أصبح لاعبو جمعية عين مليلة في الآونة الأخيرة محل أطماع العديد من الأندية بعد تألقهم اللافت في منافستي البطولة والكأس، ما جعل المهتمين بسوق التحويلات يطلبون معلومات إضافية عن السير الذاتية لهؤلاء اللاعبين المستهدفين. حيث استفسروا عن وضعياتهم وطبيعة عقودهم الممضاة من أجل إيجاد طريقة لانتدابهم في هذا “الميركاتو” دون انتظار فترة الصيف المقبلة، لكن حاجة “لاصام” إلى خدماتهم في الظرف الحالي تجعل فكرة تنازل المسيرين عنهم مستبعدة على الأقل إلى غاية اتضاح الرؤية بخصوص كيفية الصعود، وهي الصيغة التي ستفصل فيها “الفاف” في جمعيتها العامة التي ستعقد لاحقا. عين مليلة كسبت فريقا واعدا، ملعبا رائعا وجمهورا أروع لفتت الأجواء التي جرت فيها مواجهة الكأس أمام شبيبة بجاية أنظار المتتبعين، حيث أشاد كل من حضر المقابلة بالتطور الذي يشهده الفريق المليلي منذ ارتقائه إلى القسم الثاني للهواة بالنظر للمجموعة الواعدة التي تكونه، كما أن امتلاك عين مليلة حاليا لملعب جميل معشوشب طبيعيا رفع من أسهمها وزاد من قيمتها مقارنة بأندية أخرى. لكن لعل المكسب الأروع هو توفر الفريق على جمهور حضاري أصبح يضاهي في طريقة تشجيعه أنصار أكبر النوادي الجزائرية بما أن “لاصام” تملك قاعدة شعبية كبيرة تقدر بالآلاف. منّاد أبهرته “لاصام” فتمنى عودتها كشفت أطوار مباراة الكأس التي امتدت إلى أكثر من 120 دقيقة أن “لاصام” فريق كبير، خاصة أنها لعبت أمام شبيبة بجاية التي تنشط ضمن الرابطة الاحترافية الأولى والتي وظفت أبرز ركائزها، وحتى من كانوا في الاحتياط استعان بهم المدرب مناد الذي أحس بصعوبة المهمة بمرور الدقائق، إلى درجة أنه لم يتوان في التصريح لنا عقب نهاية المقابلة أن عين مليلة أبهرته ولا جدوى من بقائها مع الهواة، لأن مكانتها الحقيقية هي رفقة نوادي الرابطة المحترفة، لأنها برهنت على أحقيتها في ذلك. وهي جرأة تحدث بها مناد الذي اعتاد أن يكون صريحا في كلامه. مرزقان وباجي أشادا أيضا بقوة الجمعية بدورهما ضم اللاعبان السابقان مرزقان شعبان وفيصل باجي صوتهما لصوت مناد في الإشادة بعراقة وتاريخ عين مليلة الكروي، إلى درجة أنهما وعلى غرار ناصر بويش الذي تكلم في “كنال ألجيري” وعيبود في القناة الأمازيغية تمنوا جميعهم صعودها ليس للقسم الثاني وإنما للقسم الأول الذي لعبت فيه “لاصام” قرابة العشريتين وتحديدا في أيام عز الكرة الجزائرية. الاحتكاك ببجاية يجب الاستثمار فيه رغم الخروج المبكر من منافسة الكأس، فإن “لاصام” كسبت في المقابل العديد من النقاط الإيجابية التي يجب عليها الاستفادة منها والاستثمار فيها لمعالجة النقائص السابقة، خاصة أن لاعبيها الشبان سيكتسبون المزيد من التجربة والخبرة من هذه المغامرة بعد الاحتكاك بنجوم شبيبة بجاية في صورة مفتاح، زافور، ڤاسمي، معيزة والكامروني “نجونغ” الذين شجعوا المليليين كثيرا على مواصلة التألق لضمان الصعود. بوحداد: “حسرة الكأس لا تعوضها سوى نتيجة أمام الڤرونة” الظاهر أن مرارة الإقصاء من الكأس لن تتجرعها عناصر التشكيلة المليلية بسهولة، وهو ما جعل القائد محسن بوحداد يؤكد أن نسيان هذا الإخفاق لن يمحوه سوى العودة بنتيجة إيجابية من اتحاد سطيف لحساب الجولة القادمة. وأضاف قائلا: “أدينا ما علينا وكنا نتطلع لإنجاز ما هو أفضل، لكن الحظ لم يكن بجانبنا والمكتوب أراد غير ذلك، لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسنبحث عن تدارك ما فاتنا في البطولة لتحقيق الصعود. ولا يفوتني أن أجدد تحياتي لأنصارنا الأوفياء”. باديس على أتم الاستعداد وناصري وزغمار معاقبان إذا كان المدافع القوي باديس لم توجه له الدعوة في لقاء الكأس بالنظر لعودته المتأخرة إلى أجواء المنافسة، فإنه في المقابل سيكون معنيا بمواجهة اتحاد سطيف التي ستجري هذا السبت بملعب الثامن ماي. ومن حسن حظ المدرب نجار أن عودة لاعبه تزامنت مع غياب الثنائي زغمار – ناصري المعاقب آليا إثر حصوله على البطاقة الثالثة، وهذا حتى يتسنى له تعويض الفراغ الذي سيتركه زملاؤه.