سحب 160 عضوا بالجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني الثقة من الأمين العام عبد العزيز بلخادم، ليخرج بذلك من الباب الضيّق بعدما رفض دعوات الاستقالة. وحاول بلخادم المنهزم أمام التقويميين التقليل من حجم خسارته للمنصب وصرّح عقب الإعلان عن النتائج النهائية أنه خرج مرفوع الرأس وأنه كرّس الديمقراطية في الحزب عن طريق اللجوء إلى الصندوق وتطبيق القانون الداخلي للحزب"، فيما يرى معارضوه أن بلخادم توهّم أن هذه النتيجة تعد انتصارا له لأنه على حد قوله تنازل عن حقه في ترأس الأمانة العامة لمدة خمس سنوات. وفي هذا الشأن، هنأ عبد العزيز بلخادم حركة التقويم والتأصيل وجميع أعضاء اللجنة المركزية الذين صوتوا ضده ب"سحب الثقة" في الانتخابات التي دعا إليها بلخادم خلال انعقاد الدورة السادسة العادية للجنة المركزية أول أمس بفندق الرياض، وتمنى أن يحسن القياديون اختيار أمين عام جديد للحفاظ على قواعد الحزب حسبه. وبالمقابل، أفادت مصادر من داخل حزب جبهة التحرير الوطني ل"الحياة العربية" أن المجاهد والقيادي عبد الرزاق بوحارة أقرب المرشحين لخلافة الأمين العام السابق وويحظى بالاجماع نظرا لسمعته الطيبة ومكانته سواء داخل الحزب أو في الساحة السياسة، وفي انتظار ذلك تواصل اللجنة المركزية أشغالها إلى غاية اليوم للإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات على أمين عام جديد. ومن جانب ثان أكد القيادي وعضو اللجنة المركزية وكذا مؤسس حركة التقويم والتأصيل صالح قوجيل في تصريح خاص لجريدة الحياة العربية، أن انتصار التقويمية على مساندي بلخادم كان شبه مؤكد كما أن أعضاء قيادة جبهة التحرير كانوا في المستوى المطلوب بعد الخضوع للصندوق والقانون الأساسي وكذا النظام الداخلي بحضور المحضرين القضائيين، كما أن عبد العزيز بلخادم كان موجودا وهو الذي ترأس الجلسة وراقب جميع مجريات الانتخابات إلى غاية الإعلان عن النتائج النهائية التي ثبتت موقف التقويميين بضرورة رحيل الأمين العام عبد العزيز بلخادم، وحاليا -أضاف محدثنا- أنه يرجوا من أعضاء اللجنة المركزية وبقية المناضلين في الحزب بعد انتهاء الخلاف وحل الأزمة أن يفكروا وبسرعة في المرشح الجديد لخلافة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، وذلك بعد التشاور الواسع بين قياديي الأفالان، كما يعلم الجميع أن حزب جبهة التحرير الوطني هو حزب الأغلبية و كما يسمى حزب السلطة كذلك فلا بد من توفر الوقت الكافي للتشاور بين القياديين لاختيار أمين عام جديد و قد يتم تعيينه بالتوافق أو عن طريق اللجوء إلى صندوق الانتخابات و التصويت على المترشحين في حال ترشح أكثر من واحد. ..بن حمادي: بلخادم غير صالح للقيادة ! اعتبر وزير البريد و تكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي عضو اللجنة المركزية للأفالان في تصريح خاص ل"الحياة العربية"، أن الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم لا يصلح للقيادة وليس في مستوى ذلك، حيث أكد محدثنا أنه بقي متمسكا بموقفه إلى جانب الوزراء السبعة الآخرين القاضي برحيل بلخادم. وكشف موسى بن حمادي عقب سحب الثقة من بلخادم أن هذا الأخير لم يكن في مستوى القيادة وحجم المسؤولية المسندة إليه خاصة وأن الحزب لديه تاريخ عريق، وأضاف محدثنا أن حزب جبهة التحرير الوطني يجب أن يكون قدوة لباقي الأحزاب التي تنشط في الجزائر لأنه يملك الخبرة الكافية والتجربة الطويلة منذ 1954 وإلى يومنا هذا، حيث أن بلخادم لم يكن في مستوى تسيير حزب بهذا الحجم، وعليه حافظ محدثنا على موقفه الذي لم يتغير إلى غاية اجتماع اللجنة المركزية في دورتها السادسة العادية أول أمس للتثبيت و التعبير عن طريق الصندوق عن رغبتهم في رحيل الأمين العام عبد العزيز بلخادم، كما أضاف أن البلبلة والصراعات التي حدثت في الحزب سببها تمسك بلخادم بمنصب الأمين العام في الوقت الذي كان يفترض أن يرحل قبل زمن طويل للحفاظ على سمعة حزب جبهة التحرير الوطني. ..بوحارة: "نعمل على إعادة تأسيس الأفالان ومراجعة الأخطاء" قال المجاهد و القيادي البارز في حزب جبهة التحرير الوطني عقب إعلان سحب الثقة من الأمين العام عبد العزيز بلخادم أول أمس، أن أعضاء اللجنة المركزية يعملون حاليا على إعادة تأسيس الأفالان ومراجعة الأخطاء السياسية. و أكد أنهم سينهون نهائيا عهد العنف والاقصاءات التعسفية للمناضلين و القياديين كذلك، حيث أن المرحلة التي تلي رحيل بلخادم ستعرف عصرنة للحزب. ومن جهة أخرى رفض عبد الرزاق بوحارة تأكيد التزامه بقبول منصب الأمين العام من عدمه، واكتفى بتأكيد ضمني بقوله "حكمة الأفالان أن المسؤولية لا تطلب وحينما تعرض لا ترفض"، واعتبر محطة إسقاط بلخادم مرحلة لتغيير الفكر السياسي للحزب، وقال إن الانتصار هو انتصار للديمقراطية وللحزب وانطلاقة جديدة، وهو ما يسمح بإعادة النظر في الفكر السياسي داخل الحزب، والانتهاء من العنف نهائيا ومن الإقصاء.