إن التعامل الجاد مع ظاهرة التغيّرات المناخية بات ضرورة مُلحة وهدفاً يجب أن تسعى إليه البشرية، تجنباً لأية كوارث بيئية محتملة. لا يترك بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت الأميركية العملاقة الرائدة لبرمجيات الكومبيوتر، الكثير لاستنتاجه عن الهدف من وراء مؤلَّفه "كيف نتجنب كارثة مناخية؟"، فيقول مُفتتحاً: "كتبت كتابي هذا لاقتراح خطة عملية للقضاء على الانبعاثات الحرارية، وتطوير ونشر الأدوات التي نحتاج إليها لتحقيق ذلك. ومع أنني متفائل بإمكانية بلوغ هذه الغاية، إلا أن الأمر سيستغرق الكثير من الجهد من قِبل المجموعات الوحيدة القادرة على العمل على نطاق عالمي: الحكومات والمؤسسات غير الربحية والشركات". ما يطمح إليه الكاتب هو تحقيق عالم نقي خالٍ من السموم التي تنبعث من جرّاء احتراق الوقود الأحفوري (النفط ومشتقاته) المستخدم لتشغيل الآلة. غيتس، نجم التكنولوجيا والمبرمج ورجل الأعمال، هو أيضاً أحد المدافعين عن قضايا المناخ. يتجه لتكريس جهده لتجنيب الكوكب كارثة مناخية مدمرة، ويجتهد للعمل على معالجة الآفات التي تهدد المناخ والتي هي غالباً من صنع البشر. ولتوضيح وجهة نظره يقول إن ليتراً واحداً من البنزين يحتوي على القدر نفسه من الطاقة الموجود في 34 إصبعاً من الديناميت. وبمعنى آخر فنحن، حيث نُشغِّل آلاتنا من سيارات وخلافها، فإننا نحرق طاقة أكثر بكثير مما تكون الآلة بحاجة إليه، وبالتالي فإننا نعمل على التسبب بانبعاثات كبيرة من سموم الكربون التي من شأنها، مع تراكمها وازديادها على مدار الساعة، أن تسمم أجواء الأرض وتهدد بكارثة مناخية. لذلك فالأجدر بالإنسان رفع ضرر الوقود الشائع من خلال استبدال مصدر الطاقة "المدمّر" هذا بمصدر طاقة آخر غير ضار، على الرغم من أن جميع البدائل النظيفة للطاقة أقل قوة. ..الوقود النظيف مرتفع الثمن لا يجهل الرجل أيّ مهمة شاقة ينبغي التصدّي لها. فأنواع الوقود الأحفوري متوافرة بسهولة غبّ الطلب، وقد أمضى الإنسان عقوداً في تشييد البنية التحتية لاستخراجها واستخدامها. ثم إن أسعارها منخفضة جداً مقارنة بالطاقة النظيفة، فضلاً عن أن الوقود الأحفوري يؤدي عمله بشكل فعّال للغاية، وقد اعتاد الناس عليه من دون الالتفات إلى ما قد يتسبب به. ولكي لا يترك المجال واسعاً لتشتيت الفكرة من خلال المخيلة، يُسارع المؤلف إلى تقديم مثال عملي فيقول: "تعمل سفن الشحن مثلاً بوقود يكلّف نحو 1.29 دولار للغالون الواحد (في الولاياتالمتحدة الأميركية). أما الإصدارات النظيفة من هذا الوقود فتبلغ كلفتها ما بين 5.50 دولار و9.05 دولار للغالون الواحد، أي بزيادة تراوح بين 300 و600 في المائة. لذا فلن تعمل أي شركة لخطوط الشحن طوعياً على زيادة تكاليف الوقود بهامش ضخم إلى هذه الدرجة. إنما ينبغي إقناع العالم ودفعه إلى اعتماد الطاقة ذات الانبعاثات الصفرية في جميع القطاعات التي يتم فيها استخدام الوقود الأحفوري، بما في ذلك إنتاج الكهرباء والتصنيع والزراعة والنقل والتدفئة والتبريد. وحين تبلغ البشرية هذه المرحلة "يمكننا أن نرى أي أدوات خالية من الكربون نجعلها مكان الأدوات العملية الآن، وأيّها ما زلنا بحاجة إلى تحسينها أو ابتكارها". ويتابع: "وجدت في بحثي بعض المفاجآت السارة. إن التحول إلى شبكة كهرباء نظيفة في الولاياتالمتحدة مثلاً، باستخدام التكنولوجيا الحالية (طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الكهرومائية، والطاقة النووية)، من شأنه أن يرفع أسعار الكهرباء نحو 15 في المائة عن أسعار البيع الحالية. هذه زيادة صغيرة نسبياً بالنسبة لكثيرين – نحو 18 دولاراً أميركياً في الشهر – ما