يعقد مجلس الأمن الدولي، الاثنين، إحاطته ربع السنوية حول مالي، في ظل التطورات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد، والتي تم على إثرها تغيير قادة المرحلة الانتقالية. ومن المنتظر أن يقدم الممثل الخاص ورئيس بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، الغاسيم وان، إيجازا حول الموضوع يعرض خلاله التطورات المسجلة منذ صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول مالي، في الفاتح يونيو الجاري، مع التأكيد على أهمية تركيز الجهود على تنظيم الانتخابات في فبراير 2022. ومن بين أهم المواضيع التي يتوقع أن يتناولها الاجتماع بالنقاش أيضا، تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر (2015)، والوضع في وسط مالي. وقد يقف رئيس بعثة (مينوسما) عند "التأخيرات المطولة" المسجلة في تنفيذ الأحكام الرئيسية لاتفاق السلام لعام 2015، والتي أشار إليها الأمين العام الأممي في تقريره الأخير. ومن المتوقع أن يدعو أعضاء مجلس الأمن خلال الاجتماع، إلى مواصلة تنفيذ اتفاق السلام، وأن يناقشوا أيضا زيادة سقف القوات في البعثة الأممية المتكاملة الأبعاد، خلال تجديد التفويض لها، وذلك بهدف تحسين قدرتها على حماية المدنيين في وسط مالي. وسيجدد أعضاء من المجلس، دعواتهم لإنشاء مكتب للأمم المتحدة لدعم مجموعة الساحل الخمس، حيث كانت النيجر قد دعت خلال الإحاطة الأخيرة للمجلس بشأن مالي في أبريل الماضي، نيابة عن مجموعة (كينياوالنيجر وتونس وسانت فنسنت وجزر غرينادين)، أنها تعتزم خلال شهر يونيو اقتراح قرار لإنشاء المكتب المذكور، والذي أوصى به الأمين العام لتسهيل المزيد من التمويل الذي يمكن التنبؤ به للقوة المشتركة. وستوزع فرنسا – حاملة القلم في مالي – عقب الاجتماع، مشروع قرار لتجديد ولاية بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) التي ستنتهي في 30 يونيو الجاري، والتي سيبدأ الأعضاء التفاوض عليها خلال الأسبوع المقبل. ومن المنتظر أيضا، أن تقدم رئيسة تحالف قادة النساء في الشمال والجنوب والوسط بمالي، فاطمة مايغا، هي الأخرى إحاطة أمام المجلس تركز خلالها على المشاركة السياسية للمرأة. وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد في 26 مايو الماضي، محادثات مغلقة – عبر تقنية التحاضر عن بعد – لبحث التطورات السياسية التي شهدتها مالي، وأدان "فرض تغيير في القيادة الانتقالية بالقوة". وكانت دولة مالي قد شهدت في 24 مايو الماضي، ثاني تغيير بالقوة في غضون 9 أشهر، حيث اعتقل أفراد من الجيش رئيس المرحلة الانتقالية باه نداو، ورئيس الوزراء مختار أوان، اللذان استقالا من منصبهما بعد يومين من ذلك. وعلى إثر ذلك، أعلنت المحكمة الدستورية، العقيد عاصيمي غويتا رئيسا انتقاليا للبلاد، ليتم تنصيبه في السابع جوان الجاري على رأس الهيئة الانتقالية، ويتم تعيين شوغيل كوكلا مايغا، رئيسا للحكومة.