ملعب الخرطوم، جمهور متوسط، أرضية صالحة، طقس حار، تنظيم محكم. التحكيم للثلاثي: سيشورن- ايديب- دياربالا. الإنذارات: يخلف (د20)، معيزة (د38)، حاج عيسى (د65) من الجزائر. ڤصداوي (د19)، شادلي (د30)، عبد النور (د90+1)، دوادي (د119) من تونس. الأهداف: ڤصداوي (د18) لتونس. جابو (د60) للجزائر. تونس : مثلوثي (جريدي 120)- سيوسي - هيشري - عبد النور - غربي - قربي شهودي (مساكني د50) - ڤصداوي - شادلي - طراوي (دراجي د 68) - ذوادي - المدرب: سامي طرابلسي الجزائر: زماموش - مفتاح - معيزة ( خوالد 111) - العيفاوي - يخلف - لموشية مترف - جابو (بوعزة د88) - مسعود - سوداني - جاليط (حاج عيسى د55) - المدرب: بن شيخة. بداية قوية ل “نسور قرطاج“ وشهودي كاد يفعلها دخل التونسيون بقوة في المواجهة وكشفوا نيتهم في لعب ورقة الهجوم منذ الدقائق الأولى، فلم تمرّ سوى خمس دقائق من اللقاء حتى قاموا بأول تهديد بعد أن انطلق شهودي بسرعة على الجهة اليمنى وتوغل داخل منطقة المنتخب الجزائري وقذف بقوة لكن الحارس زماموش كان في المكان المناسب وتمكن من إبعاد الخطر. بعدها حاول “الخضر” الردّ في (د11) عن طريق جاليت الذي تلقى كرة في العمق من لموشية لكن الحارس مثلوثي سبقه بقليل وخطف منه الكرة. ڤصداوي يسجّل ويجسّد السيطرة التونسية بعدها عادت السيطرة التونسية عن طريق تكثيف الهجمات انطلاقا من وسط الميدان في محاولة لإيجاد الثغرات المناسبة في الدفاع والوصول إلى مرمى الحارس زماموش. وكاد ڤصداوي في (د14) يفتتح باب التسجيل عن طريق قذفة قوية من مشارف منطقة العمليات لكن زماموش أعاد الكرة وتمكن معيزة من إبعاد الخطر. وفي (د 14) نفذ قربي مخالفة قوية من الجهة اليمنى تمكن زماموش من تحويلها للركنية. وانتظر التونسيون حتى (د 18) ليفتتحوا باب التسجيل بعد أن وزّع ذوادي كرة في العمق تمكن ڤصداوي من تحويلها إلى هدف وسط ثلاثة مدافعين. تواصل ضغط التونسيين وزماموش دائما في المكان المناسب ولم يتوقف التونسيون عند هذا الحد بل واصلوا هجماتهم في محاولة لإضافة أهداف أخرى، في حين لم يظهر رفقاء سوداني بوجههم المعتاد واكتفوا ببعض الهجمات المعاكسة التي لم تأت بثمارها في ظلّ السيطرة التونسية. ففي (د 24) وزّع يخلف كرة جميلة ل سوداني الذي قذف لكن كرته مرّت فوق العارضة. وفي (د 28) نفذ قربي مخالفة قوية ومرّة أخرى كان زماموش في المكان المناسب وتمكن من إبعاد الخطر. وفي الدقائق الأخيرة من الشوط الأول حاول رفقاء جابو العودة في النتيجة عن طريق بعض الهجمات لكن التمركز الجيّد للدفاع التونسي في منطقتهم حال دون بلوغهم هدفهم. وانتهت المرحلة الأولى بتفوق التونسيين بهدف دون ردّ. استفاقة جزائرية لكن دون فعالية المرحلة الثانية دخلها “الخضر” بقوة وبأكثر مبادرة نحو الهجوم عكس المرحلة الأولى التي كانت ل “نسور قرطاج“، في محاولة لتسجيل هدف والعودة في النتيجة في حين تراجع التونسيون إلى الوراء وتمركزوا في منطقتهم. ففي (د 54) قام جابو بعمل فردي على الجهة اليسرى بعد أن راوغ وتوغل داخل المنطقة ووزّع كرة جميلة لكنها مرّت بقليل فوق رؤوس زملائه. وفي (د 57) قام حاج عيسى بعمل فردي على الجهة اليسرى ووزّع كرة جميلة لكن الدفاع التونسي تمكن من إبعاد الخطر مرّة أخرى. جابو يُبدع ويحرّر الجميع بهدف ولا أروع وزاد إصرار وعزم الجزائريين في الهجوم بعد تضييعهم للعديد من الفرص السانحة للتسجيل، حتى تمكن المتألق جابو في (د60) من تعديل النتيجة بهدف في منتهى الروعة بعد