تزامنا مع دخول حرب الإبادة الإسرائيلية اليوم عامها الثالث دوت صافرات الإنذار في مستوطنات "غلاف غزة" الثلاثاء بعد إطلاق قذيفة وحيدة حاملة رسالة لوعي الإسرائيليين والعالم مفادها أن الفلسطينيين ما زالوا في غزة رغم مخططات ومحاولات التهجير بعد التدمير شبه الكامل للقطاع، وإن كانت هناك جهات ستعتبرها ذريعة للاحتلال لمواصلة القصف. بالتزامن أيضا يتواصل الانشغال الإسرائيلي الرسمي وغير الرسمي الواسع ب"السابع من أكتوبر" خاصة باستعادة ملامح أيام الصدمة والذهول الأولى واستذكار الخوف والوجع مما يدلل على أن "طوفان الأقصى" وتبعاتها شكلت هزة أرضية بالنسبة للإسرائيليين أيضا بعدما ألحقت بهم عملية "طوفان الأقصى" المباغتة أضرارا متنوعة منها مقتل 2000 إسرائيلي حتى اليوم نصفهم جنود وأصابت هيبة وقوة ردع إسرائيل وزعزعت ثقة سكانها بحكومتها وبمؤسستها الأمنية. ..الحرب المتوحشة مستمرة في ظل المفاوضات رغم انطلاق جولة جديدة من المفاوضات في مصر تستند إلى خطة ترامب تستمر حرب الإبادة بحجة "الخطوات الدفاعية" مما يرفع منسوب الدم في غزة إذ تفيد تلخيصات فلسطينية رسمية أن عدد الشهداء والمفقودين منذ بدء حرب الإبادة 76.639 شخصا بينما فاق عدد الجرحى ال169 ألفا وذلك مقابل 2000 قتيل إسرائيلي نصفهم جنود ورجال أمن، و20 ألف جندي جريح وإصابة عشرات آلاف الجنود والمدنيين ب"اضطراب ما بعد الصدمة". وبدأت في منتجع شرم الشيخ في مصر المحادثات غير المباشرة بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين لبحث ترتيبات ميدانية تتعلق بملف الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة وسط تقارير مختلفة تتساءل عما إذا كانت نقاط التداول تقنية فحسب أم جوهرية أيضا تطال مستقبل القطاع ومستقبل حماس وليس فقط مسائل المرحلة الأولى من تبادل وانسحاب أولي للاحتلال.