دعا وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف دول منظمة التعاون الإسلامي إلى تحرّك جماعي ورد حازم للحد من تكرار صور حرق نسخ من المصحف الشريف. وقال احمد عطاف في كلمة خلال مشاركته في الدورة الاستثنائية الثامنة عشرة لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي حول تكرار حوادث تدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف في السويد والدنمارك "إن ما شهدناه مؤخراً من تكرار صور تدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف في كل من السويد والدنمارك، دون حسيب أو رقيب ودون أدنى مساءلة أو مراجعة، ليمثل انتهاكاً صارخاً لقيم التعايش والاحترام المتبادل واستفزازاً جلياً لمشاعر سائر المسلمين عبر المعمورة الذين يستنكرون ازدراء حرمة كتاب الله الذي يحوي كلامه المنزل والمنزه". وأوضح عطاف أن مناقشة موضوع في غاية الأهمية والدقة والحساسية يستلزم تحركا جماعياً ورداً حازماً يكون على قدر خطورة الوضع وما خلفه من سخط وشجب واستنكار نظير الطعن في قيم الأمة الإسلامية والمساس بأقدس مقدساتها. وجدد وزير الخارجية إدانته الشديدة لهذه الأفعال المقيتة والتصرفات المشينة ورفضه القاطع للمحاولات المتكررة لتبرير وتسويغ هذه الاعتداءات النكراء عبر التذرع أو التحجج بحرية الرأي والتعبير. وتساءل الوزير عطاف: "ما هي حرية الرأي والتعبير هذه التي يتوجب تقديسها، وهي التي تستعمل لاستفزاز مشاعر الآخر والإساءة إلى معتقداته والطعن في قيمه والاعتداء على أغلى مقدساته. وما هي حرية الرأي والتعبير هذه التي يطلب احترامها احتراماً لا يقبل أي استثناء، وهي التي يُؤخذ منها ذريعة لإذكاء نار الحقد والكره ولزرع بذور العنصرية والتمييز والإقصاء ولنشر رسائل التصادم والصراع؟. وما هي حرية الرأي والتعبير هذه التي يُفرض التمسك بها فرضاً وهي التي تفرق عوض أن تجمع وتثير البغض والضغينة في القلوب عوض أن تؤلف بينها وتدعو للتنافر والعداء عوض أن تخدم التعايش والتسامح والتفاهم بين الشعوب والأمم؟". لجيب رئيس الدبلوماسية الجزائرية قائلا: "ان التطرف في إلزامية التقيد بحرية الرأي والتعبير تقيداً مطلقاً كأي تطرف آخر لا يمكن أن يقنع أو أن يُقْبَلَ التحجج به لإعفاء الجرائم المرتكبة باسمه من نيل جزائها المستحق. كما لا يمكن أن يقنع أو أن يقبل اعتباره رافداً من روافد الديمقراطية الذي لا يخضع وحده للمساءلة أو المحاسبة". وأوضح "فحرية الرأي والتعبير غير المسؤولة ليست حرية ولا يمكن أن تكون حقاً، فالحرية اللامسؤولة تضر بحرية الآخر، والحرية اللامسؤولة ليست حقاً لأنها تطاول وعدوان على حقوق الآخر". وختم وزير الخارجية كلمته بالتأكيد أن منظمة التعاون الإسلامي التي تحمل لواء الدفاع عن الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم وتضطلع بعهدة الذود عن مقدساتهم في كل وقت وحين، مطالبة اليوم، بصفة أكيدة وملحة، بتعبئة وتنظيم الجهود الجماعية للرد على دعاة اللاتعايش واللاتسامح واللاحوار الذين يدنسون كتاباً لبُّهُ التعايش والتسامح والتحاور.