لا يختلف إتنان على أنّ الصّناعات الغذائية تعرف انتعاشا كبيرا جدّا ببلادنا بفضل تضاعف عدد المصانع و الوحدات الإنتاجية و لكن رغم تعدد المنتجات و الشركات و العلامات لا يزال عدد كبير من المنتجين غير قادرين على التحكم في عملية التصنيع و هي أهم مرحلة بأي وحدة انتاج المواد الغذائية ،ففي الدول المتطورة أو الرائدة في هذا القطاع تكون عملية التصنيع أساس استمرار و تطور المؤسسة ، فالتحكم في مراحل الانتاج و تقنياته للحصول على منتج غذائي دو جودة عالية يعني رواجه اكتساب ثقة المستهلك و المحافظة عليه و خلال تجوّلنا بأجنحة معرض "منتوج بلادي" المقام بقصر المعارض بالمدينة الجديدة لاحظنا تنوع و اختلاف في نوعية المعروضات و جودتها و هذا الفرق يلاحظه الزوار بكل تأكيد حيث أجمع الكثيرون منهم على أن الصناعة الغذائية ببلادنا لا يزال ينقصها الكثير لتصبح تنافسية ،و أكبر مشكل فيها هو تغيّر نوعيتها فمثلا يحدث مرارا أن يشتري الناس مادة غذائية معيّنة كالأجبان أو العجائن أو المصبّرات أو المشروبات فتكون يوما بجودة عالية و في يوم آخر تقل جودتها ثم بعدها يتغيّر القوام أو الذوق ثم تصبح رديئة فينفر منها المستهلك نحو منتج مستورد لضمان بقاء جودته و نوعيته تماما كما اقتناها في أوّل مرّة و هذا يعني حسب الخبراء الاقتصاديين عدم تحكّم المنتجين في عملية التصنيع و السّبب هو إما أن يحاول صاحب الشركة تغيير المكونات لاقتصاد المال فيستعمل مواد أولية أقل جودة من تلك التي استعملها في بداياته ،أو يغيّر بعض عماله أو غيرها من الأسباب ،و مهما كانت فستنعكس سلبا على جودة المنتج و سيشعر المستهلك بهذا الاختلاف و عدم الاستقرار فيسهل عليه تغيير الماركة و ببساطة لكثرتها في الأسواق ،فالمستهلك الجزائري و رغم كل ما يعاب عليه أصبح يلح على توفر الجودة في المواد الاستهلاكية.