دون سابق إنذار، قرر “فرانسيس جيلو” مدرب نادي “سوشو” معاقبة الدولي الجزائري رياض بودبوز بإبقائه مع الفريق الاحتياطي حيث لم يستدعه لمباراة “سوشو” سهرة أمس أمام “باريس أف سي” لحساب الدور 16 من كأس فرنسا.. وهو ما كان بمثابة مفاجأة كبيرة قياسا بإمكانات اللاعب ووزنه في تشكيلة فريقه، بدليل أنه لعب كل مباريات الدوري منذ بداية الموسم، حيث لم يغب عن أي لقاء في ال 20 جولة التي لعبت وقد شارك في 19 مرة كأساسي ومرة واحدة فقط احتياطيا، وبلغة الأرقام فإن بودبوز الذي لعب 1638 دقيقة في الدوري الفرنسي فقط هو رابع أكثر لاعب مشاركة في تشكيلة “سوشو” منذ بداية الموسم. عاقبه على مردوده في المباراة الأخيرة أمام “البي.أس.جي” بودبوز الذي يفترض أن يلعب اليوم مع الفريق الاحتياطي ل “سوشو” في بطولة “السي.أف.1” أمام “مولوز”، كشفت تقارير صحفية فرنسية بشأنه يوم أمس أنه تمت معاقبته من خلال إبعاده عن لقاء الكأس بسبب مردوده الضعيف في المواجهة الأخيرة أمام “باريس سان جيرمان” في الدوري السبت الفارط، حين ظهر الدولي الجزائري بمردود ضعيف جعله يكون أضعف لاعب في المباراة حيث تحصل على أسوء تنقيط من قبل وسائل الإعلام الفرنسية، وهو الأمر الذي جعل بودبوز يحس أنه غير محبوب عند هذه الأخيرة وكنا قد تطرقنا إلى هذا الموضوع في عددنا الصادر أمس. “جيلو”: “الفريق فقد روحه بسبب لاعبين أنانيين لا يفكرون إلا في مصلحتهم” وفي تصريح خص به موقع “أورو سبورت” الفرنسي أمس، تحدث مدرب “سوشو” بلهجة فيها كثير من الغضب عن الوضعية التي يعيشها فريقه في الأسابيع الأخيرة، حيث لم يتذوق طعم الفوز في الجولات الأربع الأخيرة في الدوري، وقد حمل المسؤولية إلى بعض اللاعبين خاصة الذين يلعبون في وسط الميدان الهجومي الذين يرفضون القيام بأي دور دفاعي (ألمح في كلامه إلى بودبوز) حيث يلعبون حسبه من أجل مصلحتهم الشخصية دون التفكير في الفريق الذي فقد بسبب أنانيتهم روحه في المدة الأخيرة. “الشبان في هذا الوقت أصبحوا لا هم لهم إلا اللعب في أندية كبيرة” “جيلو” الذي لم يذكر اسم بودبوز في تصريحاته رغم أن الصحافة الفرنسية أجمعت على أنه كان يقصد بكلامه ذلك لاعب المنتخب الوطني، أضاف أن اللاعبين الشبان في الوقت الحالي أصبح لا هم لهم إلا إظهار إمكاناتهم من خلال المبالغة في اللعب الفردي وتغليبه على اللعب الجماعي من أجل لفت انتباه الملاحظين والظفر بعقود للعب في أندية كبيرة وربح المال السريع. بودبوز يعترف أن “جيلو” كان يقصده بتصريحاته إذا كان “جيلو” في تصريحاته النارية التي أدلى بها لموقع “أورو سبورت” لم يذكر أيّ من لاعبيه بالاسم، فإن بودبوز كان متأكدا أمس خلاله حديثه مع “الهدّاف” (أنظر الحوار) أن مدربه كان يقصده هو بكل ذلك الكلام القاسي الذي صرّح به، مادام أنه الوحيد الذي أبعده عن المجموعة التي لعبت لقاء الكأس سهرة أمس وحوّله إلى الفريق الاحتياطي، وهو الأمر الذي يؤكد حالة الغضب الشديد التي كان عليها “جيلو” من بودبوز منذ خسارة فريقه أمام نادي العاصمة باريس الأسبوع الفارط. تحامل غير مفهوم على بودبوز خاصة من الصحافة الفرنسية ودون الحديث عن قرار مدربه “جيلو” فإن الملاحظ هذه الأيام الحملة الإعلامية الشرسة التي يتعرض لها بودبوز من قبل وسائل الإعلام الفرنسية التي انتظرت أول مباراة سيئة قدمها اللاعب أمام “البي.أس.