يعود فيلسوف الأغنية الأمازيغية لونيس آيت منقلات بعد غياب دام قرابة خمسة أشهر بسبب العملية الجراحية التي أجراها على مستوى القلب، بالعاصمة الفرنسية باريس، في جانفي المنصرم، لإحياء حفلاته الفنية بتيزي وزو يومي 23 و24 جوان، في ولاية الطارف يوم 26 جوان، ثلاث حفلات بالعاصمة إحداها في الهيلتون يوم 28، واثنتان بقاعة الأطلس يومي 29 و30 جوان، ثم أغني في سعيدة يوم 6 جويلية، وفي تيبازة يوم 8 جويلية وأخيرا في بومرداس يوم 11 جويلية. طمأن الشاعر-الفيلسوف (كما يحلو لعشاقه تسميته) كل مستمعيه ومتتبعي مشواره الفني على وضعيته الصحية حاليا، حيث أكد أنه باعتباره رياضيا سابقا (حامل لحزام أسود في الجيدو) استطاع أن يتحمل جسده ثقل العملية الجراحية التي أجريت له على مستوى القلب، موضحا أنه كان عليه أن يخضع لذلك بعد أن عانى من الآلام منذ خمس سنوات، وأضاف مخاطبا جمهوره "أود أن أشكر كل الذين سببت لهم قلقا ولم يتوقفوا عن البحث عن أية معلومة تطمئنهم على حالتي الصحية، ساعدني كل هذا على الوقوف من جديد، ولا أنسى مساندة العائلة كذلك فإبني جعفر وزوجتي كانا في المستشفى معي طيلة مدة مكوثي هناك". كما تطرق إلى إلحاحه على احترام التزامه مع الجمهور بعد أن غنى في قاعة "الزنيث" بباريس رغم أن الطبيب طالبه بأجراء العملية في الحين، حيث فضل تأجيلها والمخاطرة بحياته، مضيفا "إنه وعي مهني بالنسبة لي، كل الأماكن كانت محجوزة، لا يمكن أن أخيّب ظن الجمهور الذي كان ينتظر الحفل، فالعقد الأخلاقي أكبر عندي من الخطر الذي يهدد صحتي، حين نحب ما نعمله، ونقوم به بصراحة تامة، نفكر في الأولويات فقط". وقد أقام "آيت منقلات" حفلين بعد فترة النقاهة التي دامت ثلاثة أسابيع، إحدهما يوم الثالث ماي الماضي بسويسرا، والثاني يوم الثالث والعشرين من نفس الشهر في باريس. تطرّق "آيت منقلات" لأول مرة إلى مسألة عدم مشاركته في تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، مؤكدا أنه غير معني تماما بفعالياتها، ليضيف "قدمت لي دعوة للمشاركة ورفضتها، لو كانت تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة الجزائرية" لقبلت بصدر رحب، يبدو أن هناك جزائريين يخجلون من جزائريتهم، نلنا الاستقلال بأغلى التضحيات، والتاريخ واضح فنحن هم نحن، لسنا أسوأ ولا أفضل من الغير فلماذا أنكر هويتي؟ لماذا أضع نفسي عربيا، تركيا، يونانيا، أحترم كل هوية وكل جنسية لكنني أملك هويتي. الجزائر غنية وفي اختلافها الثقافي تستطيع أن تبهر، لو سميت التظاهرة "الثقافة الجزائرية" سيبين كل شبر من الوطن خصوصياته الثقافية، نتحمل جيدا مسؤولية اختلافاتنا".