علنت الجزائر رسميا عزمها الترشح لاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2025 بعد سحبها من غينيا وإعادة فتح باب تقديم الطلبات لاستضافة أكبر موعد كروي في القارة السمراء. وكان الشارع الرياضي الجزائري الشغوف بالكرة المستديرة ينتظر على أحرّ من جمر ترشح بلاده لتنظيم العرس الكروي القاري بعد 32 عاما عن آخر كأس إفريقيا منظمة بالجزائر في 1990، حينها توج أشبال المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي بالبطولة لأول مرة في تاريخ "الخضر". وبحسب مراقبين، فإن الجزائر ترفع بهذه الخطوة رهانا رياضيا جديدا بعد كأس أمم إفريقيا للمحليين 2022 (13جانفي- 4فيفري)، إذ أعلنت على لسان وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق قبل انطلاق عملية سحب قرعة البطولة الإفريقية للاعبين المحليين بقاعة الأوبيرا بالعاصمة الجزائرية، السبت، أن "الجزائر ستقدم ملف ترشحها رسميا لتنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025". .. خطوة ب"حظوظ كبيرة" ويرى العديد من النقاد الرياضيين أن ملف الجزائر سيكون مدعما بنقاط قوة سترفع من حظوظ تنظيمها للموعد الكروي الأهم في القارة الإفريقية، بالنظر إلى توفر البلاد على إمكانيات وهياكل رياضية تسمح لها باحتضان حدث رياضي قاري من هذا الحجم، لاسيما الملاعب الجديدة ذات المقاييس المعترف بها دوليا. وبحسب الملاحظين فإن ما يفرضه دفتر شروط الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لتنظيم هذا النوع من المسابقات يتطابق مع ما تملكه الجزائر من بنى تحتية مطلوبة وعلى رأسها الملاعب علاوة على الفنادق والمطارات الدولية في المدن الكبرى إضافة إلى الطرق السريعة. الجزائر لديها كل الوسائل لتحصل على شرف تنظيم العرس الكروي الإفريقي وهذا الأمر ليس جديدا عليها، فقد سبق لها تنظيم البطولة في 1990 لمَّا كانت الهيئة الكروية الإفريقية تفرض ملعبين فقط، أما بعد سنتين تتجه الجزائر نحو تجهيز 10 ملاعب وهذا ما يتناسب وأكثر مع رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 فريقا". وقد عملت الجزائر في المدة الأخيرة على تجهيز ملاعب تم وصفها ب"التحف" الرياضية، على غرار ملعبي براقي بالعاصمة وميلود هدفي بوهران الذي أثار إعجاب الجماهير والمتابعين عند احتضانه منافسات ألعاب البحر المتوسط ومبارتي المنتخب الجزائري الوديتين أمام غينيا ونيجيريا في سبتمبر الماضي. ويعتبر تنظيم تظاهرات رياضية دولية هامة مثل ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي استضافتها عاصمة الغرب الجزائريوهران في الفترة (25 جوان– 5 جويلية 2022)، إضافة إلى تنظيم البطولة الإفريقية للمحليين-2022 (المؤجلة إلى 2023)، المقرر إقامتها من 13 جانفي إلى 4 فيفري المقبل، بكل من ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، ملعب ميلود هدفي بوهران، ملعب 5 جويلية بالعاصمة، وملعب براقي، وأيضا كأس إفريقيا لكرة القدم لأقل من 17 سنة، شهر أفريل 2023، كلها مواعيد ستعزز من تجربة البلاد في التحضير والتنظيم. ..رسالة مشجعة وكان قد وجه رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف)، باتريس موتسيبي رسالة مشجعة للجزائر بعد إعلانه عن فتح مجال الترشح أمام الدول الإفريقية الراغبة في احتضان نهايات كأس إفريقيا للأمم (كان-2025) بعد سحبها من غينيا. ووفق تصريحات للرجل الأول على الهيئة الكروية القارية، قال موتسيبي: "أشجع الجزائر على تقديم ملف ترشحها لاحتضان نسخة 2025، أرغب في منحها فرصة تنظيم الدورة، الجزائر لم تستضف العرس القاري منذ فترة طويلة (منذ دورة 1990) حيث تمتلك منشآت من الطراز العالمي. الجزائر لديها تاريخ في كرة القدم يفتخر به جميع الأفارقة". وقد أثار إعلان ترشح الجزائر لاحتضان "كان" 2025 خلفا لغينيا تنويه الأسرة الكروية في البلاد، ومن بين التصريحات ما أكده المدير الفني للمنتخب الجزائري، جمال بلماضي بعد حضوره عملية سحب قرعة البطولة الإفريقية للاعبين المحليين 2022 بالجزائر العاصمة من أن هذا الترشح "أمر جيد". .. 3 عقود من الانتظار لم تحتضن الجزائر نهائيات بطولة أمم أفريقيا منذ أكثر من 32 عاما، وتحديدا منذ نسخة عام 1990 التي تزامنت مع فوز "محاربي الصحراء" بلقبهم الأول. وتنطلق الجزائر بأسبقية مقارنة بباقي المنافسين الذين تحصلوا على شرف تنظيم المسابقة في مناسبتين، ولو أن المغرب تعذر عليه احتضان نسخة 2015 لأسباب صحية مرتبطة بتفشي وباء إيبولا في ذلك الحين. وحال نجاح الجزائر في استضافة كأس أمم أفريقيا 2025، ستعود البطولة إلى أرض "محاربي الصحراء" بعد غياب 35 عاما، منذ تنظيم النسخة الوحيدة عام 1990.