التحق، أمس الأربعاء، قرابة 11 مليون تلميذ وتلميذة لحساب الدخول المدرسي الجديد في ظل إجراءات تنظيمية وبيداغوجية وتربوية جديدة اتخذتها الجهات الوصية في سبيل تطوير وترقية الفعل التربوي في الجزائر والنهوض بمنظومة تربوية فعالة. وبالمناسبة، دعا رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الأربعاء، التلميذات والتلاميذ للجد والعمل برسم الموسم الدراسي الجديد 2022 – . 2023 في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في شبكة "تويتر"، كتب رئيس الجمهورية: "كل التوفيق لتلميذاتنا وتلاميذنا، بمناسبة الدخول المدرسي. . آن موسم الجد والعمل، بالنجاح إن شاء الله، لكنّ ولكم جميعًا، ولكل الأسرة التربوية". انطلقت السنة الدراسية في خضم العودة إلى نظام التدريس العادي، بعد سنتين من التنظيم الاستثنائي الذي فرضته جائحة كورونا (كوفيد-19)، وكذا إدراج مادة اللغة الإنجليزية في السنة الثالثة لأول مرة، إضافة إلى اتخاذ عديد التدابير الأخرى كالتخفيف من ثقل المحفظة المدرسية تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من خلال تجهيز أزيد من 1. 600 مدرسة عبر الوطن بالألواح الرقمية والكتاب الإلكتروني. ومن بين الإجراءات المتخذة، استعمال النسخة الثانية من الكتاب المدرسي الموسوم ب "كتابي" بالنسبة لتلاميذ سنوات 3 و4 و5 ابتدائي. وأشرف وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، الأربعاء، على الافتتاح الرسمي للسنة الدراسية 2022-2023 بالمدرسة الابتدائية "لالا فاطمة نسومر" بولاية جانت. وكان الوزير مرفوقا بوالي ولاية جانت، بن عبد الله شايب الدور، والسلطات المدنية والعسكرية للولاية. وعاين الوزير الأقسام المجهزة باللوحات الرقمية لسنوات الثالثة والرابعة والخامسة من التعليم الابتدائي وحضر جزءا من فعاليات الدرس الأول في مادة اللغة الانجليزية للسنة الثالثة ابتدائي. وتميز الدخول المدرسي لتلاميذ الأطوار التعليمية الثلاث، للسنة الدراسية 2022-2023، بالتنظيم المحكم لكافة العمليات التربوية، لا سيما من ناحية تنظيم الأفواج وتجهيز المؤسسات بكل الوسائل والمرافق لاستقبال التلاميذ بعد العطلة الصيفية. .. اعتماد الإنجليزية في الطور الابتدائي تحدٍ رفعته الدولة أكد وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، من جانت، أن اعتماد اللغة الإنجليزية في السنة الثالثة من الطور الابتدائي، بداية من السنة الدراسية (2022-2023)، هو تحدٍ رفعته الدولة الجزائرية لتمكين التلاميذ من اكتساب هذه اللغة. أوضح الوزير أنّ القطاع "كان مع الموعد، حيث وفر الإمكانيات البشرية والمادية لرفع تحدي اعتماد اللغة الإنجليزية في السنة الثالثة من الطور الابتدائي، أين تمّ توفير التأطير البشري لتدريس هذه اللغة العالمية إلى جانب الكتاب المدرسي، وذلك على مستوى كل المؤسسات التربوية عبر الوطن". وأبرز أنه سيتم تعميم اعتماد اللغة الإنجليزية، مستقبلا، لتشمل السنة الرابعة والخامسة ابتدائي، مشيرًا إلى "تنظيم دورات تكوينية لفائدة أساتذة اللغة الإنجليزية، بهدف التحسين المستمر في مستوى تدريسها". وبالمناسبة، دعا بلعابد الفاعلين في القطاع إلى "تظافر الجهود لرفع تحدي تدريس اللغة الانجليزية"، وفي مقدمتهم الأستاذ لكونه الأقرب من التلميذ الذي يعد -كما قال- "أمانة في أعناقنا". .."