كشفت هيئة الشارقة للمتاحف، عن تنظيمها لمعرض فني للفنانة الجزائرية الراحلة "باية محيي الدين" لأول مرة في المنطقة، وذلك في الفترة ما بين 24 فيفري وحتى 31 جويلية المقبل، في متحف الشارقة للفنون. وحسب ما كشفته الهيئة في بيان لها أن تحاول من خلال هذه التظاهرة الفنية استعراض مسيرة الفنانة التي استمرت لما يقارب الستة عقود وتعرض أكثر من 70 عملاً فنياً، من بينها لوحات من معرض الفنانة الأول الذي عقد في باريس عام 1947، وذلك ضمن سلسلة معارض "علامات فارقة" السنوية في دورتها الحادية عشرة. ويأتي اختيار عرض أعمال الفنانة باية محيي الدين هذا العام باعتبارها أحد أبرز الفنانين الجزائريين الذين تركوا بصمة واضحة ومؤثرة في المشهد الفني الجزائري، وكذلك في العاصمة الفرنسية باريس، حيث التقت هنالك العديد من الفنانين العالميين. وبهذا الصدد قالت مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف "نحن فخورون بكوننا أول جهة ثقافية في المنطقة تقوم بتنظيم معرض منفرد وخاص بالفنانة باية، لإلقاء الضوء على حياتها الحافلة، وأعمالها التي تتميز بنمط فني متميز ونابض بالحياة، وتعكس فكر الفنانة العميق، وقدرتها على خلق عالم تعبيري عاطفي وملهم، يجذب المشاهد إليه". للإشارة، تعد الرسامة باية محي الدين من أشهر الرسامات الجزائريات في العالم، وصاحبة لقب "رائدة في فن الرسم البدائي"، باية محي الدين واسمها الحقيقي فاطمة حداد محي الدين، ولدت في 12 ديسمبر 1931 في برج الكيفان، بالعاصمة.يتيمة الأبوين، عاشت الصغيرة باية الحرمان منذ الصغر، فكثيرا ما كانت ترافق جدتها إلى مزارع المعمرين لتشتغل بالفلاحة والري وحتى الرعي، خلال بداياتها الفنية، كانت الصغيرة باية تقوم بتشكيل أجسام بالطين عندما كانت تخرج للحقول مع جدتها، وتبلورت فكرتها عن الفن عندما بدأت تحاول إعادة رسم اللوحات التي كانت تراها في البيوت الفرنسية، وكانت أولى محاولاتها في الرسم عندما بلغت سن ال12، لقبت فاطمة حداد محي الدين ب"باية" في ربيعها 13، وهو لقب مشتق من "باي" وهي رتبة عسكرية عثمانية. يدرج اسم الرسامة باية محي الدين بين أشهر رسامات الفن الحديث في العالم مثل فريدا كالو وتمارا دي لمبيكا، كيف لا، وهي من زينت لوحاتها أكبر دور عرض في العالم من الجزائروباريس وهافانا وطوكيو والكويت وتونس وبروكسل وواشنطن. وصلت العديد من لوحات الراحلة باية محي الدين إلى أسعار خيالية، فلوحتها المشهورة "راقصات وعازفات" التي رسمتها سنة 1976 وصل ثمنها في المزاد العلني إلى 30 ألف يورو، فيما اشترى ثري فرنسي لوحة المرأة الطائر ب21 ألف يورو، ووصل ثمن لوحة الراقصات والطاووس إلى 34 ألف يورو حسب موقع الخبرة الفنية "اجوت"، لتصبح هكذا من أكثر الرسامات إيرادا في تاريخ الرسم الجزائري، والقائمة طويلة.