في وقت حقق فيه الطب الحديث نجاحات باهرة من خلال الإكتشافات المتطورة التي ساهمت في معالجة العديد من الأمراض المستعصية والخطيرة يبقى الطب البديل في خضم هذا التطور المثبت علميا بفعاليته التي يدعمها المنطق والواقع معا يجد له مكانا ضمن اختيارات بعض المرضى التي يلجؤون إليها عند معاناتهم من مرض ما ولاسيما بعد فقدانهم الثقة بفعالية الطب الحديث في حالة عدم تحقيقه لنتائج مقنعة بالنّسبة لهم كما يفضّل الكثير منهم اللجوء الى الطب البديل ولاسيما العلاج بالأعشاب الطبيعية والطرق التقليدية وهو مجال واسع يضم في حد ذاته العديد من الإختيارات تتعدد بين العلاج بالأعشاب لدى التجار غير المرخّصين والذين يبرون فعالية ما يبيعونه من منطلق تجربتهم الواسعة في هذا المجال والعلاج بالطرق التقليدية سواء منها الثابتة بالسّنة النبوية كالحجامة أو الثابتة بثوارتها القديم جدا كالعلاج بالإبر الصينية وأخيرا العلاج بالأعشاب الطبيعية لكن هناك ممارسين يؤكدون على تخصصهم وتكوينهم في هذا المجال وهي طرق علاج وجدت لها خلال السنوات الأخيرة زبائن كثر وانتشرت بشكل كبير في مجتمعنا فأصبحنا نسمع بوجود عيادات معروفة للتداوي بالأعشاب الطبية وأطباء مختصين في هذا المجال حسبما تسير إليه لافتات عياداتهم أو وفقا لما هو مكتوب ببعض الشهادات التي يحملونها والمتحصلين عليها في الغالب من دول عربية مشرقية خاصّة ولاسيما دولة سوريا الشقيقة حتى أنهم وزيادة الى تشخيصهم للأمراض يبيعون أدوية لا تتوفر غالبا سوى لديهم يقولون بأنهم يجلبونها من جبال لبنان والهند وسوريا وغيرها كما أنّهم يحدّدون تشخيصهم للمرض على أساس إجابات المريض ومعاينتهم المرئية له دون الحاجة الى إجراء تحاليل أو صور بالأشعة كما هو الشّأن بالنسبة للمختصين في الطبّ الحديث ولكن ورغم ذلك فإنّ لهذا النّوع من الطب البديل زبائن ومرضى يؤمنون بفعاليته ويثقون في من يمارسونه وهو ما يتّضح جليا من خلال الإقبال الكبير الذي تعرفه هذه العيادات حتى أنها انتشرت وزادت خلال السنوات الأخيرة ولم تعد تفتح بشكل متخف ولا داخل محلات تقليدية كتلك المتخصصة في بيع الأعشاب الطبيعية والتوابل بل هي عيادات حقيقية داخل محلات راقية أو شقق مجهزة كما يعمل بها عدد من الممرضين موزّعين على مصالح كقسم الاستقبال وقسم الطبيب المختص وقسم الصيدلية وغيرها جميع هذه الظروف تخلق نوعا من الإرتياح لدى الزّبون المريض وتضمن ثقته بما هو مقدم عليه من خلال اختياره لطريقة العلاج هذه لاسيما وأنّ المرضى داخل هذه العيادات لايتوقفون عن الحديث حول فعالية دواء هذا المختص ومدى تجربته الكبير وتخصصه لاسيما وأن الأمر يتعلق باستعمال أعشاب طبيعية فقط إن لم تنفع فهي لا تضر حسبهم كما أن العديد منهم جربوا التّداوي بهذه الطريقة ونجحت معهم وهو ما أكّده لنا أغلب الزّبائن ممّن حاورناهم داخل هذه العيادات سواء تلك التي قصدناها كصحفيين على أساس الإستفسار أو كمرضى فتعرّفنا على رأي من يقصدونها وطريقة عمل أصحابها ومراحل إجرائهم لإستشارتهم الطبية فأول ما لاحظناه هو الإقبال الكبير الذي تعرفه هذه العيادات التي تختلف فيما إذا كانت عيادات حقيقية يستقبل فيها المريض ويخضع لفحص ويسأل عن أعراض مرضه تم تمنح له الأدوية المناسبة لشفائه أو تحدد له جلسة علاج. - النبات والسنة النبوية العلاج بالإبر الصينية أو حتى الحجامة وبين المحلات التي يقتصر نشاطها على التّعرف على الأعراض ومنح