تم مؤخرا الانتهاء من دبلجة الفيلم الوثائقي المطول الجديد "تادلس … مدينة الألفيات" الذي عرض شرفيا بداية 2020, إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية بغرض تمكينه من المشاركة وتمثيل الجزائر في المهرجانات الدولية, حسبما أفاد به الإثنين مخرج العمل, صالح بوفلاح. ويجري كذلك تزويد هذا العمل الفني الجديد الذي عرض شرفيا في الجزائر العاصمة بداية السنة الجارية وتوقف عرضه عبر الوطن بسبب تفشي وباء كورونا, يضيف مخرج وكاتب سيناريو هذا الفيلم في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية, بحاشية أو شريط مقروء (sous- titrage) باللغتين المذكورتين. وتم الاعتماد في تجسيد العمليتين المذكورتين بهذا الفيلم الوثائقي, الذي يستغرق ساعة ونصف من الزمن, استنادا إلى نفس المصدر, على أحدث الوسائل التكنولوجية في المجال بمخبر متخصص في المجال بالجزائر العاصمة. ويسرد هذا العمل الفني الذي استغرق إنجازه ست سنوات (4 سنوات في البحث الأكاديمي والتاريخي وسنتان في التصوير), إستنادا إلى مخرجه, قصة "رسوكوروس" بالفينيقية أو"تدلس" بالأمازيغية من خلال استحضار الماضي التاريخي لمدينة دلس انطلاقا من التسمية الفينيقية إلى العهد الروماني والفترة الإسلامية وإلى المرحلة العثمانية (التركية) ثم إلى مرحلة الاستعمار الفرنسي. ويلجأ كاتب السيناريو في إبراز الحقب الحضارية والتاريخية للمدينة العتيقة, إلى المصادر والمراجع التاريخية التي تركها الرحالة الذين مروا على المدينة والمؤرخين الذين كتبوا عنها, كما يعتمد (السيناريو) على المخططات والخرائط والحوار مع أساتذة وباحثين أخصائيين في المجال. ويعتمد في سرد مشاهد الوقائع التاريخية لهذا العمل التأريخي, الأول من نوعه حول دلس, والذي سخر لإنجازه أحدث تقنيات التصوير والإخراج, إلى جانب شهادات العشرات من المؤرخين والمهندسين المعماريين ومكاتب دراسات, إعادة التمثيل والتجسيد الميداني للوقائع بإشراك 58 ممثلا. وتم اعتماد في تصوير مشاهد هذا العمل التي أخذت على مستوى مدينة دلس وبكل من فضاء "قصر الرايس" بالجزائر العاصمة وولايتي بجاية وتلمسان, حسب نفس المصدر, تقنية ثلاثية الأبعاد و"الدرون" في تصوير المشاهد العلوية وفي التجوال عبر الأزقة الضيقة لقصبة دلس العتيقة.