أعلنت الحكومة التشيلية مصادقتها على قرار الاعتراف بدولة فلسطينية حرة ومستقلة على حدود 67، لتحذو بذلك حذو عدد من الدول في أميركا اللاتينية، في خطوة اعتبرتها الولاياتالمتحدة سابقة لأوانها وقد تضر بعملية السلام. وجاء الإعلان التشيلي الجمعة على لسان وزير الخارجية ألفريدو مورينو الذي قال إن بلاده تعترف بفلسطين دولة حرة مستقلة ذات سيادة في حدود عام 1967، مؤكدا أن هذا القرار ينسجم مع قرارات الأممالمتحدة بخصوص حل الدولتين. وأضاف مورينو أن بلاده تدعم بشكل دائم حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولة مستقلة تتعايش سلميا مع إسرائيل، لافتا إلى أن الرئيس التشيلي سباستيان بينيرا سيتوجه إلى الشرق الأوسط في مارس المقبل للتعبير عن دعمه لمحادثات السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وتعزيز الصداقة التشيلية مع الدولتين. يشار إلى أن عبارة الحدود -التي وردت في إعلان تشيلي اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة- ارتبطت مع عبارة أخرى أكدت فيها الحكومة التشيلية دعم حق إسرائيل في الوجود ضمن حدود آمنة معترف بها دوليا. ولفتت مصادر إعلامية إلى أن قرار الاعتراف يأتي استجابة لطلب قدمه الرئيس محمود عباس للرئيس التشيلي بينيرا، خلال لقاء جمعهما على هامش زيارة الرئيس الفلسطيني للبرازيل في الواحد والثلاثين من ديسمبر/كانون الأول المنصرم، لوضع حجر الأساس لمبنى السفارة الفلسطينية. وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قد ذكر -في تصريح نقلته وكالة أسوشيتد برس للأنباء- أن الهدف من الحملة الدبلوماسية إقناع الدول بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب جوان 1967، وهي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة. وتأتي خطوة الاعتراف بدولة فلسطين استجابة لضغوط مارسها نواب من الائتلاف الحاكم والمعارضة في البرلمان التشيلي على الحكومة للاعتراف بدولة فلسطينية أسوة بما حصل في دول أخرى، فضلا عن أن تشيلي لديها جالية فلسطينية كبيرة يربو عددها على 300 ألف نسمة. يشار إلى أن البرازيل والأرجنتين وبوليفيا وفنزويلا أعلنت اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967، فيما أعربت أورغواي والمكسيك وبيرو ونيكاراغوا عن عزمها القيام بخطوة مماثلة خلال العام الجاري. واعتبرت إسرائيل من جانبها قيام عدد من الدول في أميركا الجنوبية بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة خطوة لا قيمة، لها ستعطي مفعولا عكسيا لعملية السلام في الشرق الأوسط، أما الولاياتالمتحدة فقد رأت في هذه الخطوة أمرا سابقا لأوانه من شأنه تعطيل التسوية السلمية في المنطقة.