اختارت إدارة مهرجان الفيلم الخيالي “مسكون” الذي ستحتضنه العاصمة اللبنانية بيروت افتراضيا، في الفترة ما بين 10 إلى 16 جوان الجاري، الفيلم الجزائري الروائي الطويل “أبو ليلى” للمخرج أمين سيدي بومدين. يتناول الفيلم الجزائري “أبو ليلى” وهو أول فيلم طويل لمخرجه أمين سيدي بومدين بعد الفيلمين القصيرين “غدا الجزائر” و”الجزيرة”، الذي تألق في عدد من المهرجانات الدولية على غرار مهرجان كان السينمائي في دورته 72 خلال عرضه في مسابقة “أسبوع النقاد”، وعدد من المهرجانات أخرى كما القاهرة السينمائي ومهرجان قرطاج، كما تم عرضه في مهرجانات بالبوسنة والهرسك وتونس وبلجيكا وإيطاليا و مصر قبل أن يفوز مؤخرا بجائزة النقد في الطبعة 2020 لمهرجان فيلم برشلونة. العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر في سنوات التسعينات، حيث يبدأ بجريمة اغتيال لرجل أمام منزله في الجزائر عام 1994 يُنفذه الإرهابي “أبو ليلى”، ثم تنتقل الأحداث إلى الصحراء وتحديدًا الجنوب الجزائري، وتنطلق سيارة سوداء وسط الصحراء بداخلها بطلا الفيلم، ويبدو من خلال الحوارات بينهما أن أحدهما مريض ومضطرب نفسيًا بينما يساعده الآخر طوال الوقت على تجاوز الآلام البدنية والكوابيس التي تهاجمه بين الحين والآخر. وبعد مشوار وخلال أحداث الفيلم يتضح أن الاثنين شرطيان وأنهما يسعيان خلف الإرهابي أبو ليلى، لكن الدافع وراء هذه المطاردة ذات الطابع الشخصي يظل غامضًا حتى الدقائق الأخيرة من الفيلم وخلال الفيلم يتضح اختيار المخرج الصراع المسلح الذي خاضته الجماعات المتطرفة في الجزائر خلال العشرية السوداء (1992-2002) ضد الدولة ومؤسساتها كخلفية للأحداث. الفيلم من بطولة سليمان بنواري، وإلياس سالم، وعزوز عبد القادر، وتم تصويره في ثمانية أسابيع. واختير للمشاركة في فعاليات المهرجان إلى جانب الفيلم الجزائري “أبو ليلي” الفيلم الأرجنتيني Initials S.G للمخرجة اللبنانية رانيا عطية والمخرج الاميركي دانيال غارسيا، فيلم روسي بعنوان Why Don't You Just Die من اخراج كيريل سوكولوف، ويتمحور حول جريمة عنيفة، فيلم Le Daim Deerskin للمخرج الفرنسي المعروف كوينتين دوبيو، بالإضافة إلة فيلم First Love للمخرج الياباني الشهير تاكاشي ميكي، كما نجد ضمن البرنامج فيلم Climax الذي منعت الرقابة اللبنانية عرضه ضمن المهرجان عام 2018، وهو من إخراج الأرجنتيني غاسبار نويه، ويتناول قصة فرقة رقص فرنسية يجتمع أعضاؤها ذات ليلة شتوية للتدرّب في مبنى مدرسة نائية، لكنّ مخدّر الهلوسة LSD يحوّل الحصّة التدريبية كابوساً، والشريط الوثائقي Memory: The Origins of Alien للمخرج الكسندر فيليب الذي حل ضيفا على المهرجان عام، كذلك يُعرض فيلم Blood Machines للمخرج سيث إيكرمان، وهو يتضمن مشاهد مذهلة تترافق مع موسيقى فرقة Carpenter Brut، وفي البرنامج فيلمان قصيران حققا نجاحاً كبيراً هما Piggy للمخرجة الإسبانية كارلوتا بيريدا، وهو فيلم رعب عن مراهقة وزنها زائد تتعرض للتنمر من مجموعة من الفتيات خلال العطلة في قريتها، و What If The Goat Die الفائز بمهرجان “صندانس”، للمغربية صوفيا علاوي. ومن المقرر أن تكون الدورة الرابعة من مهرجان “مسكون” لأفلام الرعب والخيال العلمي، المؤجّلَة من تشرين الثاني 2019، أول مهرجان سينمائي لبناني يُقام عبر الإنترنت، وسيتيح للجمهور مجاناً أن يشاهد “أونلاين” أفلاماً لبنانية وعربية وعالمية عرضت في أهم مهرجانات العالم، إضافة إلى متابعة محاضرات وورش عمل متخصصة في هذا النمط من الأفلام، “فيما يعيش العالم في الواقع رعب فيروس كورونا الشبيه بسيناريو فيلم رعب أو خيال علمي”، على ما لاحظ منظّمو المهرجان، وتتولى جمعية “بيروت دي سي” تنظيم المهرجان بالتعاون مع “ابّوط برودكشنز” ومنصة Spamflix لخدمة الفيديو حسب الطلب (VOD).