جي” الأسبوع الفارط من أجل فتح النار عليه ومنه الضغط بصفة غير مباشرة على “جيلو” الذي يوجد في وضع حرج بعد نتائج فريقه السلبية من أجل حثه على تحميل مسؤولية إخفاقات فريقه لبودبوز. ------------ بودبوز: “ليس لي أي مشكل مع جيلو رغم أنه كان يقصدني بكلامه وإبعادي كان لأسباب رياضية“ تكلّم معنا الدولي الجزائري رياض بودبوز بكل هدوء وطمأنينة وأجاب عن كل أسئلتنا، خاصة إبعاده أمس الذي كان مفاجئا بالرغم من كونه قطعة أساسية في فريق سوشو الفرنسي، حيث نفى في حديثه إلينا نظرية المؤامرة، رياض الذي أُبعد من قائمة فريقه التي واجهت يوم الجمعة فريق باريس آف سي لحساب الدور السادس عشر من كأس فرنسا، واثق ومصر على العمل بكل ما استطاع من قوة من أجل العودة بأسرع ما يمكن إلى الفريق الأول. صباح الخير، رياض كيف هي أحوالك؟ لا بأس الحمد لله، أشكركم على السؤال. علمنا أنك أبعدت من قائمة فريقك سوشو التي تواجه اليوم الجمعة (الحوار أجري أمس) باريس آف سي، في إطار كأس فرنسا، هل من تعليق؟ نعم، فعلا لست معنيًا بهذه المقابلة أمام باريس. هل يمكن أن تعطي لنا الأسباب؟ حتى لا أخفي عليكم، فقط هو قرار المدرب الذي قرر ألا يعتمد على خدماتي تحسبا لهذه المباراة في إطار الكأس، هذا ما يمكنني أن أفيدكم به. البعض تكلّم عن مشكل مع المدرب جيلو، ما موقفك من كل هذا؟ لا يوجد أي شيء من هذا القبيل، صدقوني، لم يحصل شيء بيننا، علاقتي المهنية بالمدرب جيلو ممتازة، وكل ما يحكى هنا وهناك لا أساس له من الصحة. ولكن يقال أيضا أنه كان غاضبًا منك بعد نهاية مباراة باريس سان جرمان؟ هذا غير صحيح، بالتأكيد لم يتقبل الهزيمة أمام باريس سان جرمان، ولكن الغضب لم يكن موجها إليّ تحديدا. إذن غيابك عن المباراة يعود لأسباب رياضية. فعلا، أعتقد أن مثل هذه الأمور جزء من الحياة المهنية للاعب كرة القدم، ويجب أن يتقبلها فقط، الآن بالنسبة لي من الواضح بأن قرارات المدرب اتخذت حتى تكون في فائدتي، وللفائدة العامة للفريق ككل. بعض الجرائد الفرنسية قالت بأنك غير محبوب وسط الصحافة هناك، هل أنت على علم بما يدور؟ نعم، كنت أعرف ذلك من خلال بعض الصحف المحلية، ولكن بصراحة لم أنتبه لما كتب في الصحف، تعلمون أن الصحفيين يكتبون أي شيء، من جهتي أفضّل أن أبقى مركزًا على عملي، للعودة بسرعة واسترجاع مكاني في فريقي سوشو. هل أثر فيك ما يقال عنك؟ لا، على الإطلاق، يكتبون ما يشاءون، سأحاول أن أتجاهل كل ما يقال عني، وأن أحافظ على حافزي وتصميمي، ولكنني من الآن فصاعدا سأكون أكثر حذرا بشأن الأشخاص الذين يطلبون مني إجراء حوارات. ألا ترى بأن بعض الإعلاميين في فرنسا، شرعوا في الضغط عليك خاصة بعد اختيارك الجزائر في وقت انتظروك في منتخب آمال فرنسا؟ اسمعني، ليس لدي ما أقوله، شخصيا ما تكتبه الصحافة الفرنسية لا يعني لي شيئا، لم يكن لي مشكل مع شخص، سواء مع الصحفيين الفرنسيين، أو زملائي في الفريق لأنهم كلهم رفاقي، وشخصيا لا أعرف من أين جاءت هذه الحكاية التي تروّج ومفادها أنني غير محبوب من طرف الصحافة الفرنسية ، لأن ذلك لا يهمني بكل صراحة. من الممكن أنهم كانوا بانتظارك في أول منعرج، خاصة بعد اختيارك الجزائر؟ أنا ليس لدي قابلية لأصدّق أمرًا كهذا، ولكنني سأبقى واضحًا، صدقوني ليس لي رغبة في أن أمنح أهمية أكبر مما تستحق لهذه الحكاية. تبدو واثقا من نفسك رغم كلّ الذي قيل عنك في الأيام الأخيرة، أليس كذلك؟ لا تقلقوا عليّ من هذه الناحية، فأنا واثق من نفسي وأعرف جيّدا إمكاناتي، ومثلما قلتها دائما فإن الهدف الرياضي فقط هو الذي يهمّني. أضف إلى ذلك لا يوجد شيء يجعلني أقول إن الأمور تسير بشكل سيء لي، حيث أني مرتاح مع “سوشو” وعليّ الآن أن أؤكد على ذلك فوق الميدان وأبيّن أني أملك الإمكانات للعودة بقوة. مدربك “جيلو” صرّح أنه يحب لاعبا تقلّ مهارته الفنية ويريد أن يعمل كثيرا ليتحسّن من هذا الجانب، على لاعب يملك مهارات كبيرة لكنه لا يظهرها، ألا تعتقد أنه كان يقصدك أنت بكلامه؟ نعم، ومن الواضح أنه كان يقصدني أنا بكلامه لكوني أنا فقط من دفع ثمن تصريحاته هذه وقام بإبعادي عن المجموعة التي ستلعب لقاء الكأس. هل أنت ناقم عليه؟ بصراحة لا، وأنا لا ألومه في شيء قام به مادام أنه هو المسؤول الأول عن العارضة الفنية، ومادام أنه قرّر إبعادي من لقاء الكأس هذا، فإن لديه أسبابا واضحة. المهم بالنسبة لي هو أن أحفظ هذا الدرس جيّدا، وأنا أعرف حاليا ماذا مطلوب مني القيام به حتى أعود إلى المجموعة، حيث عليّ مضاعفة المجهودات من أجل العودة إلى قمّة مستواي. ألست قلقا من أن تجد نفسك بين عشية وضحاها في الفريق الاحتياطي بعد أن لعبت كامل المواجهات السابقة لفريقك أساسيا (لعب 19 من أصل 20 مباراة في الدوري أساسيا)؟ أنا لا أنظر إلى الأمور من هذا المنطلق لأني لست أنا من وضع نفسي في هذه الوضعية، أضف إلى ذلك فإن أيّ لاعب محترف يمكن أن يعيش ما أعيشه حاليا، ومثلما قلته سابقا يجب أن أبقى قويا وأتسلّح بالإرادة اللازمة لتعود الأمور بالنسبة لي إلى مجراها الطبيعي ومثلما كان عليه الحال في السابق. نمرّ الآن إلى المباراة التي تنتظر المنتخب الوطني أمام تونس والتي تسبق مواجهة المغرب التي بدأ موعدها يقترب، هل بدأت تفكّر في هذه المباراة؟ من الأكيد أني أفكّر في هذه المباراة لأن لها أهمية قصوى بالنسبة لنا وعلينا الفوز بها بأيّ طريقة كانت، والأكيد أن مواجهة تونس هامة جدّا لنا في تحضيراتنا للمباراة المصيرية أمام المغرب. وهنا أؤكد لك أننا كلنا واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا وسنعمل من أجل خلق “ديناميكية” وروح جديدة في المنتخب الوطني، والعودة إلى تحقيق النتائج الإيجابية التي غابت عنا في الفترة الأخيرة. هل تحدّث معك بن شيخة في الأيام الأخيرة؟ لقد اتصل بي أول أمس الأربعاء لكني لم أكلمه حيث ترك لي رسالة هاتفية، ومن المفترض أن أعيد الاتصال به، من أجل الحديث معه عن المواعيد القادمة التي تنتظر التشكيلة الوطنية. الكلام هو عن إمكانية برمجة اللقاء في ملعب معشوشب اصطناعيا، فكيف ترى هذا القرار إن تأكّد فعلا؟ بصراحة، لا أعرف بالضبط ماذا يمكنني قوله، والأهم هو الفوز أمام المغرب مهما كانت نوعية الملعب الذي سنلعب فوقه. لكن، ألا ترى أن ملعب 5 جويلية لائق أكثر لاحتضان مثل هذه المواعيد؟ بصراحة، ملعب 5 جويلية يبقى ملعبا كبيرا وأيّ لاعب يتمنى أن يلعب فوقه خاصة أنه يمكن أن يجلب لنا عددا معتبرا من الجماهير لتشجيعنا أمام المغرب، وأنت تعرف قيمة الأنصار في مثل هذه “الداربيات”. ماذا يمكنك أن تقول في النهاية للجمهور الجزائري الذي هو قلق بعد أن تمّ إبعادك من الفريق الأول ل “سوشو”؟ أطمئنه وأقول له إني سأفعل المستحيل من أجل العودة إلى مستواي بداية من المباريات القادمة للدوري، وأعلمه أن وضعيتي الحالية لن تطول بحول الله.