كم ليلةً بتنا نراقبُ نجمها حتّى نلامس منكب الجوزاءِ وتُخاصم النوم الثقيل جفوننا فنضمّنا ونذوبُ دون فَناءِ كانت حياتي كلّها وسعادتي كانت صباحي كلّه ومسائي كم من طريقٍ فيه سرنا نقتفي آمالنا فنتيه في البيداءِ كنّا وكان الكلّ يحسدُ جمعنا حتى رمتنا أعينُ الأعداءِ كلّ الشوارع إن تكن في زحمة هي بعدها خلوٌ بلا أضواءِ في كلّ زاويةٍ لنا ذكرى وفي كلّ المقاهي ثمّ بعضُ بكائي ما زلتُ أُزجي للحبيب رسائلاً من لوعتي فعسى يجيبُ ندائي وإذا مشيتُ بخلوةٍ ناديتهُ فتجيبني في خيبةٍ أصدائي من للمعذّب لا فراقَ يُميتهُ فوراً ولم ينعم بطيبِ لقاءِ هذي حقيقةُ قصتي دوّنتها يا أصدقائي فاغفروا أخطائي وتقبّلوا منّي الوداد أزفُّه عطرًا إليكم فاحَ في الأرجاءِ وخلاصة القول الأخير لِتعلموا أنّ الهوى من شيمة العظماءِ إنّ الحياة بلا غرامٍ مرّةٌ هل يستوي الأمواتُ بالأحياءِ؟ إنّ المحبّ مقدّسٌ يا سادتي قد يستوي العشّاقُ بالشهداءِ