كانت ليلة أول أمس سهرة مميزة امتزجت فيها الحس الفني بمشاعر الامتنان لمطرب أعطى الكثير للأغنية الشعبية الجزائرية، ووصل بها إلى العالمية، إنه الفنان دحمان الحراشي صاحب البحة المميزة والصوت القوي الذي كرم بقاعة ابن زيدون بمقام الشهيد من قبل الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بحضور وزير الخارجية رمطان لعمامرة ، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووزير الإتصال حميد قرين، حيث تسلم ذرع التكريم كل من زوجة المرحوم ونجله كمال الذي أمتع الجمهور بأغنيتي " يا دزاير وردة البلدان" و " الله يرحم الحراشي " . وزير القطاع عز الدين ميهوبي أثنى على المبادرة في ختام الحفل، حيث عدّد خصال الرجل الذي وصفه بالفريد من نوعه باعتباره مزج بين الأغنية الشعبية والعصرية، وهو الطابع الذي تميز به ،كما أنه كان ينتقي كلماته ومضامين أغانيه بدقة، خصوصا أنها كانت مستوحاة من قصص عاشها وحكايات إنسانية لمسها، كما أوضح معالي الوزير أن مبادرات التكريم ستتواصل لتشمل قامات فينة أخرى ممن قدموا للثقافة الجزائرية والفن والإبداع الكثير، وهي بمثابة وفاء لهؤلاء ورسالة شكر وعرفان، داعيا الأجيال الفنية إلى الاقتداء بالرجل وإرثه الفني المميز وكذا الحفاظ على الموروث الفني الجزائري، كما ذكر السيد ميهوبي بمجهودات الوصاية لاسيما الديوان في الحفاظ على هذا الموروث من خلال التوثيق للأغاني والمدونات والتسجيلات الصوتية لقامات الأغنية الجزائرية. من جهته استمتع الجمهور بالوصلات الموسيقية التي جاءت تكريما لروح المرحوم الحراشي صاحب رائعة " يا الرايح وين مسافر" التي تغنى بها الكثير من المطربين في العالم العربي ووصل صيتها إلى العالمية، حيث قدم العديد من الفنانين أشهر أغانيه على غرار نجله كمال الحراشي ، نسيمة ، رضا دوماز، نسيمة شعبان وسط أجواء رمضانية جميلة تخللتها قصص سردها رفقاء درب المرحوم حول حياته التي ربما يجهلها البعض .