تتحول العديد من الشواطئ الصخرية بشواطئ وهران، كل مساء، إلى قبلة لهواة الصيد التقليدي الذين ترافقهم "الصنارة" وبعض المعدات البسيطة التي كثيرا ما تصاحب محبي الصيد البحري على الطريقة التقليدية، لاسيما أن قعداتهم كثيرا ما تنتهي بجلسات شوي "السردين" أو أكل "القنفذ البحري" خاصة في العطل و المناسبات التي لا يعملون فيها . قفة صغيرة مصنوعة من الدوم، و"قصبة" مزودة بصنارة، وكذا بعض الخبز الجاف، من أهم المعدات التي قد يحتاجها الشاب الهاوي والمولع بالصيد التقليدي، فالأمر لدى الشباب ليس مكلفا، وإنما يعتمد على وسائل بسيطة يمكن استعمالها لمرات عديدة، دون أن يكلف هاوي الصيد نفسه عناء شراء لوازم باهظة الثمن. فالمتعة كل المتعة في تمضية وقت مملوء بالشغف والانتظار لاصطياد بعض أنواع الأسماك التي قد تشكّل الطبق الرئيسي في المنزل، إذا جاد البحر بما عنده. الشواطئ الصخرية تجمع الشمل جمال دريدي فنان مسرحي بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة و كذا زميله كريم كسرواي و عمي الناصر من سكان وهران وجدوا متعتهم في الصيد التقليدي باستعمال الصنارة، بعد أن يفرغوا من عملهم أو في أخر الأسبوع ، أو في موسم الصيف يذهبون للبحر بحثا عن الهدوء الذي يمنحه لهم زرق المكان ، والمتعة التي تقدمها لهم هواية الصيد، حيث يؤكدون في معرض حديثهم ل "الجمهورية " ، عشقنا الكبير هو البحر، فنحن مولعون بالصيد عن طريق الصنارة، وكذا الصيد عن طريق الغوص باستعمال نظارات الغطس وكذا القضيب المعدني المستعمل في التصويب على أنواع من الأسماك متوسطة الحجم. وأنا شخصيا يقول جمال دريدي ألفت المجيء مع صديقي كريم منذ صغري، فنحضر معنا بقايا الخبز الجاف من المنزل، ونقوم بتبليله حتى يصبح طريا، ويشكل ويعجن بأصابع اليد على شكل كرات صغيرة تثبت في الصنارة، وبعدها تلقى الصنارة بعيدا باستعمال "القصبة" وتكون هذه الأخيرة مصحوبة بقطعة "فلين" صغيرة، تشير إلى ابتلاع الطعم من قبل الأسماك، في حال نزلت تحت مستوى سطح الماء".ويضيف قائلا: "لا أشعر بمرور الوقت وأنا أصطاد في البحر، وعندما أعود إلى المنزل أكون قد ودعت الكثير من الهموم، وفي كثير من الأحيان، أصطاد كمية معتبرة من السمك، قد تتحول إلى وجبة عشاء للعائلة". المتعة التي قد لا تقدر بثمن، وسط صخور البحر، بحثا عن الهدوء والسكينة، قد لا تتوفر لدى الكثيرين، لاسيما القاطنين بالمدن الداخلية الذين لا يعرفون طعم البحر إلا في الصيف، وهم متوجهين للسباحة، لكن الصيد التقليدي قد يتحول إلى هواية، ولما لا إلى قصة حب طويلة لدى الكثيرين.