صرح وزير المناجم، محمد عرقاب، الاثنين بتمنراست أن بإمكان الشباب الاستفادة من تكوين متخصص في الاستغلال المنجمي للذهب سيدرج بالفرع التابع للمعهد الوطني للمناجم الذي سينشأ بهذه الولاية. وأوضح الوزير لدى تفقده أرضية مخصصة لإنجاز مشروع فرع المعهد الوطني للمناجم، برفقة وفد وزاري أن "تكوينا في الاستغلال المنجمي الحرفي للذهب سيخصص للشباب بهذا الفرع الذي سيستغل كفضاء تكوين في مجال الاستغلال المنجمي الحرفي للذهب عن طريق اقتناء تجهيزات مؤقتة لمباشرة التكوين بالتنسيق مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين والوزارة المنتدبة للمؤسسات المصغرة وبمرافقة من قطاع البيئة". وأضاف السيد عرقاب الذي يرافقه في هذه الزيارة وزراء التكوين والتعليم المهنيين والبيئة والوزير المنتدب لدى الوزير الأول مكلف بالمؤسسات المصغرة ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالحركة الجمعوية والجالية الوطنية بالخارج على التوالي هيام بن فريحة ونصيرة بن حراث ونسيم ضيافات ونزيه برمضان، أن للشباب "فرصة الاستفادة من هذا التكوين المتخصص لمباشرة استغلال مناجم الذهب وفق برنامج عمل متكامل". من جهتها، ذكرت وزيرة التكوين والتعليم المهنيين أن تكوينا متخصصا وقاعديا وتأهيليا في الطرق الأمثل لاستخراج المعادن على غرار الذهب سيدرج بفرع المعهد الوطني للمناجم بتمنراست، وذلك عن طريق توفير فرص تكوين للشباب من مختلف المستويات وتأطير خبراتهم. كما أكدت السيدة بن فريحة أن القطاع "سيواكب التنمية في مناطق الجنوب الكبير، وسيولي أهمية للتكوين في مجال استغلال المحاجر والمناجم وفق قواعد علمية بما يضمن استغلال أمثل وعقلاني للثروات والمعادن ضمن نظرة اقتصادية بحتة". بدورها، أوضحت وزيرة البيئة أن قطاعها سيساهم في هذا التكوين من خلال ضمان تكوين نظري وميداني لمرافقة كافة القطاعات المعنية بهذه العملية التكوينية. وأبرزت السيدة نصيرة بن حراث من جهتها، ضرورة إعطاء أهمية للمحافظة على البيئة من خلال إعادة تأهيل مواقع المناجم وأيضا الحرص على المحافظة على التنوع البيولوجي من خلال المرافقة الفعلية بما يسمح بتحقيق التنمية المستدامة. وفي السياق نفسه أكد الوزير المنتدب المكلف بالمؤسسات المصغرة أن فرص التمويل المتاحة اليوم تسهل إمكانية إنشاء مؤسسات مصغرة الى جانب امكانية التمويل الذاتي، مشيرا أن هذه المؤسسات ستستفيد من امتيازات جبائية وشبه جبائية. وأبرز السيد نسيم ضيافات في هذا الصدد أهمية الحرص على التكوين في مجال الاستغلال المنجمي الحرفي للذهب للمساهمة في بناء وتطوير الاقتصاد الوطني. ولدى تفقده لمقلع استخراج الغرانيت بمنطقة أوتول، إستمع الوفد الوزاري إلى عرض حول وضعية قطاع المناجم بولاية تمنراست. وتحصي ولاية تمنراست 27 منجما خاصا بالرخام والغرانيت (3 مواقع منها حيز الاستغلال) وأخرى توجد في مرحلة الاستكشاف، كما جرى توضيحه. وبالمناسبة، أكد وزير المناجم أن 60 بالمائة من الرخام يستورد من الخارج، ما يستدعي التفكير في إعادة استغلال مخزونات هذه الثروة المتوفرة بمواقع مختلفة عبر الوطن على غرار تمنراست وسكيكدة وتلمسان. وسيتم استحداث مؤسسات لاستغلال الرخام والغرانيت من أجل تغطية احتياجات السوق الوطنية وأيضا تلبية احتياجات السوق الخارجية، حسب وزير القطاع. وذكر السيد عرقاب أن هناك 130 مادة تستورد من الخارج، في حين أنها متوفرة بالجزائر، مضيفا في هذا الشأن أنه "قد حان الوقت لاستغلالها وسنعمل بخطى ثابتة لتحقيق هذا الهدف". وفي معرض رده على بعض انشغالات الشباب بذات الموقع أكد السيد عرقاب أن الهدف من استغلال هذه الثروات الباطنية يتمثل في توفير فرص عمل للشباب، مشيرا أن عمل الحكومة يرتكز على تلبية طموحات الشباب وسبل امتصاص البطالة. وعاين الوفد الوزاري المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بتمنراست، وقدم له عرضا حول الدخول المهني الجديد، وتم التأكيد في هذا الصدد على أهمية احترام البرتوكول الصحي. وبمدرسة النحت على الحجارة الكريمة والشبه كريمة، تلقى الوفد الوزاري شروحات حول نشاط المدرسة وعن الشراكة البرازيلية. وحسب الشروحات المقدمة للوفد الوزاري، كونت المدرسة الى حد الآن 81 حرفيا في مجالات مختلفة ذات صلة باستخراج الأحجار الكريمة من بينهم 38 من ولاية تمنراست. وبالمناسبة أكد وزير المناجم أنه سيتم مرافقة الحرفيين الناشطين في مجال الأحجار الكريمة وتزويدهم بالمادة الأولية التي يتطلبها هذا النوع من الحرف. كما عاين الوفد الوزاري مقر الديوان الوطني للأبحاث الجيولوجية والمنجمية الذي يحتضن تظاهرة "أيام مفتوحة حول الاستغلال المنجمي الحرفي للذهب". وفي هذا الخصوص وجه السيد عرقاب تعليمات بضرورة تبسيط الإجراءات والمفاهيم للشباب لمرافقتهم لإنشاء مؤسسات مصغرة.