أن قذف كرة صاروخية من بعد 30 مترا لم يحرّك لها الحارس مثلوثي ساكنا وحرّر الجميع بهدف التعادل. ولم يكتف رفقاء معيزة عند هذا الحد بل واصلوا ضغطهم على المنافس. ففي (د65) قام “الخضر” بهجمة جماعية محكمة انطلاقا من وسط الميدان عن طريق جابو الذي مرّر كرة على الجهة اليسرى لزميله مترف الذي وزّع هو الآخر ناحية سوداني لكن الدفاع تمكن من قصّ الكرة وتحويلها للركنية. ذوادي كاد يخادع زماموش وجابو يضيّع الثاني وحاول التونسيون الخروج من منطقتهم ونقل الضغط إلى منطقة الجزائر كما ركزوا كثيرا على الهجمات المعاكسة في محاولة لمخادعة الدفاع الجزائري وإضافة الهدف الثاني. ففي (د 79) قام ذوادي بتوزيع كرة على الجهة اليمنى كادت تخادع الحارس زماموش. بعدها عاد “الخضر” لبسط سيطرتهم على مجريات اللعب وكانوا الأقرب لإضافة الهدف الثاني وقتل المباراة في (د 85) بهجمة معاكسة وسريعة ابتداء من وسط ميدان توغل على إثرها جابو في منطقة المنافس وحاول مراوغة بعض المدافعين لكن الكرة اقتصت منه في الأخير وتمكن هيشري من إبعاد الخطر. وانتهت بعد ذلك المرحلة الثانية والمواجهة ككل بالتعادل بهدف في كل شبكة ليحتكما الطرفان إلى الوقتين الإضافيين. مثلوثي يحرم لموشية من هدف محقق الشوط الإضافي الأول واصل فيه “الخضر” هجماتهم في محاولة لإضافة هدف ثانٍ وقتل المواجهة منذ الدقائق الأولى. ففي (د 92) كاد لموشية أن يسجّل هدفا ثانيا بعد أن نفذ مخالفة قوية من الجهة اليسرى تمكن الحارس مثلوثي من التصدي لها بأعجوبة وحوّلها إلى الركنية. ردّ فعل “نسور قرطاج“ جاء في (د 100) بعد أن تلقى دراجي كرة في العمق ووجد نفسه وجها لوجه مع زماموش لكن هذا الأخير سبقه للكرة وأبعد الخطر. الشوط الإضافي الثاني تغلب فيه التعب والعياء على الطرفين وأثر في مردود المنتخبين. لكن في (د111) نفذ ذوادي مخالفة قوية تمكن زماموش من إبعادها بقوة. وتضاعفت الهجمات من الطرفين في الدقائق الأخيرة لكن دون تجسيد. وانتهى الشوط الإضافي الثاني بالتعادل هدف في كلّ شبكة ليحتكم الطرفان إلى الركلات الترجيحية التي ابتسمت في الأخير للمنتخب التونسي بخمس إصابات مقابل ثلاث. --------------------------------------------------- الملعب امتلأ في الشوط الثاني عرفت بداية المباراة حضورا جماهيريا محتشما حيث غاب الجمهور السوداني في الشوط الأول، لكن الشوط الثاني عرف حضورا مكثفا للسودانيين حيث اكتظت المدرجات. السودانيون يتفاعلون مع هدف جابو كشف الهدف الرائع الذي سجله جابو في (د60) بقذفة من على بعد 30 مترا أنّ الجمهور السوداني اختار مساندة المنتخب الجزائري، حيث تفاعل السودانيون كثيرا مع هدف جابو وعبروا عن مساندتهم المطلقة للمنتخب الجزائري الذي وجد مرة أخرى دعم أهالي الخرطوم الذين كانوا سندا معنويا له. بن شيخة لم يتمالك نفسه بعد هدف جابو هدف التعادل الذي سجله جابو في مرمى المثلوثي حرّر كل البدلاء وبوجه خاص المدرب بن شيخة الذي لم يتمالك نفسه من شدة الفرحة ودخل أرضية الميدان لتحية صاحب الهدف، وقد فضّل جابو التوجه إلى مقعد البدلاء لمشاركة زملائه فرحة الهدف الذي حررهم بدليل أن مردود “الخضر“ تحسّن بعد معادلة النتيجة. انخفاض المستوى في الوقت الإضافي تميّز الوقت الإضافي بانخفاض في مستوى اللعب حيث أثر الإرهاق كثيرا على لاعبي الفريقين، ودفع تراجع مستوى اللعب الجماهير السودانية التي تابعت المباراة إلى الصمت لكنها فضلت متابعة سلسلة الركلات الترجيحية لمعرفة من سينشط النهائي.