ووري، جثمان الفقيد عمار بن تومي، أول وزير عدل حافظ الأختام للجزائر المستقلة ونقيب المحامين، الذي وافته المنية أول أمس عن عمر ناهز 90 سنة بعد ظهر امس بمقبرة سيدي امحمد ببوزريعة بأعالي الجزائر العاصمة. وحضر جنازة الفقيد إضافة إلى أفراد أسرته، العديد من أصدقائه وزملائه وشخصيات من الحركة الوطنية وأعضاء من الحكومة جاؤوا لإلقاء النظرة الأخيرة عليه. وعرف الفقيد بكفاحه المستميت خلال الحرب التحريرية وكان له الفضل في إنشاء "رابطة محاميي الجزائر" بمعية محامين جزائريين وآخرين من أصول فرنسية ساندوا القضية الوطنية، كما عرف عنه أيضا دفاعه عن القضايا التي كانت توكل إليه بكل عزم وبما كانت تمليه الظروف لصالح المعتقلين الجزائريين خلال حرب التحرير الوطني، وقد حظي بتقدير الجميع لأفكاره المعتدلة ومواقفه المساندة للسلم والوئام. أكدت شخصيات تاريخية ورجال قانون، امس أن الفقيد عمار بن تومي الذي وافته المنية اول أمس عن عمر ناهز ال90 سنة كان "رمزا للنضال ابان ثورة التحرير ونموذجا في مهنة المحاماة بعد الاستقلال". واعتبروا أنه برحيل عمار بن تومي الذي شارك في عدة مؤتمرات ولقاءات عبر العالم تناولت قضايا حقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، تكون أسرة القضاء قد فقدت "نموذجا في مجال القضاء ومناضلا متفانيا ومخلصا في مهنته". وفي هذا الصدد أوضح بن ملحة غوتي، محامي وصديق المرحوم في الكفاح المسلح أن عمار بن تومي كان مستشارا في مجال القانون و"نموذجا بارزا" في مجال المحاماة. كما أبرز خصال الفقيد خلال مسيرته النضالية، وأشار إلى أنه ساهم بعد الاستقلال في تعزيز دور القضاء عندما تقلد منصب أول وزير للعدل للجزائر المستقلة، ونوه في الوقت ذاته بروح التفاني والإخلاص التي كان يتسم بها الراحل أثناء أدائه خدمة المحاماة. وأكد رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، أن المرحوم عمار بن تومي كان "مثقفا وطنيا أصيلا" و"أحد كبار مهنة المحاماة النبيلة التي اختارها فشرفته ومارسها فزادته، بكفاءته ومهارته النادرة، سمعة وشهرة فصار بها أحد رجالات فئة المحامين في بلادنا". وأوضح بن صالح في رسالة تعزية بعث بها امس، الى عائلة الفقيد أن "الأخ المجاهد الأستاذ عمار بن تومي قد توفي في أجل مكتوب ليلتحق بالشهداء والمجاهدين في جنة الرضوان" واشار الى أن هذا "المصاب الأليم أحزننا وأضفى على يومنا هذا الاكتئاب والأسى". وأضاف رئيس مجلس الأمة، في رسالته أن للفقيد "في قلوبنا مودة خالصة وتقدير واحترام مستحق"، وهوالذي -كما قال-"إنخرط في النضال الوطني والجهاد المبارك وتقلد المسؤولية الرفيعة فأوفاها حقها تفانيا وإخلاصا". من جهته، ذكر علي هارون، الذي عرف عمار بن تومي قبل اندلاع ثورة التحرير بمناقب الفقيد، واكد أنه كان من بين المحامين الجزائريين البارزين والمجاهدين الذين كرسوا حياتهم لخدمة القضية الوطنية إلى جانب آخرين أمثال قدور ساطور وغوتي بن ملحة. وبالمناسبة دعا علي هارون شباب اليوم إلى الاقتداء بأمثال المرحوم عمار بن تومي ليكونوا -مثلما قال- خير خلف لخير سلف. وبدوره أشاد رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، بتجربة الفقيد عمار بن تومي في تعزيز حقوق الإنسان بالجزائر ودفاعه عن القضايا العادلة عبر العالم.