تجري منذ أمس وعلى مدار ثلاثة أيام متتالية الدورة التكوينية والبيداغوجية لفائدة الأطباء الجراحين من مختلف ولايات الوطن والذين فاق عددهم المائة قدموا إلى المؤسسة الإستشفائية الفاتح نوفمبر بوهران من أجل متابعة العمليات الجراحية التي تتم مباشرة من مصلحة الجراحة العامة والتي يشرف عليها أطباء جراحون أكفاء متخصصون في علاج مختلف حالات السرطان الأكثر إنتشارا ببلادنا أو بأي دول أخرى. وحسب رأي البروفيسور أبو بكر من مستشفى أول نوفمبر بأن هذه المبادرة تعتبر الأولى من نوعها على المستوى الوطني بحيث يجري جراحون متخصصون عمليات يتابعها مئات الأطباء على المباشر من ذات المصلحة بهدف إطلاعهم على آخر تقنيات الجراحة الجديدة، وأهمها الجراحة بواسطة المنظار، وهي أقل خطورة وجيدة ولا تعرض المريض الى تشوهات كبيرة في الجسم، فهي مجرد ثقوب يجريها الجراح في موضع الجسم المصاب بداء السرطان مثلا حيث يدخل المنظار وآلة الجراحة ليقوم بعمله على أحسن وجه. ويضيف البروفيسور أبو بكر باعتباره منظم هذه الأيام التكوينية بأنها تندرج ضمن اتفاقيات التعاون بين مستشفى أول نوفمبر، وبعض الدول الأجنبية الرائدة في هذا المجال أما اليوم وبمقتضى إتفاقية التعاون مع جامعة »مونبلييه« الفرنسية نظمت هذه الدورة التكوينية التي يشارك فيها جراحون رائدون مثل البروفيسور (فرانسيس نافارو) الذي ينتظر منه أن يجري عملية جراحية على الكبد اليوم وعلى المباشر لتأطير وتكوين جراحي البلاد المتكونين. وعن الإتفاقيات المبرة بين مستشفى أول نوفمبر وكلية الطب بجامعة »مونبيلييه« يقول البروفيسور (بيجول) بأنها تتقدم بشكل إيجابي جدّا بدليل ما يتم اليوم ولأول مرة بوهران، والهدف الأساسي المنتظر تحقيقه من خلال إتفاقيات التعاون وتطوير البحث العلمي والطبي للتشخيص المبكر للسرطان بكل أنواعه، وأيضا إيجاد سبل لحماية الأشخاص من خطر الإصابة أو على الأقل من خطر تطوره إلى مراحل متقدمة يقول البروفيسور »بيجول«. وتطرق »أبو بكر« في تصريحه للصحافة الى مستوى علاقات التعاون التي حققها مستشفى أول نوفمبر ليس فقط مع فرنسا، بل أيضا مع جامعات إيطاليا وألمانيا، بدليل أن دورة تكوينية مماثلة ستتم هنا في شهر مارس المقبل مع أطباء وجراحين من ألمانياوفرنسا أيضا. وفيما يخص برنامج عمل هذه الأيام التكوينية فهي ثمينة جداحسب رأي البروفيسور بوبكر بالنظر إلى عدد العمليات الجراحية التي ستتم على المباشر، فيوم أمس أجريت عمليتين جراحيتين للقلون المصاب بداء السرطان، أما العملية الأولى فأجراها جراح مغاربي مختص من جامعة (مون بولييه) أما الثانية فأجراها البروفيسور بشير بويجرة من المستشفى الجامعي بن زرجب. أما اليوم فستتم عمليات حول سرطان الكبد وغدّا ستكون الجراحة حول سرطان الرحم. وتجدر الإشارة إلى أن إختيار هذا النوع من الأمراض لم يأتي عبثا وإنما للضرورة لأن أعداد المصابين بالسرطان في تزايد كبير ببلادنا بحيث سجلت أكثر من 40 ألف حالة جديدة السنة الماضية، ويرتقب أن يسجل نفس هذا العدد خلال السنة الجارية، وعليه يجب على الجراحين الجزائريين أن يطوروا قدراتهم وكفاءاتهم المهنية لمواجهة هذا المرض الخبيث. وفيما يخص مشروع إنشاء مركز لداء السرطان بمستشفى أول نوفمبر فيقول البروفيسور أبو بكر بأنهم قد حصلوا على الموافقة التامة من الوصاية ولم يبق الآن سوى رأي المجلس العلمي للمستشفى للإنطلاق في العمل، وحسب البروفيسور فإن رأي المجلس لن يكون إلاّ إيجابيا لفائدة قطاع الصحة بشكل عام.