سيكون الجمهور الوهراني إبتداء من 11 الى 23 ديسمبر الجاري على موعد مع تظاهرة الشريط المرسوم المنظمة من طرف المركز الثقافي الفرنسي بمشاركة نخبة هامة من الأساتذة والمختصين الجزائريين والأجانب لإثراء برنامج هذه التظاهرة وإعطائها فضاءا واسعا يسمح بمعالجة العديد من المواضيع الفنية التي لها علاقة مباشرة بالشريط المرسوم مما سيفتح المجال أمام الطلبة والباحثين لتوسيع دائرة معارفهم والتعرف عن كثب على ملامح الأشرطة المرسومة وكذا إكتشاف أهم القواعد التي تسطرها والتقنيات التي تحددها كما ستكون هذه التظاهرة فرصة واضحة أمام المختصين لطرح إشكالياتهم حول العديد من النقاط المبهمة محاولين بذلك إيجاد إجابات مقنعة يتم الإجماع عليها من طرف الأساتذة المشاركين الذين سينضمون الى القائمة طيلة مدة هذه التظاهرة الهامة. وبهذه المناسبة الثقافية الهامة سيتم التطرق الى تاريخ الشريط المرسوم الجزائري من خلال مداخلة سيقدمها الكاتب والناشر لزهاري كيتار والذي سيعطي بعض التفاصيل عن نشأة هذا النوع من الإبداعات الفنية التي صار لها شأن كبير في عالم السينما على وجه الخصوص حيث سيتعرف الحضور على البدايات الأولى لميلاد الشريط المرسوم وأهم المراحل التاريخية التي عرفها ليصل الى التطور الذي هو عليه الآن مع ذكر الأيدي الفاعلة في نقله من المجهول الى العالمية وأهم السبل الناجعة التي ساهمت في هذا التحرك المتطور لا سيما الشريط المرسوم الفرنكفوني الذي عزّز مكانته في قائمة أهم الأشرطة المرسومة على الصعيد العالمي الى جانب الأمريكي والأسترالي، حيث ستتكفل المستشارة البيداغوجية لمركز المقاربات الحية للغات ووسائل الإعلام بفرنسا السيدة "ميريال بيدو" التي ستنقل الحضور الى رحلة تاريخية مميزة من خلال أبحاثها الخاصة وإعطاء أجندة مفصلة حول تاريخ الشريط المرسوم الفرنكفوني ليتم تسليط الضوء على بعض الأعمال الفرنسية الناجحة التي حققت إيرادات ضخمة في قائمة المبيعات حسبما ستكشفه لنا السيدة ميريال التي جاءت خصيصا من فرنسا لتشارك في التظاهرة وتعطي بعض التفاصيل حول هذا الموضوع المتميز والذي نادرا ما يكون محور اللقاءات ببلادنا. وليس هذا فحسب بل ستنشط هذه الأخيرة أيضا حصصا تكوينية للأساتذة الراغبين في تنويع أعمالهم البيداغوجية في هذا المجال مما سيفسح المجال أمام هؤلاء لتعزيز آفاقهم وتجربتهم في عالم الأشرطة المرسومة وذلك بإشراف خاص من المركز الثقافي الفرنسي الذي سيسهر على توفير جميع الوسائل الضرورية لإنجاح حصص التكوين التي ستنظمها السيدة "ميريال بيدو" التي ستعمل على الأرجح على فتح الأبواب أمام الجمهور الوهراني للتعرف على هذا الإختصاص وتلقينه إنجاز الرسومات في إطار هذه الورشات المبرمجة. ومن جهته فسيترأس الأستاذ الباحث محمد بن صالح مائدة مستديرة من أجل مناقشة "موضوع الشريط المرسوم اليوم " ليقف عند أهم المحطات التي شهدها هذا الإختصاص لا سيما بالجزائر مع إعطاء تفاصيل معمقة عن واقعه اليوم وأهم الأعمال الناجحة التي عرفتها الجزائر عبر مراحل مختلفة خلال تقديم دلالات بارزة ومعتمدة ولأن الفن التشكيلي هو أب الفنون الجميلة وروعة الإبداع الإنساني بدون منازع فإن الهيئة المنظمة لهذه التظاهرة قد سطرت الى جانب اللقاءات والورشات معرض فني كبير يضم أشهر الأعمال الفنية الراقية لرسامين جزائريين معروفين إشتهروا بلوحاتهم الراقية ومواضيعهم الهادفة، حيث سيضم المعرض بعض اللوحات لمجموعات أصلية للمدينة الدولية للشريط المرسوم والصورة وتعني بها فرنسا بهدف إثراء برنامج التظاهرة وتعزيزه بشكل يتناسق مع الموضوع المتناول وحتى يكون فضاء للراحة والإستمتاع وتحفيز الشباب على ولوج هذا الإختصاص ومحاولة الإنخراط في الورشات لتعلم هذا الفن الجميل الذي طالما إعتبره المختصون من أهم الفنون المعبرة عن الواقع المعاش. وإضافة الى جميع هذه المحطات فإن المركز الثقافي الفرنسي يحضر مفاجآت أخرى تمتزج بين النشاطات والعروض، وذلك لإنجاح هذه التظاهرة وجعلها تظاهرة موسمية لها أهداف ونتائج وكذا تأثيرات إيجابية على الجمهور بالدرجة الأولى لتطوير الشريط المرسوم والدفع به نحو التطور كغيره من الفنون الأخرى، كما ستكون أيضا هناك عروض خاصة بالأفلام السينمائية في إطار هذا الحدث لفائدة الجمهور الوهراني وعشاق هذا الإختصاص.