عادل هرماش، لاعب المنتخب المغربي، سيكون ضمن سفرية أسود الأطلس إلى الجزائر لإجراء المقابلة المرتقبة أمام منتخبنا الوطني.. وعلى الرغم من أنه لعب 8 مباريات رسمية مع منتخب بلاده فقط إلا أنه يعتبر من العناصر الأساسية ويشغل منصب وسط ميدان دفاعي، ناهيك عن أنه قائد نادي “لانس“ الفرنسي. ويتمتع هرماش بقذفات قوية وغالبا ما سجل أهدافا بتسديدات من بعيد مع ناديه، وقد جمعنا معه هذا الحوار الذي تطرقنا فيه إلى لقاء عنابة يوم 27 مارس وتحضيرات المغاربة لهذا الموعد المرتقب... كيف تحضرون للقاء يوم 27 مارس أمام الجزائر؟ مثل أي لقاء، بجدية وصرامة كبيرتين ولكن من دون إضافة أي ضغط على عاتقنا. لا يمكننا أن نصدقك لأن التحضير لمباراة من هذا الحجم قبل أيام فقط لا يمكن أن يكون عاديا... (يضحك)، لا ليس هذا ما كنت أقصده أو أقلل من قيمة الفريق المنافس، ندرك جميعنا بأن هذا اللقاء كبير ومهم للغاية بالنسبة للجزائر ونفس الشيء بالنسبة لنا في المغرب، هذا اللقاء عبارة عن داربي مغاربي ويجب أن يكون مثيرا وساخنا من كل النواحي والجميع يعرف هذا، ولكن هذا لا يعني حتمية فرض ضغط إضافي علينا، يجب الالتزام بالهدوء وعدم تضخيم الأمور، مباراة عنابة ستلعب في لقاء بأكشاك مغلقة ومدرجات مكتظة عن آخرها وما لا شك فيه أن الحماس سيكون شديدا والأجواء ساخنة، لقد قالوا لي إن الملعب يمكنه أن يحتضن 80 ألف متفرج ولكنني أدرك جيدا بأنه لو يستطع احتضان أكثر فإن كل الجزائريين سيتنقلون من أجل مساندة منتخب بلادهم وهو نفس الأمر بالنسبة لنا في المغرب، نحن جميعنا نعشق كرة القدم حتى النخاع ويجب فقط أن يكون هناك النظام والأمن حتى يسري كل شيء على أحسن ما يرام. وماذا يقول لك أصدقاؤك الجزائريون في فرنسا؟ بالنظر إلى الحساسية الموجودة بين البلدين فمن الطبيعي أن اللقاء قد انطلق منذ مدة حتى من هنا في فرنسا، وعلى الرغم من ابتعادنا عن أرض الوطن إلا أن البعض لا يزال متعصبا، فالبعض قال لي إنه سيتم الحسم في قضية الصحراء على الميدان في لقاء 27 مارس لكن هذا أمر غير معقول وأين سنذهب بهذه الطريقة في التفكير، من المخزي أن تصل الأمور إلى هذا الحد فالجزائريون إخواننا ونحن جيران وتربطنا عدة أمور، وحتى في فرنسا نعيش مع بعض ونتقاسم كل شيء وليس بسبب أننا سنلعب لقاء رسميا في كرة القدم ننزل إلى الحضيض ونؤذي بعضنا البعض ثم نندم على ذلك فيما بعد... هذا غير معقول. من الجيد الدعوة إلى التهدئة وكلنا متفقون مع هذه الطريقة في التفكير، حدثنا عن الأجواء السائدة لدى الأشقاء المغربيين في الضواحي الفرنسية. الكل متفق على التهدئة وعلى عدم تضخيم الأمور، وحتى إن حدثت تجاوزات فلست متخوفا من الانزلاقات في الجزائر أو في المغرب بل هنا في فرنسا، أتخوف من أن تحدث تجاوزات قد لا تحمد عقباها بالنظر إلى العدد الكبير من الجاليتين وبذلك فأنا أتخوف من الانزلاقات بين المغتربين في فرنسا أكثر منها في بلدينا. ما الذي جعلك تقول هذا؟ المباراة ستُلعب كيفما كان الحال ومن دون شك أنه سيكون فريق فائز وآخر منهزم، ففي حال فازت الجزائر فإن الجزائريين سيخرجون للاحتفال وإطلاق رنين سياراتهم في عديد الضواحي هنا بفرنسا وهذا أمر طبيعي من أجل نرفزة نظرائهم المغاربة، ونفس الشيء في حال تمكننا من تحقيق الفوز عليكم، وفي حال التعادل فإن ردود الأفعال ستكون مختلفة من الجانبين، أنا متأكد من كل ما أقوله لأنه من عاداتنا الخروج للاحتفال عقب أي فوز أو إنجاز مهم، وهذا ما يجعل إمكانية حدوث انزلاقات واردة في ضواحي فرنسا، ما أتمناه هو أن تتقبل الجماهير التي ينهزم منتخب بلادها الأمر بكل روح رياضية وتتذكر بأن الأمر يتعلق بمباراة في كرة القدم لا أكثر ولا أقل وليس معركة مثلما يعتقده البعض. هل لديك بعض الأصدقاء من المنتخب الجزائري؟ لا ليس بالتحديد، فهم ليسوا بالأصدقاء المقربين، أعرف نذير بلحاج الذي لعب من قبل في فرنسا ونحترم بعضنا البعض كثيرا ونفس الشيء بالنسبة لرياض بودبوز الذي ألتقيه مرارا في البطولة الفرنسية. أتحدثت مع بودبوز عن المواجهة؟ نعم تحدثنا عن ذلك، لكن لم نطل الكلام كثيرا حول هذا الموضوع لأنه لم يكن لدينا متسع من الوقت، قال لي بودبوز مازحا وبدون عداء ستكون مواجهة ساخنة بعنابة، وأنا أوافقه الرأي، ففي الجزائر والمغرب وفرنسا في المنازل والمقاهي والأحياء لاشك أن كل واحد سيعيش هذه المباراة على الأعصاب لأنها مواجهة تاريخية وكل طرف فيها سيسعى جاهدا للتألق والتفوق على الآخر... أرى أن هذا التنافس طبيعي للغاية لأن المباراة تتحلى بطابع “الداربي” وعادي جدا أن يكون التنافس قويا فيه وفي مستوى كل التطلعات، ففي فرنسا لو لعب الكلاسيكو بين مارسيليا وباريس سان جيرمان في نفس توقيت “داربي” الجزائر والمغرب أنا متأكد من أن نسبة المتابعة ستعود للداربي المغاربي أكثر لأن كل الأنظار ستتجه نحو هذه المباراة ساعة انطلاقها. هذا سيدفع الشعبين لتوخي الحذر من حدوث انزلاقات، أليس كذلك؟ أكيد أننا جميعا لا نريد حدوث انزلاقات، فالعديد من الأجانب سيتابعون هذا “الداربي” الذي سيجمع بين منتخبين جارين ولاشك أن العديد منهم سيستغل الفرصة إذا حدثت صراعات بين الطرفين لربط ذلك مع الصور السيئة التي رسموها عنا نحن المغاربة خاصة هنا في فرنسا، كما أن البعض سيفرح كثيرا إذا حدث صراع بيننا لأننا سنعطيهم دليلا على أن ما يقولونه عنا صحيح، لذلك أقولها وأكررها وأحث المناصرين من الطرفين على توخي الحذر من حدوث أي انزلاقات. لأي منطقة فرنسية تنتمي؟ أنا من مدينة نيم، وفي المغرب أنا من رباط صالي، في نيم عدد المغاربة أكثر من الجزائريين فإذا اعتمدنا على النسبة يمكن القول إن 60 % مغربيون والنسبة الباقية من الجزائريين، أتمنى أن يبقى التنافس في نطاقه الرياضي وأن لا تتطور الأمور إلى مناوشات لأنه من غير المعقول أن يحدث ذلك بسبب مواجهة في كرة القدم، أنا أطالب الطرفين باحترام بعضهما كي نجعل من هذا “الداربي” عرسا في كرة القدم. من جهة الجزائريين لا أحد يستفز المغربيين مثلما يفعله المدرب إيريك ڤيريتس في الآونة الأخيرة؟ لماذا؟ ما الذي قاله المدرب بخصوص الجزائريين؟ لم يسئ الحديث، لكنه يرسل إشارات من حين لآخر ويُكرّر دائما أن الضغط سيكون على الجزائريين، وفي حالة الخسارة سيقصون، في حين بن شيخة لم يقل أي شيء من هذا القبيل، وهذا ما لم يستحسنه الكثير من الجزائريين. نعم فهمت قصدك، لكنني من جهة أشاطر المدرب ڤيريتس الرأي لأنه محق عندما قال إن الضغط سيكون على الجزائريين وذلك لأن المنتخب الجزائري متواجد في مؤخرة الترتيب وفي حال الخسارة فسيقصى لا محالة، إنها الحقيقة والجزائريون سيدخلون في المباراة بقوة وكان سيكون الأمر مماثلا حتى لو واجهتم بوتسوانا مع تعثر يجب تداركه، وكان سيكون الأمر نفسه بالنسبة لنا لو جاء المنتخب الجزائري ليواجهنا في المغرب وكنا قد تعثرنا سابقا أمام إفريقيا الوسطى وتانزانيا، كما أنني متأكد إن لم يتمكن اللاعبون الجزائريون من التسجيل في ال 20 دقيقة الأولى فإن الجمهور العنابي سيفقد صبره وينقلب ضد منتخبه ويناصرنا. إذن أنتم تنتظرون أن يحدث هذا... لا، لأننا ولحسن حظنا نملك منتخبا قويا ومتضامنا يضم العديد من العناصر الممتازة القادرة على صنع الفارق ومنح الإضافة في الميدان، لكنني أعلم أنه في البلدان المغاربية الجماهير تنقلب على منتخباتها في حال ما إذا لم تتمكن من التسجيل والسيطرة على زمام الأمور وتصبح تناصر المنتخب الزائر والمنافس، لقد عشنا هذه الأجواء سابقا في المغرب خلال المواجهة التي انهزمنا فيها أمام الغابون بنتيجة هدفين مقابل هدف لحساب تصفيات المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم 2012، وذلك ما أثر علينا كثيرا خاصة وأن الجمهور المغربي صفر علينا وناصر بقوة منافسنا وكأن المواجهة كانت تلعب في قواعده، هذا داخل ضمن ثقافة بلدينا ولا يمكننا أن نغير الأمور. الظاهر أن هناك خلافات بين الحمداوي وڤيريتس الذي لم يستدعه حتى بعد تعرض حاجي للإصابة، أليس كذلك؟ لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال لأنني لست المدرب وإذا أردتم سأزودكم برقم هاتف ڤيريتس ليكشف لكم أسباب عدم استدعائه للحمداوي، لكنني متأكد من أن المدرب لديه مبرراته الخاصة في عدم استدعاء الحمداوي، وبصراحة لا أعلم الكثير عن هذه القضية والشيء الوحيد الذي أعلمه هو أنني تلقيت استدعائي وسأكون حاضرا يوم 27 مارس بعنابة ويجب أن أحضر جيدا للدفاع عن الألوان الوطنية. ألا تخافون أن يعلق المناصرون الجزائريون رايات البوليزاريو في الملعب وأن تطغى الكراهية على مواجهة العودة؟ أكيد أن مخاطر تحريض السياسيين الموجودين في الجزائر أو في المغرب واردة ومن غير اللائق أن يسعى هؤلاء لتسوية حساباتهم وخلافاتهم على حساب اللاعبين والمنتخبين، فالتنافس يجب أن ينحصر في إطاره الرياضي ويجب أن لا يخرج عن نطاقه، على المناصرين عدم منح الفرصة لبعض الأطراف التي لا علاقة لها بكرة القدم لتحريضهم، إنه لمن المؤسف جدا أن يستقبلنا الجزائريون برايات وأعلام البوليزاريو. ما الذي قدمه لكم إيريك ڤيريتس منذ التحاقه بتشكيلة أسود الأطلس؟ لقد قدم نفسا جديدا لتشكيلتنا منذ التحاقه، لكنه مطالب بالتأكيد على ذلك في المواجهات المقبلة، كما أنه قدم لنا خبرته وعقليته القوية، ومن لا يريد أن يكون ڤيريتس مدربا له؟ لكن سواء في المغرب أو في الجزائر أي نتيجة سلبية تتسبب في انقلاب الجمهور على أي مدرب مهما كانت سمعته وخبرته، حيث يتعرض لانتقادات لاذعة لخياراته وخططه التكتيكية، نحن المغاربة لا نصبر كثيرا وهذا هو طبعنا لا يمكننا تغييره. هل من كلمة أخيرة؟ أناشد وأطالب الجماهير الجزائرية والمغربية بأن تتحلى بالروح الرياضية العالية سواء في مواجهة الذهاب في الجزائر أو في الإياب بالمغرب، أتمنى أن لا تحدث أي انزلاقات بين الطرفين وأن يكون هذا “الداربي” عرسا كرويا حقيقيا في كرة القدم يجمع بين منتخبين شقيقين حتى لا نترك أي فرصة للذين يحاولون تشويه سمعتنا خاصة مع كل الذي يحدث مؤخرا في الوطن العربي، إنها قضية شرف أولا ويجب أن نظهر بأحسن صورة لنربح الاحترام والتقدير ونعطي صورة جميلة عن بلدينا. ----------------------------------- هرماش: “أصدقاء جزائريون أكدوا لي أنه كان الأفضل لنا اللعب في البليدة” بعد انتهائنا من محاورة لاعب المنتخب المغربي عادل هرماش، استفسرنا عن ملعب عنابة الذي سيحتضن اللقاء المقبل وكذا عن الأجواء التي من المنتظر أن تسود، فقال: “لدي بعض الأصدقاء الجزائريين وأصولهم بالضبط من سطيف، لقد أكدوا لي بأنه كان من الأفضل بالنسبة لنا اللعب في البليدة بدل ملعب عنابة بالنظر إلى الأجواء التي يصنعها الأنصار، وحسب المعلومات التي بحوزتي فإن أنصار عنابة يلقبون ب الهوليڤانز وهذا يعني كل شيء... أتمنى أن يجري اللقاء في روح رياضية بين الأشقاء”. “من الجيّد لنا أن حليش لن يلعب“ ومن جهة أخرى، لم يخف عادل هرماش ارتياحه بعدما علم بأن مدافعنا الدولي رفيق حليش لن يكون معنيا بالمشاركة في لقاء 27 مارس بسبب خيارات المدرب بن شيخة، فقال: “من الجيد لنا أن حليش لن يلعب أمامنا فهو مدافع قوي ويملك إمكانات كبيرة واكتسب الخبرة، أتخيل مدى صعوبة المهمة في ظل تواجده إلى جانب بوڤرة وعنتر يحيى، لكن لا أفهم لماذا لا يشارك مع فولهام فأنا شخصيا معجب كثيرا بطريقة لعبه”.