كرم مهرجان أيام قرطاج المسرحية الممثلة الجزائرية فضيلة حشماوي على مسيرتها الحافلة في مجال الفن والتي انطلقت منذ عام 1974 قدمت خلالها العشرات من الأعمال الفنية المتميزة في مجال الدراما التليفزيونية والسينما والمسرح، وذلك خلال حفل افتتاح دورته ال 22، الذي احتضنه مسرح الاوبرا بمدينة الثقافة، وحضره عدد من أعضاء الحكومة والسفراء والبعثات الدبلوماسية، وضيوف المهرجان من مختلف الأقطار العربية، الافريقية والعالمية من ممثلين ونقاّد ومسرحيين واكاديميين. وعبرت الممثلة الجزائرية فضيلة حشماوي عن سعادتها البالغة بهذا التكريم الذي أشرفت وزيرة الثقافة التونسية الدكتورة حياة قرمازي رفقة مديرة ايام قرطاج المسرحية انصاف بن حفصية، وقالت أنه تم هذه المرة على أرض تونس وفي هذا المهرجان العريق الذي يساهم في تشكيل الوجدان والوعى الفني العربي، وقاسمت فرحتها مع جمهورها ومحبها ومتتبعين أعمالها شاكرة إدارة المهرجان لهذه الالتفات التي وصفتها ب"الطيبة". للإشارة، الفنانة القديرة فضيلة حشماوي ولدت سنة 1955 في وهران ممثلة المسرح وإحدى سيدات الركح المخضرمات، عاصرت الفترة الذهبية للمسرح الجزائري من خلال مشاركتها في العديد من الأعمال المسرحية التي نالت شهرة واسعة سواء بالفرقة المسرحية التابعة للمسرح الجهوي بوهران أو مسرح العاصمة، بدأت مسيرتها الفنية سنة 1974 بالمسرح، حيث كان هذا الأخير يعيش عصره الذهبي مع العمالقة، أول عمل مسرحي اسند لها كان في مسرحية الرهان، وذلك بمساعدة عمالقة الفن أمثال عبد القادر علولة وسراط بومدين رحمهم الله وغيرهم شاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية أهمها مسلسل "شمس الحقيقة"، "بلادي وناسي"، "حنا ويمانا"، "ناس ملاح سيتي"، "ولاد مامو" ، "أولاد الحلال "…… وغيرها. وقد صعد إلى منصة التكريم إلى جانب الممثلة فضيلة حشماوي كل من لسعد بن عبد الله، عبد الغني بن طارة، سعيدة الحامي، فاتحة المهدوي وجمال المداني من تونس، الممثلة الأردنية امل الدباس، والمخرج خالد جلال الذي تسلم جائزة المصري احمد فؤاد سليم، بالإضافة إلى فلوريس ادجنهوم من البنين و جان سيبي اكومو من كينيا. وكان حفل الافتتاح قد انطلق بداية من شارع الحبيب بورقيبة، بعرض لجمعية القطار لمسرح الشّارع، وعرض أخر ل "وليد خضراوي"، ثم انتقل إلى مدينة الثّقافة، حيث تم تقديم عرضا إيقاعيا ضخما يضم أكثر من 30 عازف إيقاع على آلة الباتري تحت عنوان "BATERAS"، في لوحات لمعزوفات مشهورة، تفاعل معها الضيوف بشكل كبير الحاضر بالقاعة الكبرى. وأكدت وزيرة الثقافة حياة القرمازي في كلمة ألقتها بالمناسبة ان تظاهرة أيام قرطاج المسرحية ستبقى علامة فارقة في تاريخ المسرح العربي والافريقي منذ تأسيسها، وأن هذه الدورة ستعلن عن عودة الروح للإبداع والفن وستضاف إلى قائمة ما شهدته تونس في مفتتح هذه السنة الثقافية من محطات هامة في المجال الثقافي، ويعود المهرجان بعد عامين من الغياب جراء جائحة كورونا تحت شعار "المسرح والمقاومة" لابراز ما للمسرح من قدرة على تخطي كل الظروف الصعبة والعمل المستمر على مقاومة الرّداءة والانغلاق والتعصّبِ وما له من دور بارز في صقل المواهب وبناء عقول سليمة مشبعَة بقيم الجمال وحب الحياة مشدّدة على الدعم الكامل واللامشروط لهذه المواعيد الفنية والثقافية المهمة التي تحتضنها تونس، متمنية أن تكون هذه الأيام ملتَقى حقيقيا لتلاقح التجارب والأفكار البنّاءة بين المبدعين والباحثين ولتبادل الخبرات وإقامة الورشات والندوات الفكرية المتصلة بقضايا المسرح.