تشارك الجزائر في الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي بمجموعة هامة من الأفلام لتعزز مكانتها أمام أقوى العروض السينمائية العربية لأبرز المخرجين الذين قدموا من سوريا، المغرب، تونس، الإمارات العربية المتحدة، دولة قطر، لبنان والعراق وكذا مصر، لتكون بذلك وهران عاصمة الغرب الجزائري عنوانا للتميز والتألق السينمائي ومحطة انطلاق مميزة لأهم المبدعين العرب الذين سيتنافسون على اللقب من خلال أعمالهم السينمائية سواء تعلق الأمر بالأفلام الطويلة أو القصيرة. وكغيرها من الدول العربية فإن الجزائر حاضرة بفيلمين طويلين وهما فيلم »الساحة« للمخرج دحمان أوزيد وفيلم »طاكسيفون« لمحمد سوداني، حيث يعتبر العرض الأول من أهم الأفلام الكوميدية الموسيقية، إذ جمع بين الرقص والتمثيل وعرض يوميات شباب وطموحاتهم أمام الحياة الصعبة التي يعيشونها فعلى مدار ساعتين من الزمن يعرض فيلم »الساحة« مغامرات ستّ شباب يقطنون حيّا شعبيا ويقضون معظم وقتهم في ساحة صغيرة مهيأة كفضاء للإبداعات الفنية، وهؤلاء الشباب يحلمون بتصميم كوميديا موسيقية والقيام بجولة حول العالم بحثا عن الشهرة والنجومية غير أن الظروف الإجتماعية التي يعيشونها ترغمهم على التصدّي لعدة مشاكل تتعلق بالبطالة والعزوبية وأزمة السكن، وفجأة تزور بعض الفتيات هذا الحي وتقرّرن قضاء وقتهن بنفس الساحة ليشبّ نزاع كبير بين الشباب والفتيات بشكل عصري وتقليدي في نفس الوقت، وفي يوم من الأيام يستيقظ الجميع على خبر استحواذ أحد العقاريين على الساحة، فيبدأ الصراع الجماعي لاسترجاع هذا الفضاء الإبداعي. أما فيما يتعلق بالفيلم الثاني وهو »طاكسيفون« لمحمد سوداني فيروي قصة خروج سويسري وهما »أوليفي وإيلينا« اللذان يقطعان الصحراء على متن شاحنة متوجهين نحو »مالي« لإيصال سيارة إلى صاحبها الذي يدعى »موسى« لكن سرعان ما تتوقف الشاحنة وسط الصحراء فيجبر هذين الزوجين على التوقف بمدينة »جانت« الجزائرية لتصليحها فيواجهان العديد من الصعوبات كعدم توفر قطع الغيار والعثور على ميكانيكي الأمر الذي يدفعهما للإقامة بالمنطقة لزمن غير محدود. هذا الفيلم من بطولة نخبة هامة من الممثلين الجزائريين أمثال: »مليكة بلباي، عبد الحليم، زريباني، مونتي بيتري، وباسكوال الييردي« وغيرهم من نجوم السينما الجزائرية. ولأن هذه الطبعة من المهرجان لها صبغة مغاربية بالدرجة الأولى فإن مشاركات الدول الشقيقة من المغرب العربي قد زيّنت قائم المشاركين ضمن مسابقة الأفلام الطويلة على رأسها تونس التي ستشارك بفيلم »النخيل الجريح« للمخرج المبدع عبد اللطيف بن عمار، وهو إنتاج مشترك بين الجزائروتونس حيث يتناول أحداث الحرب التي عاشتها مدينة »بنزرت« التي تقع على بعد 60 كيلومترا من شمال العاصمة تونس، وذلك في جويلية 1961، إضافة إلى أحداث أخرى يعيشها أبطال هذا الشريط على خلفية حرب أخرى وهي حرب الخليج الأولى. ليس هذا فحسب بل أن تونس لن تكتف »بالنخيل الجريح« بل ستعزز مشاركتها بفيلم سينمائي طويل آخر للمخرج معزّ كمّون تحت عنوان »آخر ديسمبر«، في حين ستشارك المملكة المغربية بفيلم »المنسيّون« لحسن بنجلون الذي يتناول موضوع الهجرة السرية والإشكالات المتفرّغة عنها كالإستعباد لا سيما استعباد الجنس الأنثوي والإحباط والغدر والخيانة. حيث يحاول المخرج المغربي أن يعرض قصة مؤثرة لواقع المهاجرين السريين ومعاناتهم في دول المهجر وكيف يعاملون بطريقة سيئة. أما سوريا فستدخل دائرة المنافسة بفيلمين طويلين وهما فيلم »مرة أخرى« للمخرج جود سعيد وفيلم »حرّاس الصمت« لسمير ذكرى، أما لبنان فستبرز من خلال المخرج المعروف بهيج حجيج، عن فيلمه السينمائي »شتّي يا دنيا«، إضافة أيضا إلى العراق التي ستشارك بفيلم »كارنتينا« للمخرج عدي رشيد عثمان، وفيلم آخر بعنوان »ابن بابل« لمحمد الدراجي، دون أن ننسى مصر التي ستكون حاضرة في المنافسة بفيلم »ميكروفون« لأحمد عبد الله. ورغم أن السينما الخليجية هي ضيفة المهرجان فإنها ستكون حاضرة وبقوة في دائرة المنافسة للأفلام الطويلة من خلال الفيلم الإماراتي »ثوب الشمس« لسعيد سالمين والفيلم القطري »عقارب الساعة« وعليه فهذه هي قائمة الأفلام الطويلة المرشّحة للتنافس على جائزة الأهڤار الذهبي أين ستبرز روائع السينما العربية لا سيما الجزائرية لتكون وهران شاهدة على هذا الحدث السينمائي الضخم الذي سيتوج من خلاله الفن السابع الجزائري لا محالة. ستكون لجنة التحكيم الخاصة بالمنافسة برئاسة الروائي الجزائري رشيد بوجدرة، إلى جانب كل من الممثلة السورية سوزان نجم الدين والناقد المغربي أحمد بوغابة والموسيقي والملحن التونسي ربيع الزموري هالة زريقات من الأردن، السيدة كولات نوفل من لبنان والمخرج الإماراتي عبد الله حسن أحمد.