بين عمليات التوصيل من ولاية لأخرى أو من مكتب الفرز الاولي لمكتب البريد الموجود به صندوق البريد الخاص كما أن رسائل المواطنين غالبا ما تبقى في إنتظار أصحابها بمراكز الفرزلمدة شهور في حال عدم التمكن من تكليف ساعي بريد آخر في حال غياب المكلف بالحي الموجهة إليه الرسالة.

و في هذا الإطار فإن إدارة بريد وهران لم تنف وجود نقص في سعاة البريد و عدم تغطية كافة الأحياء حيث يبقى كل من حي مرافال من جهة حي يغمراسن و حي مولود فرعون و حي كارطو بالصديقية و أحياء مرسى الحجاج و عين البية و مرسى الكبير دون سعاة بريد في انتظار استكمال إجراءات تحديد سعاة بريد جدد من بين طلبات التشغيل المودعة بوكالة التشغيل الولائية و الذين يشغلون كمرحلة أولى في إطار عقود الإدماج ثم عقد العمل المدعم و أخيرا عقود غير محددة المدة إن توفرت المناصب المالية وضع قد يجعل بعض سعاة البريد ممن لم يدمجوا بعد و يعملون في إطار عقود تشغيل مؤقتة و برواتب زهيدة قد لا يؤدون عملهم بالشكل المطلوب حسب تفسيرات بعض مهني القطاع حيث وجدنا أحدهم بمديرية بريد وهران يقصد مكاتبها لإيداع ملف تشغيل إبنه العاطل عن العمل و قد قضى بمكاتب البريد عقودا من حياته المهنية التي أكد إختلافها تماما عن ظروف العمل و أخلاق الناس اليوم حيث كان سابقا ساعي البريد لا يحوز شهادة كما قال غير انه يتقن اللغة و يحفظ الشوارع و يتحمل مسؤولية الرسالة كالأمانة لأنها تضمن له إحترام الناس كونه يحمل وثائق مصالحهم و مشاعر أحبائهم من الأقرباء و الاعزاء غير أن اليوم يكلف ساعي البريد المختار من بين متخرجي الجامعة وفقا لتعليمة مركزية تفرض تشغيل المتحصلين على البكالوريا في كل المهن التي تفتح بشأنها فرص عمل ليوظف بعقد مؤقت مقابل راتب زهيد و بحدائه الخاص و مصاريف نقل على عاتقه و يطالب بتوصيل الرسالة ،أين هو صاحب الأمانة هذا تساءل محدثنا ثم أجاب مفقود و سيأخذ معه الرسالة لحيث لا يدري أحد المهم لن يكلف نفسه عناء توصيلها إلا ما سهل عليه و توفر لديه الوقت لذلك .
في هذا الإطار تبريرات الإدارة بشان هذه النقطة إستبعدت هذا الإتهام تماما بدليل أن عدد سعاة البريد المتعاقدون لا يمثل سوى نسبة قليلة جدا من بين السعاة المرسمون و البالغ عددهم الإجمالي بالولاية 163 ساعي بريد منهم 92 ساعي بريد مكلف بمدينة وهران لوحدها فيما أن عدد المتعاقدين لا يمثل سوى 10 أعوان فقط.
-الإدارة تبرر
كما أكد مدير بريد وهران بان أغلب الشكاوى المقدمة فيما يخص تأخر وصول الرسائل سببها الرئيسي تغيير العناوين دون الإعلام بذلك و بإجراء عمليات الترحيل الهائلة في الوقت الحالي فإن المشكل سيزيد في حال عدم إتباع المواطنين لإجراء التقدم لمكتب البريد و ملأ استمارة تغيير العنوان و كذا إعلام الجهات المرسلة الأخرى بذلك أمر فرض على مديرية البريد اتخاذ حلول بديلة أخرى بتعميم صناديق البريد خاصة بالأحياء الجديدة حيث تم في هذا الإطار وضع 12555 صندوق بريد زيادة على عملية أخيرة مكنت من وضع 450 صندوق بحي الياسمين و 230 صندوق بحي 200 سكن بالسانيا و 200 صندوق بحي العقيد لطفي و آخر عملية كانت وضع 450 صندوق بحي بن باصة بن عودة ببلقايد الذي رحلت إليه العائلات مؤخرا فقط .
و بخصوص تاخر وصول صكوك البريد أكد ذات المسؤول على الشروع في عملية إعلام المواطنين بوصولها عن طريق الاس أم اس فيما انها لم تلقى إستجابة كبيرة رغم أهميتها و فائدتها حيث لا يبادر المواطنون بالتنقل للمكتب المعني لترك أرقام هواتفهم و من تم فإن توصيل هذه الصكوك يبقى بالطرق التقليدية عن طريق بعثها مع ساعي البريد ما قد يتطلب وقت رغم وجود فرصة لصاحب الصك بتمكنه من سحب دفتر صكوكه ساعة وصوله بعد قراءته للرسالة الهاتفية .
و بخصوص نقص سعاة البريد أكد مدير بريد وهران على تقديم طلبيات لدى وكالة التشغيل لإدماج سبع سعاة بريد جدد و هو ما سيمكن من تغطية النقص كما تم السنة الفارطة ترسيم 5 سعاة بريد كانو يعملون في إطار التعاقد و هم حاليا كما سبق الذكر يختارون من بين خريجو الجامعة و أصحاب الشهادة كما أن مديرية البريد و في إطار عملية وطنية شرعت في رقمنة خدماتها بشكل يجب أن يخفف العمل بمراكز الفرز و كذا على سعاة البريد منها خدمة الإعلام بوصول صك البريد عن طريق الهاتف و كذا دفع فواتير الهاتف و الأنترنيت إلكترونيا بالسحب المباشر من رصيد الزبون لدى البريد دون الحاجة لتحرير فاتورة و توصيلها من طرف ساعي البريد .
- تعميم البذلات
أما بخصوص ظروف عمل سعاة البريد ما قد يؤثر على الخدمات التي يضمنونها فصرح ذات المسؤول أنها تحسنت و تستمر في ذلك بتوزيع 50 بذلة السنة الفارطة فيما توجد طلبية أخرى بهذا الخصوص لدى المديرية العامة كما شرع في تعميم توزيع دراجات نارية من نوع سكوتر عليهم لتسهيل تنقلهم حيث يعمل حاليا 16 ساعي بريد بهذه الوسيلة كما أكد على وجود شاحنات لتوصيل البريد بين كل الولايات وولايتنا تعمل بشكل يومي و طوال الأسبوع .
و في الأخير أشار ذات المسؤول لمشكل غياب صناديق الرسائل بالعمارات ما يعرقل عمل سعاة البريد و قد يتسبب في عدم وصول الرسائل حيث أن ساعي البريد غير ملزم بتوصيل الرسالة إلى الطوابق و بما أننا نلاحظ جميعنا غياب هذه الصناديق بأغلب العمارات فإن هذا الوضع هو كذلك سبب رئيسي في تأخر أو عدم وصول الكثير من الرسائل .