أدوية مناسبة لعلاجها وهي عبارة عن أعشاب طبيعية محضّرة إمّا في شكل مراهم أو سوائل أو عجائن أو بودرة وغيرها من أنواع الأدوية وبالتالي فهي تؤدي دور صيدليات في الأعشاب الطبيعية لكن دون الحاجة الى استشارة طبيب لكن الإستشارة تتم في نفس المكان. نظرا للإقبال الكبير الذي شاهدناه بهذه العيادات والمحلات والثقة الكبيرة التي لمسناها لدى الزبائن المترددين عليها ودون أن نقصد التشكيك في مدى فعالية طرق العلاج هذه من منطلق عدم اختصاصنا في هذا الأمر لاسيما وأن العديد ممن جربوها يؤكّدون هذه الفعالية عدى طريقة الحجامة الثابتة بقوة السّنة النبوية متى استعملت بالطريقة الصحيحة أردنا الإستفسار حول أصل تخصص هؤلاء الممارسين لنشاط العلاج بالأعشاب الطبيعية ونوع الرخصة الحائزين عليها والتي يمارسون وفقا لها هذا النشاط. من خلال جولتنا عبر هذه العيادات والمحلات ومن خلال تصريح أصحابها وجدنا بأن بعضهم يمارسون هذا النّشاط على أنه تجارة ليس إلاّ فهم يشترون أعشاب طبيعية محضرة تم يعيدون بيعها حسب طلب الزبائن والأعراض التي يفصحون عنها بعد أن يكتسبون تجربة في هذا المجال من خلال توجيهات البائعين الأصليين وهم غير حائزين على أيّة رخصة عدا السجل التجاري الذي يمتلكونه والذي يرخص لنشاطهم على أساس أنّهم تجّار في الأعشاب الطبّية والأدهى من ذلك أن حتى تلك العيادات التي يفتحها أصحابها على أساس أنّها عيادات طبيب مختص في التداوي بالأعشاب الطبيعية لا تتعدى رخصة نشاطها حيازة سجل تجاري في هذا النشاط أيضا إضافة الى بعض الشهادات المتحصل عليها في هذا مجال وهذا بحجة عدم اعتماد هذا النشاط بالجزائر بعد. نفس هذا الإستفسار نقلناه الى مديرية الصحة الجهة الأكثر إختصاصا لمنح مثل هذه الرخص وقد أكدت لنا مصادر على مستواها بأن رخصة فتح عيادة لا تمنح سوى لطبيب مختص متحصّل على شهادة جامعية في الطب عدى ذلك لا توجد رخصة اخرى تمنحها هذه الهيئة في مجال آخر لغير الحاصلين على شهادة جامعية في الطب وهي رخصة تمنح لممارسة ما تسمح به هذه الشهادة كما أن المديرية المعنية غير معنية بمراقبة هذه العيادات والمحلات لأنها لا تمنحها رخصة لتمارس نشاطها من جهة اخرى أكّد لنا بعض أصحاب هذه المحلات بأنّهم لم يخضعوا لأي نوع من المراقبة من إنطلاق نشاطهم كما أنّهم نفوا تسجيل أي شكاوي من طرف الزبائن إثر حصول مضاعفات أو عوارض خطيرة بعد إستهلاك أو إستعمال الأدوية التي يبيعونها بل إن انطباعاتهم جميعها إيجابية لاسيما وأنّهم يتمكنون فعلا من الشفاء في حالة الإستعمال الجيد والمطابق للعلاجات الممنوحة لهم أو التي يخضعون لها وهو فعلا ما أكده لنا عدد من الزبائن ممن حاورناهم داخل هذه العيادات والمحلات فيما أن الانطباعات قد تختلف وقد تكون سلبية وراقصة للإستعانة بهذه الطرق للعلاج وهذا حسبما أكّده لنا بعض المواطنين ممن سألناهم عن رأيهم حول هذا الموضوع. من جانب آخر فإن الإقبال على طرق العلاج التقليدية ولاسيما بالأعشاب الطبيعية تكثر في بعض أنواع الاصابات أكثر من غيرها. الزيوت والعسل وعصائر النباتات وتتحدد أساسا في علاج بعض الأمراض الجلدية والتجميلية كالإكزيما وحب الشباب والفطريات والحروق والبقع وغيرها من الإصابات التي يصف لمعالجتها هؤلاء الممارسون لهذا النّشاط بعض المراهم والسوائل والأدوية المحضرة من عدد من الأعشاب الطبيعية والتي قد تخلط ببعض الزيوت أو العسل أو عصائر النباتات الثابت من