تأثر الدولي الجزائري نذير بلحاج من قرار إبعاده المفاجئ من تعداد المنتخب الوطني من طرف الناخب الجديد بن شيخة الذي قرر التضحية بكل من مدافع السد، مهاجم سيينا غزال ومتوسط ميدان كافالا اليوناني عبدون في التربص الفارط لأسباب فنية تتعلق بتدهور مستوى الثلاثي المذكور حسب الناخب الجديد... وهو القرار الذي فاجأ المتتبعين وحتى زملاءهم في المنتخب الوطني بدليل أن كل التصريحات انصبت حول عدم فهم الأسباب الحقيقية لتخلي بن شيخة عن ثلاثة لاعبين كانوا ضمن التعداد الأساسي الذي واجه به منتخب إفريقيا الوسطى في بانغي وعاد خائبا بعد الخسارة القاسية والوجه الشاحب الذي ظهر به كل أشباله في أول خرجة لهم. وقد كان بلحاج اللاعب الأكثر تفاجؤًا وتأثرا من قرار إبعاده باعتبار أنه كان ورقة أساسية في الخضر منذ قرابة ست سنوات وكسب ثقة كل الطواقم الفنية التي أشرفت على الخضر، حيث كان الوحيد الذي صرّح في وسائل الإعلام أنه لم يقتنع بأن خيار بن شيخة كان بسبب المردود الذي قدّمه في مباراة بانغي. بن شيخة اكتفى بالحديث معه هاتفيًا في قطر لم يتمكن الناخب الوطني بن شيخة من الالتقاء ببلحاج في إطار جولته الأخيرة في قطر، حيث اكتفى بالاتصال به عبر الهاتف لانشغالاته الكثيرة في جولته القصيرة للدوحة، ولكن بن شيخة تمكّن من الحديث مع بلحاج هاتفيا حيث حاول أن يرفع من معنوياته من جهة، ويبرّر قراره بأنه جاء على ضوء تراجع مستوى مدافع السد الذي يبدو أنه لم يقتنع بكلام المدرب الجديد وكان رده منفعلا يعكس مدى تأثره معنويا من الطريقة التي أبعد بها عقب مواجهة إفريقيا الوسطى. قال له : “لا تستدعني مستقبلا“ وقد أفهمه بن شيخة أنه لم يغلق الباب في وجه بلحاج وكل العناصر التي أبعدها وأنه سيقوم بدعوة بلحاج مجدّدا بمجرد استرجاعه لكامل إمكاناته، وهو ما دفع بلحاج ليقدم ردا مباشرا وهو منفعل حيث قال له : “من فضلك لا تستدعني مستقبلا”، في إشارة إلى أنه غير مستعد للعودة مجدّدًا للمنتخب وبن شيخة على رأس العارضة الفنية، وقد تفهّم بن شيخة قرار بلحاج وأنه صدر في لحظة غضب وانفعال، ورغم ذلك فقد فضّل عدم غلق الباب في وجه بلحاج بدليل أنه لم يفصح عن كل ما دار بينه وبين مدافع السد في سفريته الأخيرة لقطر. بلحاج يعتبر نفسه وغزال “كبش فداء” وقد كشفت لنا مصادر مقربة من بلحاج عن حقيقة الحديث الذي جرى بين بن شيخة وبلحاج، أن هذا الأخير لم يقتنع بأسباب إبعاده التي حسبه لم تكن فنية، لأنه يعتبر أن كل زملاءه كانوا خارج الإطار في بانغي وأكد بأنه كان رفقة غزال وعبدون “كبش الفداء” عقب خسارة إفريقيا الوسطى، وأن المدرب استسلم للضغط الذي مورس عليه عقب المباراة من أجل إحداث تغييرات وضرب بعض الرؤوس التي كانت تعتبر “ركائز” في عهد المدرب سعدان. حجته أنه الأكثر مشاركة رفقة غزال وقد كشف بلحاج لمقربيه أنه لم يؤمن بتبريرات الناخب الجديد باعتبار أنه على الأقل يعد رفقة غزال من اللاعبين الأكثر مشاركة مع فرقهم في الدوري، وأنه لا يعاني على غرار بعض العناصر من نقص المنافسة ولا من الإصابات وهي العلل الموضوعية لإبعاد أي عنصر دولي، وما زاد من تذمر بلحاج هو أن بن شيخة جدد ثقته في لاعبين يعانون من هذه المشاكل ولكنه فضل منحهم الثقة رغم أنهم لا يلعبون في أنديتهم ويعانون من الإصابة التي طالت عددا معتبرا من لاعبينا في الآونة الأخيرة. لم يود الكشف عن قراره في الصحافة وقد رفض مدافع السد بلحاج الكشف عما جاء في حديثه مع بن شيخة خلال زيارته الأخيرة لقطر في حواره مع زميلنا في يومية “لوبيتور”، حيث طالبه بأن يكتشف الجواب من المدرب بن شيخة بنفسه، ما يعكس إدراك مدافع السد لأهمية القرار الذي اتخذه وأعلم به الناخب الوطني كرد فعل على قرار تنحيته من النخبة الوطنية، وقد كان بلحاج اللاعب الوحيد من الثلاثي المبعد الذي تجرّأ وناقش قرار بن شيخة عكس غزال وعبدون اللذين فضّلا التحفظ وعدم انتقاد المدرب الجديد في أمل الحصول على فرصة العودة إلى الخضر مجددا. استدعاؤه لمباراة تونس مستبعد حظوظ استدعاء بلحاج للتربص المقبل للخضر في شهر فيفري تحسبا للمباراة الودية أمام تونس ضئيلة جدًا على ضوء هذه المعطيات، حيث لم يُبد اللاعب رغبة في العودة في الوقت الراهن للمنتخب وعلاقته الباردة مع الناخب الحالي لن تحفز بن شيخة على الاستنجاد به في مباراة تونس التحضيرية لموعد مباراة المغرب في مارس القادم، ولكن المعطيات قد تتغيّر وقد يهدأ روع مدافع السد ويقبل تقمص الزي الوطني مجددا خاصة في حال استرجاعه كامل إمكاناته خاصة في ظل عدم تمكن بن شيخة من إيجاد بديل أفضل من مدافع السد بدليل الصعوبات التي وجدها مصباح لتغطية هذه الجهة في مباراة لوكسمبورغ.