تخطى مقياس الحرارة بولاية ادرار خاصة بمنطقتي أولف ورقان وهي أحدى أكثر مناطق الوطن سخونة ، حيث تعدت بها الحرارة خلال هذا الصيف 50 درجة مئوية ، وهو مستوى يجعل العمل شبه مستحيل ، وأدى ذلك إلى اشتعال النيران في عدادات الكهرباء وفي واحات النخيل بعضها مهجور والبعض الآخر مثمر . فقد أتت نيران الحرائق في غضون أسبوع واحد على أكثر من 240 نخلة و 90 شجرة مثمرة في بلدية رقان و أدى حريق نشب في احد بساتين بلدية بوده على مسافة 20 كيلومتر غرب مدينة ادرار ، الى اتلاف 38 نخلة مثمرة ، حسب ما علم من مصالح الحماية المدنية ، وحال التدخل الفوري للأعوان بعد نشوب الحريق في هذا البستان الواقع بواحة الشيخ بن عومر بلدية بوده ، دون انتشار رقعة الحريق نحو البساتين المجاورة والممتدة على مساحة 10 هكتارات ، بعد ان سخرت ذات المصالح إمكانيات مادية وبشرية ، شملت شاحنتي إطفاء وسيارة إسعاف و 20 عونا من الحماية المدنية . وتسبب حريق مهول سجل بقصر لحمر بلدية تامست ، في اتلاف اكثر من 350 نخلة مثمرة دون تسجيل اي خسائر بشرية . وقد جندت مصالح الحماية المدنية ، 5 وحدات ثانوية من مختلف جهات الولاية ، لاخماد الحريق الذي استغرق إطفاؤه خمس ساعات كاملة ، حيث انتشر اللهيب الى باقي البساتين المجاورة ، ما ادى الى اتلاف النخيل المثمر التي تنتج أجود أنواع التمور والتي تشتهر بها المنطقة . وقد جند لعملية الإطفاء أكثر من 250 مواطن من القصور المجاورة ومن المتطوعين الذين عجزوا عن إخماد النيران حريق آخر شب مع بداية شهر أوت المنصرم بواحة أولاد يحي بمدخل مدينة تمنطيط على بعد 10 كيلومتر من مقر الولاية أدرار . الحماية المدنية وجدت صعوبة في إخماد النيران الملتهبة بسبب انعدام المسالك الفلاحية بالمنطقة التي توجد فيها البساتين التي اندلع فيها الحريق ، مما أدى إلى إتلاف ألفي نخلة منها 1800 نخلة مثمرة و 10 هكتارات مزروعة . الحريق الذي استمر لست ساعات أخمدته مصالح الحماية المدنية من خلال تدخلها بالوسائل والعتاد ، حيث سخرت 03 شاحنات إطفاء و 03 صهاريج لبلدية تمنطيط و 03 جرافات لفتح المسالك لإخماد النيران الملتهبة ، وتسبب الهلع الذي أصاب احد الفلاحين من جراء اشتعال النيران ، قال لابد ان تزود الحماية المدنية بأدرار بطائرة او طائرتان من نوع هليكوبتر من اجل اخماد مثل هذه الحالات من الحرائق .. وقال عضو بالمجلس البلدي برقان، ان عشرات النخيل أتلفت جراء الحرائق ، والسبب هو الحرارة ، كما لا تكاد تخلو الواحات القديمة في أدرار من الحرائق بسبب الإهمال و اللامبالاة من طرف بعض الفلاحين . وقال مصدر من مديرية الحماية المدنية بأدرار ، ان الحرائق في بعض بساتين النخيل البعيدة والمعزولة باتت حدثا يوميا ، حيث سجلت عدة تدخلات والسبب هو الحرارة الشديدة واهمال بعض الفلاحين . وجاء في حصيلة لخلية الإعلام على مستوى المديرية الولائية للحماية المدنية بأدرار ، أن أعوان و وحدات الحماية المدنية على مستوى مدينة أدرار وعدد من التجمعات السكنية الكبرى بالولاية تسجل يوميا تدخلات بمعدل خمسة إلى ستة تدخلات ، وذلك نتيجة للارتفاع الكبير في درجة الحرارة والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي ، ما تسبب في احتراق واشتعال العديد من العدادات الكهربائية المنزلية بعديد الأحياء . و فيما يخص مواجهة الأخطار وحماية الأشخاص ، أكد مسؤول الإعلام بمديرية الحماية المدنية مداحي مراد ،ان الحماية المدنية بالاشتراك مع مصالح اخرى ، تسهر قبيل كل صائفة في إعداد وتطبيق مخططات لتنظيم الإسعافات على مستوى الولاية والبلديات والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية ، لاحتواء ومواجهة الأخطار وحماية الأشخاص . وتدعو هذه الحرائق التي أصبحت تهدد ثروة النخيل ، الى ضرورة تخصيص مبالغ مالية من طرف الدولة لفتح مسالك فلاحية في مختلف المناطق بالولاية والتي لازالت لم تشق الطرقات بها ، وسوف تؤدي مثل هذه الحوادث إلى إتلاف المزيد من النخيل ، بالإضافة الى عوامل اخرى ، منها انهيار و إهمال العديد من الفقاقير التي يعتمد عليها في سقي البساتين بأغلب قصور ولاية أدرار ، وخاصة منها البساتين القديمة ، ويتطلب من السلطات المختصة في مجال البيئة إحداث مشاريع عاجلة للمحافظة على ما تبقى من واحات النخيل .