نددت العديد من الأطراف الدولية بالتصعيد الإسرائيلي في مدينة القدسالمحتلة والمسجد الأقصى واستمرار سياسة التهجير القسري للفلسطينيين والتي تمثل انتهاكاً لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني. يأتي ذلك في وقت يواصل فيه الكيان الصهيوني ممارساته غير القانونية المتعلقة باستمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة وتوسيع القائم منها أو مصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين، في تحد صارخ للقرارات الأممية وتقوض فرص إحياء عملية السلام وتحقيق أمن واستقرار المنطقة. وفي هذا السياق، اقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى، مساء امس الجمعة، بعد انتهاء صلاة المغرب وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاطي وقنابل الصوت والغاز باتجاه المصلين، في وقت ذكرت تقارير صحفية أن قوات الاحتلال نفذت اعتداءات وصفوها بالوحشية على المصلين ومن بينهم أطفال ونساء وشيوخ كما منعت طواقم الإسعاف من اخلاء الجرحى. وعقب اقتحام جنود الاحتلال المسجد الأقصى واستهدافهم للأهالي في ساحة /باب العمود/ و/حي الشيخ جراح/ بالقدسالمحتلة وتهجير سكانها، اندلعت مواجهات بين متظاهرين وقوات الاحتلال أصيب خلالها نحو 163 فلسطينيا وتم نقل 83 مصابا إلى المستشفيات في مدينة القدس،فيما تم علاج بقية المصابين الآخرين ميدانيا، بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية. وفي السياق، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ قراراته المتعلقة بالقدس وأراضي دولة فلسطينالمحتلة. وحمل الرئيس الفلسطيني حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عما يجري في المدينة المقدسة من تطورات خطيرة واعتداءات وما يترتب على ذلك من تداعيات. وطالب محمود عباس المجتمع الدولي في ظل هذه التطورات الخطيرة بتحمل مسؤولياته الكاملة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني ومقدساته وتوفير الحماية الدولية له في دفاعه عن حقوقه المشروعة ووجوده في أرض وطنه. وأدانت جامعة الدول العربية بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى والاعتداء على الفلسطينيين العزل بقنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي، مشددة على أن الهجوم "يستفز مشاعر المسلمين حول العالم ويعكس سياسة إسرائيلية متعمدة في تصعيد الموقف". وحذر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط فى بيان "من مغبة إشعال الموقف"، مؤكدا أن "التصعيد الإسرائيلي يأتي في أعقاب سلسلة من الاستفزازات والتصرفات غير المسؤولة ضد أبناء الشعب الفلسطيني خلال الفترة الماضية بما يستوجب تحركا دوليا عاجلا لوقف هذه الاعتداءات التي قد تتسبب في تفجير الموقف في الأراضي المحتلة". وقال أبو الغيط "إن اختيار قوات الاحتلال لهذا التوقيت بما ينطوي عليه من قدسية للمسلمين يعكس نية مبيتة لاستفزاز الفلسطينيين كما يعكس استهتارا مرفوضا بمشاعر المسلمين وحقهم في إقامة شعائرهم في الأقصى في هذه الأيام من شهر رمضان المبارك". ومن جهته، أدان البرلمان العربي قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين واقتحام منازل أهالي حي الشيخ جراح في القدسالمحتلة وتهجير سكانها قسرا. ونددت منظمة التعاون الإسلامي بممارسات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين من إجراءات تهجير قسري وإخلاء غير قانوني لعشرات العائلات الفلسطينية من منازلها في حي "الشيخ جراح" بمدينة القدسالمحتلة ومواصلة الاعتداءات على المواطنين المشاركين في موائد الإفطار التضامني. وبدورها، طالبت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، إسرائيل بالوقف الفوري لجميع عمليات الإجلاء، بما في ذلك عمليات إجلاء العائلات في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية. وأكد المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل- بحسب مركز إعلام الأممالمتحدة في جنيف اليوم- أن أوامر عمليات الإجلاء، إذا صدرت وتم تنفيذها، ستنتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي. وقال الاتحاد الأوروبي إن "الوضع فيما يتعلق بإخلاء العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس ومناطق أخرى من القدس الشرقية يثير القلق الشديد وهذه الأعمال غير قانونية بموجب القانون الإنساني الدولي وتؤدي لتأجيج التوترات على الأرض".