انطلقت أول أمس، تظاهرة الأبواب المفتوحة على المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ حيث تم إبراز أمام الزوار مخزون التراث المادي واللامادي الذي تزخر به الجزائر و كذا مهام ومختلف النشاطات العلمية واكتشافات وإنجازات المؤسسة وجهودها من أجل الحفاظ وصيانة وتثمين هذا التراث. وبالمناسبة نظم المركز معرض يبرز أهم عناصر التراث اللامادي الجزائري المصنف عالميا من طرف اليونسكو حيث تقدم الدعامات والصور للجمهور لمحة عن احتفالية السبيبة والسبوع وموسيقى الأهاليل وركب سيدي الشيخ والإمزاد والكسكس وغيرها كما تم الوقوف عند مخزون المستحاثات واللقى العظمية والحجرية وأدوات الجزارة والصيد و الجنائزية وأدوات حجرية و خزفية وبقايا بشرية وحيوانية خاصة بمرحلة ماقبل التاريخ، تم العثور عليها في العديد من المواقع ويعرض "ناب لحيوان فيل منقرض" تم العثور عليه في موقع عين بوشريط بسطيف. كما خصص جانب مهم من العرض للتعريف بموقع "عين بوشريط" بمنطقة عين الحنش بولاية سطيف الذي اكتشف فيه حفرية أثرية لثاني أقدم تواجد بشري في العالم" حيث يعود تاريخه إلى "مليونين وأربعمائة ألف عام" كما تعد "أقدم" أدوات حجرية وبقايا عظام حيوانات تحمل آثار جزارة كما أن هذا الموقع هو "أقدم تواجد بشري في شمال إفريقيا" و"ثاني أقدم تواجد بشري في العالم" وهذا بعد موقع "قونا" في اثيوبيا الذي يعود تاريخه الى "مليونين وستمائة ألف سنة". وتميز اليوم الأول من هذه التظاهرة المندرجة في إطار برنامج إحياء شهر التراث (18 أفريل – 18 ماي)، بتنظيم زيارة ميدانية شملت مختلف زوايا المركز أين تلقى خلالها العديد من الزوار الشغوفين بمرحلة ماقبل التاريخ شروحات وافية من طرف باحثي المؤسسة حول أهم أقسام المركز ومهامه و محتوياته ووسائل تخزين اللقى والأدوات الحجرية التي تم العثور عليها خلال الحفريات عبر كل ولايات الوطن وكذا نشاط مخابر البحث بذات المركز. وأكدت الباحثة رئيسة قسم العلاقات الخارجية و تثمين النتائج العلمية بالمركز، سعاد كاشر، أن الهدف من التظاهرة هو ربط جسور التواصل بين المواطنين و المركز بهدف التعريف بمخزون التراث المادي واللامادي الذي تزخر به الجزائر خاصة لدى الأطفال والشباب وكذا التعريف بمهام المركز. وقدمت مديرة البحث بالمركز، الدكتورة فرحاتي بركاهم، مداخلة حول أهم مراحل تطور المركز الذي أنشأ تحت تسمية المركز الجزائري للبحوث في علم الإنسان وما قبل التاريخ والإثنوغرافيا عام 1955. و أشارت، فيما يخص مجالات البحثية وأنشطة المركز أنها تتعلق بالأبحاث في ميادين الثقافة وتفاعلات الإنسان مع بيئاته منذ عصور ماقبل التاريخ حتى يومنا هذا، تقوم بها فرق بحثية تشمل مختصين في ميادين مختلفة و تمر على عدة مراحل أنطلاقا من التنقيب الأثري والحفريات والتحريات الميدانية إلى غاية التحاليل المخبرية ولاحقا نشر نتائج البحوث في الدعائم النشرية للمركز والمجالات الدولية. وأكدت ذات المصدر أن مكتبة المركز تزخر بقائمة كبيرة من الكتب في مجال الإختصاص وهي من أعرق المكتبات في العالم فيما يتعلق بالمراجع الخاصة بفترة ما قبل التاريخ حيث تضم مجموعات كتب نادرة وخرائط ترجع إلى ما قبل 1830 وهي مقصد للباحثين من الجزائر وخارجها كما تم تدعيم مخزونها بهبات لمجموعات كبار الشخصيات العلمية على غرار مكتبة جيريمين تيون و فراز فانون و محفوظ بنون. من جهتها، قدمت الدكتورة صاري لطيفة أهم نشاطات وإنجازات مخابر المركز التي تضم كل من مخابر الباليونثولوجيا، الاركيوزولوجيا،الجيو – أركيولوجيا، تكنولوجيا الصناعات الحجرية، علم الخزفيات، الأنثروبولوجيا البيولوجية الجنائزية ومخبر الإيثنو-موسيقى، يخصص المركز يومي الإثنين والأربعاء من شهر التراث لتنظيم زيارات ميدانية رفقة الباحثين وندوات.