تضم ولاية سيدي بلعباس منشآت ضخمة مصنفة كمؤسسات متخصصة للتكفل بذوي الاحتياجات الخاصة تتربع على مساحات شاسعة من طراز عالي في مواقع إستراتيجية حساسة مجهزة بكل المرافق الحيوية والضرورية التي تحتاجها هذه الفئة في حياتها اليومية،بحيث من المفروض أن هذه المؤسسات المتخصصة التابعة لقطاع التضامن الوطني أنشئت من أجل التكفل التربوي و النفسي بالأطفال المعاقين ذهنيا أو سمعيا أو حركيا....لكنها بعضها استهلك أغلفة مالية طائلة لكن رغم مساعي الوصاية للتكفل الأمثل بهذه الفئة الهشة من خلال انجاز مثل هذه المرافق وتكوين الطاقات البشرية والإطارات من أجل مرافقة ذوي الاحتياجات الخاصة تربويا ونفسيا وبيداغوجيا إلا أن الوضع السائد ببعض هذه المنشآت لم يرفع الغبن عن المعوقين ولا عن عائلاتهم .وحسب رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس الشعبي الولائي "فاتح سميرة" والتي قامت برصد جميع النقائص المسجلة بهذه الهياكل الاجتماعية فإن الوضع كارثي ويتطلب إعادة النظر في الإطار العام للمؤسسات المتخصصة لأنها أصبحت لا تقوم بالدور المنوط بها لأسباب تختلف من مركز لآخر . *مركز تلاغ يعمل بثلث إمكانياته مركز المعاقين ذهنيا بتلاغ يعمل بثلث إمكانياته فالمركز النفساني البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا ببلدية تلاغ جنوب الولاية والذي فتح أبوابه أواخر سنة 2014 بطاقة استيعاب 120 طفل بنظام داخلي لم يستغل إلى حد الآن يقوم عليه طاقم تقني يضم 3 أخصائيين نفسانيين و 2 مربيين مختصين وطاقم إداري تم تسجيل 75 طفلا منذ 2014 إلى 2016 لكن لا يلتحق بالمركز إلا 25 طفلا بطريقة غير منتظمة،فالداخلية مجهزة بأحسن الإمكانيات وتوفر كل المرافق الحيوية لكن لم تفتح رغم إصرار الأولياء الذين قاموا بنقل أطفالهم إلى مركز بلدية سيدي بلعباس الذي يتوفر على داخلية والطفل المريض يبقى بهذا المركز طيلة أيام الأسبوع عكس مركز تلاغ الذي لا يوفر نظام الداخلية رغم وجودها، فانعدام النقل بات يكبّد الأولياء مرارة التنقل إلى هذا المركز خاصة وأنهم يضطرون إلى التنقل مرتين في اليوم لتوصيل أبنائهم صباحا وجلبهم مساء بعد انتهاء فترة الدراسة اليومية،هذا إلى جانب نقص التأطير الذي بات ينفر الأولياء من هذا المركز الذي لا يتوفر على طبيب ، ممرض، الحراسة ، و سيارة الإسعاف.فضلا عن عدم وجود مساكن وظيفية وهو ما بات يؤزم الوضع الاجتماعي فمن بين الأخصائيين النفسانيين من يقطن بولاية عين الدفلى. * النقل ينفّر الأولياء من مركز سفيزف انعدام وسائل النقل يرهن الوصول إلى مركز سفيزف للمعاقين ذهنيا من أقصى الجنوب إلى أقصى الشرق يتواجد مركز آخر متخصص للتكفل بالأطفال المعاقين ذهنيا ببلدية سفيزف، يتموقع على مساحة شاسعة يشرف عليه طاقم إداري وطاقم تقني متكون من 6 بيداغوجيين و 4 مهنيين 10 متعاقدين وآخرين ضمن عقود ما قبل التشغيل يوجد بالمركز كل المرافق الحيوية ، مراقد مجهزة للذكور وللإناث ، مطبخ مجهز ، مساحات لعب ، حوض سباحة ، ملعب رياضي ومساكن تتربع على مساحات خضراء جميلة في أعلى الجبل وعددها 6 شقق و 14 منزل فردي .سجل على مستوى المركز 45 طفلا مابين سنة 2013 و 2016 وحاليا فقط 25 طفلا يتردد القليل جدا منهم على المركز لصعوبة تنقلهم من مساكنهم المتواجدة بمجمعات ريفية وقرى إلى نقطة الجمع لبلدية سفيزف لتنقلهم الحافلة الوحيدة التابعة للمركز. *مركز رأس الماء بدون استغلال منذ 4 سنوات وبأقصى الجنوب وبالتحديد ببلدية رأس الماء الواقعة على بعد 100 كلم عن مقر عاصمة الولاية تتواجد ملحقة لمدرسة المعاقين سمعيا بلدية رأس الماء والتي فتحت الملحقة أبوابها في أكتوبر 2012 ،ورغم مرور 4 سنوات على إنشائها إلا أنها لم تنشط بعد وإلى حد الساعة رغم أنها مجهزة بأحدث الوسائل والتجهيزات ومرافق حيوية تلبي ضروريات الطفل المقيم بها بطاقة استيعاب 60 طفل يشرف عليها طاقم إداري وطاقم تقني متكون من 3 أخصائيين نفسانيين منهم 1 أخصائي في تصحيح النطق والتعبير اللغوي و 2 أساتذة تعليم خاص و 2 مربيين وهذا الطاقم التقني متواجد حاليا على مستوى مدرسة المعاقين سمعيا ببلدية سيدي بلعباس . وتضم هذه الملحقة مطبخ مجهز ، غرفة تبريد ، مولد كهربائي ،أسرة ، مكاتب ،قاعات للتدريس مجهزة مساكن وظيفية...الخ .قد يعود سبب عدم تشغيل هذه المدرسة لعدم وجود العدد الكافي للأطفال الذين يعانون الصم والبكم على مستوى المنطقة و البالغ عددهم لا يتعدى 5 أطفال وهم موجودون حاليا بداخلية مدرسة المعاقين سمعيا ببلدية سيدي بلعباس . هذا وكان قد اقترح مدير التضامن والنشاط الاجتماعي لولاية سيدي بلعباس تحويل هذه الملحقة إلى ملحقة المركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا ببلدية تلاغ، وأرجع المدير الولائي سبب عدم التحاق الأطفال المعاقين إلى هذا المقر وعدم استغلالها إلى عدم توفر طاقم بيداغوجي يشرف على التكفل بالأطفال إلى جانب رفض الأولياء نقل أبنائهم إلى هذه الملحقة خاصة القاطنين في المناطق المجاورة لرأس الماء نظرا لقلة وسائل النقل. ومن جهتها لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس الشعبي الولائي لم تثمن هذه الفكرة الخاصة باعتبار أن المركز النفساني البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا لبلدية تلاغ عمله حاليا دون مستوى طاقة استيعابه. و ما يلاحظ أن المراكز المتواجد ببلدية سيدي بلعباس تشهد ضغطا كبيرا على غرار المركز النفساني البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا والذي لم يعد يلبي كل الطلبات بالإقامة بداخليته أما المركزين النفسانيين البيداغوجيين للأطفال المعاقين ذهنيا لبلدييتي سفيزف وتلاغ فداخليتهما غير مشغلة مع أنها مجهزة مما يستوجب إيجاد حل في أقرب الآجال لتلبية الطلب الملح للأولياء .