ربما قرارات المنع من دخول الولايات المُتحدة، وحظر دُول عربية وأفريقية، لا يُطلقها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سوى في شهر جانفي بل يوم الجمعة تحديدًا، فبعد توقيع أمرًا تنفيذيًا بمنع دخول من سمّاهم «الإرهابيين الإسلاميين المتشددين» إلى حدود الولاياتالمتحدة، نهاية جانفي 2017، أطلق أمس، قراره الجديد بمنع 6 دول أفريقية، من بينهم دولة عربية من اجتياز الأراضي الأمريكية. ويستعد «ترامب» إلى وضع قيودًا صارمة على السفر أمام رعايا دُول أفريقية، وصفتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بالدوُل الأكثر سكانًا في القارة، وتشمل القائمة الجديدة؛ نيجيريا وميانمار، والتي تُرجع الصحيفة السبب في ضمهما، إلى محاولات «ترامب» للحد من استقبال المسلمين الهاربين من القتل الجماعي وإطلاق النار هناك. كما وضع بالقائمة ثلاث دُول أفريقية؛ إرتيريا والسودان وتنزانيا، بالإضافة إلى الدولة الآسيوية والسوفيتية سابقًا، قيرغيزستان. ولفتت الصحيفة إلى أنه سيتم تطبيق قرار الحظر، بداية من ال22 فبراير الجاري، مع احتفاظ الحاصلين على التأشيرات قبل القرار بالقدرة على السفر إلى الولاياتالمتحدة، أما تأشيرات «غير المهاجرين»، لن تخضع إلى الحظر، مثل تأشيرات والسياحة والطلاب والعمّال المؤقتين وأصحاب المهارات. في المقابل، تنهي الولاياتالأمريكية «اليانصيب» من الدُول المُستجدة بالحظر، وهي تأشيرة تمنحها الولاياتالأمريكية عبر قرعة البطاقة الخضراء والمعروفة ب«تأشيرة التنوع»، وتسمح خلالها بتقديم البطاقة الخضراء إلى 55 ألف شخص سنويًا، بعد اختيار هؤلاء بشكل عشوائي. وأشارت الصحيفة إلى أن السبب في حظر إرتيريا وتنزانيا وقيرغيزستان، احتمالية عدم وفائها للولايات الأمريكية بتقديم المعلومات المُتعلقة بالإرهابيين أو لم تحدّث أنظمة الجوازات، ما يجعلها مصدرًا للقلق عند الجانب الأمريكي، وفقًا لمصادر في الأمن الداخلي ووزارة الخارجية الأمريكية. وبررت الإدارة الأمريكية قرارها بشأن السودان بأنها لم تفي بالمعايير التي وضعتها فيما يتعلّق بالمعلومات والأمن. وذكرت الصحيفة أن القرار سينعكس على نيجيريا سلبًا، إذ سمحت الولاياتالمتحدة ل7.950 نيجيري في 2018 بالهجرة إليها، موضحة أن وزير الإعلام والثقافة النيجيري، محمد لاي، عبّر في وقتًا سابق، عن أسفة حالة إدراج دولته ضمن قائمة الدُول المحظورة، واصفًا تأثير القرار ب«الخطر المزدوج»، بعدما كانت دولته تحارب الإرهاب بالتعاون مع الولاياتالأمريكية. وتابع: «فرض حظر على أي دولة ليس ممتعًا ويضر بنمو البلد». على الجانب الثاني، تلحق الأضرار بسكّان ميانمار المُهاجرين، بعد ترحالهم بكثافة إلى الأراضي الأمريكية العام الماضي، ووصلت أعدادهم إلى 5 آلاف لاجئ، وكان هؤلاء يحلُمن بلم شمل أسرهم، وتقديم فرصة الهجرة لأقاربهم، من دولتهم الأم إلى الدولة المُستضيفة، وفقًا لرئيس دائرة الهجرة واللجوء اللوثرية الأميركية، كريش أومارا فييناراجاه. ذلك الإتجاه نحو حظر الدُول، الذي يمنع التنوّع بالجنسيّات في الولاياتالأمريكية، والتي دافعت عنه، رئيس مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي سابقًا، موجهة اتهاماتها ل«ترامب»، بأن إدارته يفسد التنوع الذي يقوي المجتمعات.