معظم المدارس ستعمل بأريحية" طمأن وزير التربية بأنّ مشكلة الاكتظاظ في الأقسام "تمّ حلها بالإمكانيات المتاحة"، مشيرا إلى أن حقيقة هذا الموضوع "ليس بالحدّة المتداولة". وفي تصريح صحفي بمناسبة إشرافه على افتتاح السنة الدراسية 2022-2023 على مستوى المدرسة الابتدائية "لا لا فاطمة نسومر" ببلدية جانت، طمأن بلعابد الأولياء أنه بخصوص الاكتظاظ في الأقسام، قائلاً: "هذا المشكل ليس بالحدة والضراوة المتداولة"، لافتًا إلى أنّ "معظم المدارس ستعمل بأريحية". وتابع الوزير بهذا الخصوص: "سترون بأمهات أعينكم بأنّ مشكل الاكتظاظ متحكم فيه، وجميع أبنائنا سيلتحقون بمقاعد الدراسة ولن يتخلف منهم أي تلميذ"، مبرزًا أنّ الاكتظاظ "نسبي ويعاني منه عدد قليل جدا من المؤسسات التربوية". وأضاف بأنه تم معالجة بعض حالات الاكتظاظ ب"التعاون مع الولاة واللجوء إلى مؤسسات أخرى باستعمال مرافقها المجاورة". وبعد أن أشار إلى أنّ "بعض المؤسسات عانت من الاكتظاظ بسبب تناقص وتيرة الإنجازات بسبب تداعيات وباء كورونا"، كشف بلعابد أنه تم بمناسبة السنة الدراسية الجديدة "استلام 413 مؤسسة تعليمية قاعدية، (268 ابتدائية و85 متوسطة، و60 ثانوية)"، إلى جانب "إنشاء 1597 قسم توسعة". .. لا مجال للاكتظاظ ومن جهته، أبرز ساعد بلعباس المدير المركزي بوزارة التربية الوطنية، الأربعاء، امتلاك الجزائر 667 ألف مؤسسة تربوية، على نحو يستبعد هاجس الاكتظاظ، وقال إنّ الوزارة قامت بتحضير الدخول المدرسي من كل الجوانب بيداغوجيًا، تنظيميًا وماديًا، وذلك من خلال ندوتين وطنيتين كمحطتين أساسيتين لهذه التحضيرات، حيث كانت الفرصة لمديري التربية ورؤساء المصالح والأمناء العامين للتطرق لكل جوانب الدخول المدرسي. لدى حلوله ضيفًا على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الأولى، أكّد بلعباس أنّ إلغاء التفويج لا يؤثر على سير الدخول المدرسي، اعتبارًا لاستلام عدة مؤسسات جديدة، مضيفًا أنّ الحكومة طلبت من الولاة التدخل الآني في حال تم تسجيل نقاط سوداء تتعلق بالاكتظاظ. وأوضح أنّ عدد المؤسسات التربوية الذي يفوق 667 ألف مؤسسة يعكس مدى التمكن من تجاوز ظاهرة الاكتظاظ. ..إعداد 8 مشاريع وتجهيز 1629 ابتدائية باللوحات الإلكترونية بخصوص ثقل المحفظة تم التوصل هذه السنة إلى حلول عملية تنهي هذا العبء، وبالتنسيق مع وزارة الصحة تبيّن أنّ ثقل المحفظة يزداد حدّة في السنوات الثالثة الرابعة والخامسة ابتدائي، وبناءً على دراسة أجريت، جرى إعداد ثمانية مشاريع، أهمها التجسيد الميداني للوحات الالكترونية وتجهيز 1629 ابتدائية بتلك اللوحات التي سيستفيد منها 144 ألف تلميذ كخطوة أولى هذه السنة. ونوّه بلعباس: "إلى جانب توفير نسخة ثانية من الكتاب المدرسي، هناك علامات وُسم بها هذا الكتاب ليعرف الأولياء أنّه الكتاب المجاني المخصّص للاحتفاظ به في القسم، كما تمّ إعداد مدونة تتضمن قائمة الكراريس والأدوات المدرسية"، مشيرًا إلى أنّ الدرس الافتتاحي لهذه السنة يتعلق بنظافة المحيط من أجل غرس هذه الثقافة في التلاميذ. ..نسبة الاستفادة من منحة التمدرس فاقت 80 بالمائة أكد وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، الأربعاء بولاية جانت، أن نسبة الاستفادة من منحة التمدرس تجاوزت 80 بالمائة على المستوى الوطني. وفي في رده على سؤال حول هذا الموضوع عقب إشرافه على افتتاح السنة الدراسية بمدرسة "لالا فاطمة نسومر" بجانت، أوضح السيد بلعابد أن تغطية منحة التمدرس "لم تبلغ نسبتها منذ انشائها مثلما ما هي عليه اليوم"، مشيرا إلى أن آخر المعلومات المتوفرة لديه تؤكد وجود 97 بالمائة من الملفات المؤشرة (الجاهزة للصرف) فيما تجاوزت نسبة الاستفادة منها 80 بالمائة". وجدد الوزير بالمناسبة التأكيد على أن منحة التمدرس المقدرة ب5 آلاف دج "مسددة بشكل كبير جدا". يذكر أن حوالي 4 ملايين تلميذ معني بمنحة التمدرس على المستوى الوطني.