يجنّبنا الكارثة المناخية. وأوروبا، بمصادرها الوفيرة من مصادر الطاقة المتجددة، في وضع مماثل" … إنما ولسوء الحظ، فالكثير من دول العالم ليس لديها ما يكفي من الرياح وضوء الشمس مثل الولاياتالمتحدة وأوروبا. في تلك الدول، ستكون علاوات البيئة على الكهرباء أعلى قليلاً، وستحتاج إلى الابتكار لسدّ الفجوة". وما يزيد الأمر صعوبة أن المنتجات الخضراء تواجه منافسة شديدة من نظيراتها الملوثة. فالأخيرة أرخص بكثير… ثم إن جميع البدائل النظيفة تقريباً أقل قوة. لذلك فنحن بحاجة إلى ابتكار مصادر إضافية للطاقة تكون قوية وغزيرة وأدنى سعراً بحيث يندفع الجميع إلى اعتمادها وتبنّيها. وهذا تحدٍّ كبير في حين أن سوق الطاقة هي تجارة هائلة تبلغ قيمتها حوالى خمسة تريليونات دولار في العام الواحد. لذا سيستغرق الأمر وقتاً لتحقيق التغيير بمستوى النطاق الذي نحتاج إليه، ومن هنا ينبغي لنا العمل الآن على إنشاء السياسات والتكنولوجيات وهياكل السوق التي تجعل ذلك ممكناً". ويستدرك المؤلف قائلاً: النبأ السار هو أن هناك اهتماماً متزايداً بين المجموعات الأكثر ملاءمة لدفع هذا التغيير- الشركات والحكومات. لكن النبأ السيئ هو أننا لا نملك اليوم الهياكل الاقتصادية المناسبة للسماح لهذه المجموعات بأن يكون لها تأثير، لذلك فهي غالباً ما تقوم بأمور قد تبدو جيدة على الورق لكنها لا تساعد على حل المشكلة. ..ما العمل؟ الملاحظ أن معظم أنصار البيئة النظيفة، الذين يلتقون مع دعوة بيل غيتس، يرون الحلّ في الدعوة إلى زرع المزيد من الأشجار لمعالجة مشاكل البيئة، مُعتبرين أن الشجرة تمتص الكربون من الجوّ. وهذا ليس كافياً. فليس بمقدور الأشجار امتصاص ما يكفي من الكربون لتعويض الضرر الناجم عن أسلوب حياتنا الحديث. غرس الأشجار مفيد، وهو حل بسيط وله جاذبية عندنا جميعاً نحن الذين نحب الأشجار، لكن تأثير الشجرة في تغيّر المناخ مبالغ فيه. إن تنقية أجواء الكوكب من الكربون يتطلّب زراعة ما يزيد عن 16 مليار فدّان من الأشجار، أي ما يقارب نصف مساحة اليابسة في العالم. وهذا مستحيل لأسباب غير خافية. في مواجهة التساؤل الذي يطرحه المؤلف عمّا يمكن فعله للمساهمة في تدبّر الحلول، يتحدث غيتس عن أربعة مجالات يمكن للشركات أن تحدث فيها أثراً مهماً من الناحية العملية، وهي: المجال الأول وهو حشد رأس المال الكافي لتقليل علاوات البيئة. بالنسبة لبعض المتوفر مثل الرياح والطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية – فهي ستخفّض الإنبعاثات، لكن هذه ستنخفض أكثر من قبل إذا اعتمدتها المزيد من الشركات. هذا يعني من الناحية العملية أن على الشركات أن تكون مستعدة لتمويل حلول مبتكرة منخفضة الكربون. وفي بعض الحالات قد يحتاج المستثمرون إلى قبول عوائد أقل أيضاً. وهذا بطبيعته محفوف بالمخاطر. لكن تجميع الموارد والاستثمار في مجموعات بدلاً من الاستثمار الفردي يقلل من المخاطر. ومن خلال توفير رأسمال منخفض التكلفة وامتيازات مالية أخرى على طول مراحل متعددة من تطوير تكنولوجيا معينة، يمكنك مساعدة المبتكرين الواعدين على تجاوز العقبات التي تمنعهم عن إخراج أفكارهم من المختبر إلى السوق. يمكنك كذلك إرشاد أصحاب المشاريع في مجال الطاقة النظيفة، ورعاية المشاريع التجريبية، واستثمار الأموال في صناديق مبتكرة تعطي الأولوية لتأثير المناخ. الطريقة الثانية التي تتيح لشركتك أن يكون لها تأثير، هي من خلال المنتجات التي تشتريها. إذا كانت شركتك تدير أسطولاً من الشاحنات الصغيرة، مثلاً، فيمكنك الالتزام بشراء السيارات الكهربائية. لن تقلل انبعاثات شركتك بشكل مفيد فحسب، بل سترسل أيضاً إشارة إلى شركات تصنيع السيارات تفيد بوجود سوق متنامية للسيارات الكهربائية، ما يعمل بدوره على رفع المنافسة ودفع الأسعار إلى أدنى. مثال آخر على استخدام المشتريات لخفض علاوات البيئة يشمل صناعة الطيران. يمكن لشركتك تعويض الانبعاثات الناتجة عن سفر الموظفين عن طريق شراء وقود طيران مستدام ونظيف لسفراتهم. يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على الوقود النظيف، وجذب مزيد من الابتكارات في هذا المجال، ويُخفّض الانبعاثات المرتبطة بالسفر. المعنى هنا أننا في صدد تحويل نظام الطاقة بالكامل على مستوى العالم، وبسرعة. لذا فنحن بحاجة إلى الحكومة في كل بلد للمساعدة على خلق هذه البيئة، حيث أن استثمارات القطاع الخاص وحدها لن تكون كافية لإنجاح هذا الجهد. لا أحد يتوقع أن تكون الحكومات مثالية. لكنها بشكل عام تقوم بعمل رائع في مجالات معروفة مثل التعليم والصحة. نحن كمواطنين نمارس الضغط الدائم، وهذا واجب علينا الإلتزام به. فالانتقال إلى الطاقة النظيفة لا بد أن يكون مدفوعاً من قِبَل الحكومات والقطاع الخاص بالعمل معاً، تماماً كما كانت ثورة الكومبيوتر الشخصي. ..العمل الجماعي مطلوب أحد الحلول التي طرحها الكاتب تتمثل في التنسيق الثلاثي بين المستوى الحكومي الرسمي والقطاع الخاص والمستوى الفردي. فموضوع حماية البيئة والتصدي للانبعاثات الكربونية يتطلب عملاً جماعياً أممياً، حيث لا ينبغي الاكتفاء بتقليل الانبعاثات، من دون التحوُّل إلى مسار يقودنا إلى خفض الانبعاثات إلى الصِّفر. المجال الثالث يتضمّن توسيع البحث والتطوير. يقول غيتس: لنأخذ مثلاً شركة Impossible Foods، وهي إحدى الشركات الرائدة المنتجة للحوم النباتية (والتي كنت مستثمراً مبكراً فيها). في العام 2020 أعلنت الشركة عن خطط لمضاعفة حجم فريق البحث والتطوير لديها بهدف تقليل سعر شرائح البرغر التي تبيعها، وتوسيع حصتها في السوق. في آذار/مارس الماضي، كانت منتجاتها متوافرة في 150 متجر بقالة. اليوم هي متاحة في أكثر من 150 ألف متجر". الأمر كان يحتاج إلى الشجاعة لتحمّل المخاطر. الواضح أنه من الأهمية بمكان استخدام أحدث ما أفضت إليه االتكنولوجيا المتعلقة بالمناخ والذكاء الاصطناعي في سبيل القضاء على الانبعاثات. وهذا يعني أهمية الاستثمار في التكنولوجيا والتقنيات، والعمل على ضخ مزيد من الاستثمارات في مجال أبحاث المناخ، وعلى وضع خطة عملية ملموسة لتحقيق هدف الانبعاثات الصفرية، مع العمل على توفير الإمكانات المختلفة للجامعات التي تساهم في تعزيز الأفكار وتطوير التكنولوجيات النظيفة. لقد وقّعت شركتا "مايكروسوفت" و"ألاسكا إيرلاينز" صفقة مُذهلة العام الماضي، تستوجب أن تضع الشركات جميعها سعراً… (نوعاً من الضريبة) على الكربون المنبعث من جميع أقسامها، ما يضطر كل فريق في أيّ شركة إلى النظر في الانبعاثات الناتجة عن قسمه. ومؤخراً فرضت الشركة السويسرية لإعادة التأمين "سويس ري" تكلفة قدرها 100 دولار للطن المنبعث من كل قسم من أقسامها. من المهم جداً هذا المستوى من القرارات (الدفع مقابل الكربون)، فهذا يُموِّل تكنولوجيات المرحلة المبكرة التي تقلل أو تعوّض الانبعاثات. وهناك شركات (منها شركة Stripe)، تدعم "احتجاز الكربون" ومن ثم التخلّص منه. وهذه تكنولوجيا تبشّر بالخير وتحتاج إلى استثمارات لتوسيع نطاقها. إن إخراج ثاني أكسيدِ الكربون من الغلاف الجوي من خلال استخدام التقنيات الأكثر حداثة، هو البديل الأفضل، كما أنه تقنية مطلوبة جداً، بسبب مدى غزارة مصادر الانبعاثات المُسيئة للبيئة والمناخ (يوجد اليوم حوالى 51 مليار طن من الانبعاثات). يقول غيتس: "أنا أموّل الكثير من الشركات المتخصصة