أعربت وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، عن سعادتها بتكريم كل من الفنانين القديرين عثمان عريوات والراحل قدور درسوني من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، شخصيا بمنحهما وسام الاستحقاق الوطني بدرجة "عشير". أكدت وزيرة الثقافة والفنون مليكة ين دودة في بيان لها نشر عبر الموقع الرسمي للوزارة، أن تكريم الفنان القدير عثمان عريوات سيبقى في تاريخ مسار الفنان الذي ظل دائما يرفض التكريمات وهو الذي قدم أعمالا عديدة استطاع من خلالها أن يثبت علو كعبه في عالم التمثيل التلفزيوني والسينمائي. وقالت بن دودة، أن الفنان القدير المقتدر، عثمان عريوات، أثبت أنه ممثل من طينة العمالقة والنجوم الكبار، مجسدا وصانعا لشخصيات مركبة ونوعية، وهو ما دفع الجميع اليوم وفي كل الأوقات، إلى انتظار عمله الجديد "العرش الأحمر"، بكثير من الشغف والشوق، فيلم كان مثار حديث بين أروقة الثقافة والفن والسينما وغيرها. واعتبرت وزيرة الثقافة والفنون هذه الالتفاتة خطوة لإعادة الاعتبار لرموز الفن والثقافة الجزائريين، وإشارة قوية من الدولة وقيادتها، إلى المكانة التي تحظى بها الثقافة في الجزائر الجديدة. ووفقا لذات البيان، أنه من المقرر أن يقدم عبقري السينما الجزائرية عثمان عريوات، آخر أفلامه السينمائية التي يشتغل حاليا على وضع لمساته الأخيرة، ليفاجئ جمهوره ومحبيه بحضوره المميز مرة أخرى. وكان قد وقع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمس الأحد مرسومين رئاسيين نشرا بالجريدة الرسمية رقم 40 تضمنا منح وسام من درجة "عشير" من مصف الاستحقاق الوطني للممثل عثمان عريوات ولشيخ أغنية المالوف، قدور درسوني الذي توفي شهر أفريل المنصرم عن عمر ناهز 93 سنة. وتضمن المرسوم رقم 20-169 منح وسام من درجة عشير من مصف الاستحقاق الوطني للممثل عثمان عريوات المعروف بأدواره في أفلام مثل "ملحمة الشيخ بوعمامة" سنة 1983، و"عائلة كي الناس" سنة 1992، والطاكسي المخفي سنة 1989، وكرنفال في دشرة سنة 1994، كما منح الرئيس تبون وسام من درجة عشير من مصف الاستحقاق الوطني بعد الوفاة لشيخ المالوف قدور درسوني المدعو قدور درسوني, والذي كرس حياته لتدريس المالوف بمعهد قسنطينة حيث أطلق عليه اسم "مكون الأجيال" إذ أمضى أزيد من 70 عاما من عمره في تدريس هذه الطبع الموسيقي. .. عثمان عريوات يعود من بابه الواسع يعود الممثل عثمان عريوات من الباب الواسع من خلال تكريم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، شخصيا له بمنحه وسام الاستحقاق الوطني بدرجة عشير؛ تكريم سيبقى في تاريخ مسار الفنان الذي ظل دائما يرفض التكريمات وهو الذي قدم أعمالا عديدة استطاع من خلالها أن يثبت علو كعبه في عالم التمثيل التلفزيوني والسينمائي، بتقمصه شخصيات على طرفي النقيض، حيث قدم شخصية "الشيخ بوعمامة" وقد التزم بخطاب الشيخ وعلو هامته، مقدما نموذج المناضل والمجاهد الكبير والحكيم والمحنك، ولم يمنعه هذا من أداء أدوار كوميدية أدخلته بيت وخلد المتفرج الجزائري، ولا تزال عالقة بذاكرته المشهدية، جسدها في أعمال كثيرة منها "مخلوف البومباردي" في فيلم "كرنفال في دشرة"، وهي شخصية غير معتادة في تاريخ السينما والدراما في الجزائر، حيث أصبحت مرجعية لعديد الممثلين الذين سعوا إلى محاكاتها واستلهام ملامحها فيما يؤدون من أدوار؛ ومن شاهد هاتين الشخصيتين، لا يصدق أبدا وهو يتابع عثمان عريوات في فيلمي "عايلة كي الناس" و"امرأتان"، حيث انتقل من شخصية فكاهية في الأول، بذات الصرامة في الأداء، مجسدا التغيرات السوسيولوجية للعائلة الجزائرية خلال ثمانينات القرن الماضي، إلى شخصية مختلفة تمام الاختلاف في فيلم "امرأتان"، الذي عالج موضوعا أسريا اجتماعيا. وخلال هذه الأدوار كلها وأخرى، أثبت الفنان القدير المقتدر، عثمان عريوات، أنه ممثل من طينة العمالقة والنجوم الكبار، مجسدا وصانعا لشخصيات مركبة ونوعية، وهو ما دفع الجميع اليوم وفي كل الأوقات، إلى انتظار عمله الجديد "العرش الأحمر"، بكثير من الشغف والشوق، فيلم كان مثار حديث بين أروقة الثقافة والفن والسينما وغيرها. وسبق لعثمان عريوات، وأن أكد لوزيرة الثقافة والفنون، السيدة مليكة بن دودة، في لقاء جمعهما بمقر الوزارة، التزامه بإتمام فيلمه، وتقديمه للجمهور الذي طال انتظاره لفنانه المفضل. للإشارة، الفنان القدير عثمان عريوات ابن مدينة باتنة، يعد من وجوه الجيل الثاني للسينما الجزائرية حيث أن بروزه كان في بداية التسعينات من القرن الماضي وازدادت شهرته بعد وفاة الفنان عبد الرحمان وحسن الحسني لكونه أراد الاقتراب من نموذجه في التمثيل باختيار الشخصية الريفية وخاصة في فيلم الطاكسي المخفي 1989 لبن عمر بختي وبالرغم من نحافة جسم عريوات فقد استطاع اتقان تشخيص البطل الشيخ بوعمامة على الشاشة وهو زعيم تاريخي تعود إليه زعامة ثورة 1881-1882 الشهيرة في التاريخ الجزائري المعاصر، وكان ذلك من خلال فيلم بوعمامة للمخرج بن عمر بختي والمنتج في عام 1984 وقد تحصل سنة 1985 على ميدالية ذهبية خلال الأسبوع الثقافي بالاتحاد السوفياتي آنذاك. كما تجدر الإشارة، إلى أن الفنان عثمان عريوات يضع آخر اللمسات على فيلمه "سنوات الإشهار" الذي ظل مجمدا لسنوات طويلة، وأعلن التلفزيون الجزائري شهر سبتمبر الماضي عن فتح أبوابه أمام الفنان القدير عثمان عريوات بعد سنوات من تهميشه، وذلك بإعطاء الضوء الأخضر لبث عمله، وكان المدير العام للتلفزيون الجزائري أحمد بن صبان، قد أبدى استعداده لمساعدة الفنان عثمان عريوات لإكمال فيلمه وعرضه أمام الجمهور.