وصل محمد حمدان دقلو "حميدتي" نائب رئيس مجلس السيادة السوداني العاصمة القطريةالدوحة مرفوقاً بوفد رفيع، لمقابلة المسؤولين، وبحث التعاون بين البلدين. وكشفت مصادر دبلوماسية ل"القدس العربي" أن حميدتي يتطلع خلال زيارته إلى طلب وساطة قطر بين السودان وإثيوبيا، وتفعيل مسار الحوار الوطني السوداني وتعزيز العلاقات بين البلدين. وقالت المصادر إن المسؤول السوداني الملقب حميدتي سيقابل خلال زيارته إلى جانب المسؤولين القطريين، فعاليات سودانية وشخصيات وطنية، ضمن جهود تبذل لتوسيع الحوار بين مختلف الفرقاء السياسيين. ولم تكشف المصادر الدبلوماسية المزيد من التفاصيل عن الزيارة، لكنها توقعت أن تكون مثمرة، نظراً للثقل الذي تملكه الدوحة، ونيتها تقديم الدعم للأشقاء السودانيين. وكان محمد حمدان دقلو كتب مغرداً قبل مغادرته الخرطوم، أنه متوجه إلى دولة قطر الشقيقة "التي تجمعنا بها أواصر الأخوة والمصالح المشتركة" على حد تأكيده. ويرافق حميدتي وزير الخارجية عمر قمر الدين ومدير المخابرات الفريق جمال عبد المجيد. وتأتي الزيارة في هذا التوقيت الدقيق للتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين، وتعزيز التعاون في المجالات كافة. وتعد هذه أول زيارة رفيعة المستوى ستجري بين السودان وقطر، منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير، في 11 أبريل 2019، تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه (استمر بين 1989-2019). وتأتي ضمن حملة دبلوماسية للسودان لتوضيح موقفه للدول العربية والإفريقية حول مفاوضات سد النهضة والتوتر الحدودي مع إثيوبيا، وفق ما أعلن مجلس السيادة منتصف يناير الجاري. وتُقدر الاستثمارات القطرية بالسودان بنحو 4 مليارات دولار، حسب وزارة الاستثمار السودانية، حيث تحتل الدوحة المرتبة الخامسة بين الدول الأجنبية التي تستثمر في البلاد. وتأتي محاولة القيادة السودانية حشد الدعم لقضيتها في النزاع مع إثيوبيا على خلفية النزاع الأخير مع أديس أبابا. ومؤخرا، شهدت العلاقات السودانية الإثيوبية توترات حدودية، انطلقت شرارتها بهجوم مسلح استهدف قوة للجيش السوداني في جبل طورية (شرق) منتصف ديسمبر 2020. وتقول الخرطوم إن مليشيا إثيوبية تستولي على أراضي مزارعين سودانيين في منطقة الفشقة، بعد طردهم منها بقوة السلاح، متهمة الجيش الإثيوبي بدعم تلك العصابات، وهو ما تنفيه أديس أبابا وتقول إنها جماعات خارجة عن القانون.