بالتقاط الهواء المباشر (حيث تنتزع جزيئات ثاني أوكسيد الكربون منه وترميه خارج فضاء الأرض. إلا أن تكلفة إزالة الطن الواحد لا تزال مرتفعة. إنما هناك الكثير من الأفكار الجديدة. لقد تجاوز اليوم سعر إزالة طن الكربون من الهواء المُشبع به ال400 دولار؛ هذا يعني أنه لا يمكنك حل المشكلة بهذه الطريقة. لكن إذا تمكنّا من تحقيق الأمر بكلفة أقل من 100 دولار للطن، يمكن حينها أن يكون هذا جزءاً من الحل. إن عملية التقاط الهواء وتنقيته من الكربون هي من الأمور التي يتوجب على الحكومات دعمها بكل قدرة ممكنة. المجال الأخير الذي يمكن من خلاله المساعدة على خفض علاوات البيئة هو المساعدة على تشكيل السياسات العامة. يمكنك توضيح أن الحكومات بحاجة إلى الاستثمار في البحث والتطوير من أجل الحصول على الطاقة النظيفة، ودعوة المسؤولين لمنح القطاع الخاص حوافز للابتكار في هذا المجال، والمساعدة على تعزيز القدرة التنافسية للطاقة النظيفة، من خلال وضع سعر على الكربون، أو تحديد متطلبات دنيا على استخدام الطاقة النظيفة. ..ضرورة مُلحّة الواقع أن كتاب بيل غيتس يتضمن عرضاً رائعاً للتكنولوجيا وإمكاناتها وضرورة الاستمرار في تطويرها، ويضيء على تطوير تقنيات اعتماد طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحيث تصبح هذه التقنيات أدنى تكلفة وأكثر سلامة. وحتى بالنسبة للتقنيات النووية لإنتاج الطاقة والتي تلقى معارضة من قبل كثيرين، فمن الضروري الاستمرار في اعتمادها مع وجوب المضي قدماً في تطويرها وتحقيق تعامل أجدى مع النفايات التي تنتج عنها، آخذين بنظر الاعتبار أن هذه التقنية تبقى ضرورية لإنتاج مستقبل خالٍ من الكربون. وهذا أمر يستحق العناء. يعتبر المؤلف أن التعامل الجاد مع ظاهرة التغيّرات المناخية بات ضرورة مُلحة وهدفاً يجب أن تسعى إليه البشرية، تجنباً لأية كوارث بيئية محتملة. والقضاء على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يجب أن تصبح غاية عالمية يسعى إليها الجميع، حكومات وشركات ومؤسسات غير ربحية وأفراداً، ولاسيما في ظل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجوّ، وما يتبعه من ارتفاع في درجات الحرارة، وذوبان الجليد، وارتفاع مستوى سطح البحر، فضلاً عن حالات الجفاف والفيضانات. ….الخاتمة من خلال فصول الكتاب الاثني عشر، حاول غيتس أن يضع أمام الحكومات والمعنيين خطة عملية وملموسة للخروج الآمن من المأزق، وعمل على وضع الحلول والآليات التي يمكن من خلالها تحقيق الهدف الأكبر المتمثل في إزالة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول العام 2050. قال بوجوب الاستثمار بجدّية أكثر فأكثر في ميادين الطاقة النظيفة، وتشجيع الإبداع والابتكار في هذا القطاع الحيوي مع الاستغلال الأمثل للتقدم العلمي للحدّ من التداعيات والعواقب الوخيمة لظاهرة التغيّر المناخي، علاوةً على وضع استراتيجيات محفزة في مجال الطاقة النظيفة. ختاماً، إن صدور الكتاب جاء في توقيت دقيق ولافت، وذلك لعدد من الاعتبارات، يأتي في مقدمتها التغيّر الذي طرأ على الإدارة الأميركية، والذي أفضى إلى عودة الولاياتالمتحدة لاتفاقية باريس للمناخ، الأمر الذي كانت ترفضه الإدارة الأميركية السابقة. كذلك فإن الاحتباس الحراري والتغيّرات المناخية ومخاطرها، فضلاً عن الكوارث المترافقة مع كل ذلك من فيضانات وذوبان لثلوج القطب ومناطق أخرى أيضاً، كلها جعلت صرخة غيت من خلال كتابه، تبلغ الآذان وتجذب انتباه الجميع في كل مكان. ومن شأن هذا أن يساهم في إنضاج حالة من التكاتف الاجتماعي العالمي، ودفع البشر إلى لعب دور أكثر فاعلية وجدوى لإنقاذ أنفسهم والكوكب.