تجربتها فعاليتها في معالجة مثل هذه الأمراض ضف الى ذلك الزيادة على الطلب أدوية لإنقاص وزيادة الوزن يليها الطلب على معالجة بعض أمراض المعدّة كمرض »الكولون« والمسالك البولية والأمراض التناسلية والعقم وتأخر الإنجاب واضطرابات العادة الشهرية والروماتيزم وهي حالات مرضية يتطلب أمر معالجتها بهذه الطرق باستمرار فمثلا وجدنا لدى بعض هؤلاء الممارسين مراهم مصنوعة من أعشاب وزيوت طبيعية بعضها معروفة »كالفليو« وزيت الزيتون وبعضها غير معروفة سوى لدى البعض أو غير معروفة نهائيا لأنها مستوردة من دول أخرى كالهند والسعودية ومزارع لبنان وغيرها وهو ما أكدته لنا صاحبة إحدى هذه المحلات التي تحمل اسم علامة تجارية معروفة في نشاط التداوي بالأعشاب الطبيعية على المستوى العالمي إذ أكّدت لنا بأن جميع الأدوية التي تبيعها مدروسة ومجرّبة وهي مستوردة من مصانع تحمل نفس العلامة موجودة بلبنان وإيطاليا والسعودية كما أنّها مصنوعة من مواد طبيعية 100٪ كما أن شهرة هذه المحلات أكتسبت من خلال فعالية ما تعرضه للبيع لاسيما وأنّها مواد طبيعية قابلة للإستهلاك والإستعمال وهو ما تؤكده مبيعات هذه المحلات الرائجة حسب تصريح وتأكيد صاحبة المحل كما صرح لنا مختص آخر صاحب عيادة بأنّه يملك خبرة وشهادة تكوين في هذا المجال ولا يمنح الأدوية لمرضاه سوى بعد إجرائه لتشخيص شامل للمريض من خلال معاينته واستجوابه له ما يؤكد له نوعية المرض ومن تم يتمكن من تحديد العلاج الواجب وصفه أما فيما يخص العلاج بالإبر الصينية فهي تستعمل لإنقاص الوزن ويشترط فيها فقط إتقان العملية ومداومتها من طرف المريض لضمان النتائج. ونفس الشروط تنطبق على الحجامة الثابتة فعاليتها بالسنة النبوية والتي يشترط فيها الإتقان في ممارستها واتباع النصائح الوقائية لعدم إصابة المريض بأمراض أخرى كتنظيف الوسائل المستعملة وتعقيمها أما فيها يخص تكاليف العلاج بهذه الطّرق فهي تختلف حسب نوع الأدوية بالنظر الى قيمة المواد المصنوعة منها وكذا حسب نوع المرض وما يتطلبه من فحص وعلاج. العلاج الممكن والغالي وهنا يختلف الأمر فيما إذا كنا نتحدث عن عيادة أو محل لبيع الأعشاب الطبيعية فأما الأول فيتطلب منا تحمل تكاليف الفحص أو الإستشارة والتي وجدناها تتراوح بين 500 و700دينار تماما لتكاليف الطبيب العادي اذ يقصد المريض العيادة يحجز موعدا وينتظر دوره تم يستقبل من طرف الممارس المختص الذي يفحصه ويشخص له مرضه تم يصف له العلاج وهو عبارة عن أدوية يبيعها له مباشرة مقابل دفع تكاليف كلّ واحد منها وهنا تختلف الأسعار حسب قيمة المواد المنتجة منها وفيما اذا كانت محلية أو مستوردة أمّا إذا تعلق الأمر بالعلاج بالأعشاب الطبيعية لدى محل معين فهنا يقصد المريض هذا الأخير يحدد نوع إصابته والأعراض التي يشتكي منها ويمنح له صاحب المحل الدواء المناسب دون دفع تكاليف التشخيص وهنا يختلف السعر دائما حسب نوع الدّواء والمواد المنتج منها وتتراوح الأسعار في هذه الحالات بين 300دينار وقد تصل الى غاية 5000دينار فمثلا توجد أدوية لتنشيط المبيض للإنجاب وأخرى لمعالجة أمراض الكلى وثالثة حتى لمعاجة بعض أنواع السرطان تباع بمبلغ بين 2500 و3500 دينار كما توجد مراهم وسوائل وزيوت قد تباع ب 300 و500 و800 دينار إذ لا يمكن حصر الأسعار لأنها تختلف أما العلاج فلا تضمنه سوى التجربة أما إذا اختلفت المعطيات ووقع اضطراب في النتائج فالإشكال يطرح حول من يتحمل العواقب.