أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، اليوم الثلاثاء بالجزائر على أهمية وضع استراتيجية وطنية شاملة لضمان الأمن الطاقوي تستند على الإمكانات القوية والمتجددة. و أوضح الوزير، بمناسبة عرض "الكتاب الأبيض حول تطوير رؤية استراتيجية حول الانتقال والأمن الطاقويين، أن الجزائر" التي تعتمد 98 بالمائة من عائداتها من صادرات المحروقات والتي يتم ضمان 99 بالمائة من إنتاجها الكهربائي من الغاز الطبيعي، ينبغي عليها وضع استراتيجية شاملة لضمان أمنها الطاقوي تستند على الإمكانات القوية والمتجددة، مع ضرورة التكيف مع الثورة الاقتصادية العالمية الرابعة الجديدة التي حددها النموذج الثلاثي الأبعاد الذي يشمل التخلي عن الكربون، ارساء الرقمنة واللامركزية". ولتجسيد هذه الاستراتيجية، يتطلب الأمر "اجراء اصلاحات هيكلية عميقة في كل المجالات بناء على رؤية جديدة لنموذج إنتاج الطاقة في الجزائر واستخدامها"،كما أضاف الوزير، مذكرا بأن العالم "يتجه مستقبلا نحو نموذج جديد لاستهلاك الطاقة سيؤدي إلى تغيير ميزان القوى وإلى إعادة التشكيل السياسي داخل الدول وعلى المستوى الاقليمي". وحسب الوزير، فإنه و بالنظر إلى موقعها باعتبارها "دولة محورية في افريقيا والبحر المتوسط وملتقى طرق لثلاث قارات، وبالنظر إلى إمكاناتها الكبيرة في جميع أشكال الطاقة، فإن هذا الأمر يمكن أن "يجعل من الجزائر منطقة طاقة جديدة في العالم على أبواب أوروبا، افريقيا والشرق الأوسط". وفي مواجهة هذه الانشغالات وللتحضير للانتقال الطاقوي "الذي يجب أن يكون تدريجيا للمرور الى نموذج يعتمد على الطاقات المتجددة المعروفة بالتدفقات الأقل تلوثا"، يضيف الوزير، تم اعداد الكتاب الأبيض لتطوير رؤية استراتيجية قطاعية مشتركة تتعلق بالانتقال و الأمن الطاقويين من خلال رؤية استشرافية تمتد إلى 2030 تضطلع فيها الوزارة بدور هام من خلال تجميع القدرات لخدمة القطاع الاجتماعي و الإقتصادي. وجدد الوزير، في هذا المقام، التأكيد على أهمية التركيز على تكوين الكفاءات المؤهلة لتمكينها من التحكم في التكنولوجيات عالية التدفق، هذا إضافة الى تحسين الحوكمة وتطوير أساليب العمل لتحقيق إنتاج مجلب مستدام في المجال، مؤكدا استعداد قطاعه لتوفير المورد البشري المؤهل للمساهمة في تنفيذ هذه الاستراتيجية.