ثمن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الإثنين الحصيلة التي أفرزها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي يحيي اليوم ذكراه العاشرة, مؤكدا على أن لم الشمل الذي تحقق بفضل خيار "الخلاص" هذا, شكل "الجدار الذي عصم الجزائر من المناورات والدسائس" التي استهدفتها. وفي رسالة له بمناسبة مرور عشر سنوات على المصادقة على ميثاق السلم والمصالحة الوطنية, شدد رئيس الجمهورية على أن هذه المبادرة حفظت الجزائر من "العواصف الهوجاء التي ما انفكت منذ سنوات عديدة تعتري بلدانا شقيقة", بحيث كان لم الشمل الذي تحقق بفضل هذا الخيار "الجدار الذي عصم الجزائر من المناورات والدسائس التي استهدفتنا نحن أيضا باسم +الربيع العربي+". كما مكن الانحسار "الملموس" للتهديد الإرهابي عبر البلاد, الجيش الوطني الشعبي من "صرف جزء من الوسائل المرصودة لمحاربة أولئك المجرمين ونشرها اليوم على حدودنا البرية للتصدي للإضطرابات الخطيرة التي تهز بعض دول الجوار, ومن ثمة ضمان سلامة ترابنا الوطني وأمنه وحرمته", يضيف الرئيس بوتفليقة. وفي ظل الأحداث الراهنة المثقلة بالإضطرابات التي "تستهدف البلدان العربية والإسلامية دون سواها", سجل رئيس الدولة على أن هذا الظرف وإن كان يبعث على "القلق المشروع" إلا أنه يدفع بالمقابل بالشعب الجزائري إلى "الحفاظ على السلم المدني", موضحا على أن ذلك "ليس برنامجا سياسيا وإنما هو رهان وطني" بالنسبة للجزائر. واستعرض الرئيس بوتفليقة في رسالته مختلف المكاسب التي تم تحقيقها على شتى الأصعدة في إطار مهمة استئناف البناء الوطني وانعاش التنمية, وعلى رأسها استرجاع السلم وبسط الأمن في البلاد وانعاش البناء الوطني, واصفا كل ذلك ب"الإنجازات الجسام" التي يسر من تجسيدها "جنوح الجميع إلى المصالحة الوطنية". فعقب مرور عقد من الزمن على تبني ميثاق السلم والمصالحة الوطنية, أكد رئيس الجمهورية على أنه يتعين تقييم حصيلة "خيار الخلاص" الذي استجاب إلى ما نادى به الشعب الجزائري طيلة أعوام عديدة من أجل استرجاع السلم, وهو الخيار الذي "جسد ما تعهدت به مخلصا, منذ عام 1999, من العمل معكم على إطفاء نار الفتنة", يقول الرئيس بوتفليقة. كما توقف عند جانب آخر تحقق بفضل هذا الخيار وهو"تجنب تدويل الإرهاب الإجرامي الدموي في بلادنا قبل فوات الأوان, الإرهاب الذي ما انفكت قواتنا الأمنية الباسلة تقطع دابره وتستأصل شأفته". وفي هذا الإطار, حرص رئيس الدولة على الإشادة ب"إستماتة" أفراد الجيش بكل رتبهم وأولئك عبر كافة مصالح وأقسام المؤسسات الأمنية والذين "ما زالوا يواصلون, يوميا, مكافحتهم للإرهاب ويسهرون على حماية الأشخاص والممتلكات". كما جدد في هذا المقام "نداء الوطن الرؤوف" إلى المغرر بهم حتى يعودوا إلى رشدهم ويتركوا سبيل الإجرام ويستفيدوا من أحكام ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.