رغم حرص منتخب أوروجواي لكرة القدم على الفوز بلقب بطولة كأس القارات التي يستهل الفريق مسيرته فيها بلقاء نظيره الأسباني غدا الأحد ، يصر منتخب أوروغواي على استمرار تركيزه في الهدف الأبرز له وهو العودة للظهور في كأس العالم والتأهل لمونديال 2014 بالبرازيل وإذا فشل الفريق في بلوغ نهائيات كأس العالم المقررة في البرازيل منتصف العام المقبل ، ستكون صدمة وكارثة قومية بالفعل خاصة وأن البطولة ستقام في جارتها البرازيل. كما لا تزال جماهير أوروجواي تتذكر أن فريقها لم ينجح في بلوغ نهائيات كأس العالم التي استضافتها جارتها الأخرى الأرجنتين عام 1978 . كما سيكون هدم التأهل لمونديال 2014 بالبرازيل بمثابة الخيانمة لتاريخ منتخب أوروجواي وأعظم إنجازات الفريق عندما توج بلقب المونديال في 1950 بالبرازيل بعد التغلب على أصحاب الأرض في المباراة النهائية التي أقيمت باستاد "ماراكانا" العريق في ريو دي جانيرو. وكتب منتخب أوروجواي (السماوي) في هذه البطولة أهم الصفحات في تاريخ أمجاده حيث تغلب على المنتخب البرازيلي 2/1 في النهائي ليتوج بلقبه العالمي الثاني بعدما توج بلقبه الأول على ملعبه عندما استضافت بلاده فعاليات بطولة كأس العالم الأولى عام 1930 . وأصبحت الوسيلة الوحيدة لاستعادة ذكريات هذا المجد هي بلوغ نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل لأن منتخب أوروجواي حقق العديد من الإنجازات على مدار 63 عاما أعقبت هذا الإنجاز التاريخ ولكن أيا من هذه الإنجازات لم يرق لمستوى خوض النهائي في 1950 . وما زال نهائي 1950 حاضرا في ذاكرة جماهير الفريق ولذلك أبدت وسائل الإعلام ، على هامش مباراة الفريق الحاسمة التي فاز فيها على مضيفه الفنزويلي 1/0 يوم الثلاثاء الماضي في إطار التصفيات المؤهلة للمونديال ، اهتماما كبيرا بالنجم السابق ألسيديس إدجاردو جيجيا الذي أصبح النجم الوحيد الباقي من الجيل الفائز بلقب مونديال 1950 . وسجل جيجيا الهدف الثاني لمنتخب أوروجواي في نهائي 1950 ليكون الهدف الأغلى في حياته. ورغم بلوغه السادسة والثمانين من عمره ، لا يزال جيجيا يناشد وينصح ويبدي توجيهاته. وأكد النجم السابق أن الجيل الحالي لمنتخب أوروغواي لديه بعض الصفات التي ورثها من جيل 1950 الذي كان الجيل الذهبي لأوروجواي وترك بصمة واضحة على ساحة كرة القدم العالمية في النصف الأول من القرن الماضي. وإذا فشل السماوي في حجز مكانه بمونديال 2014 ، ستكون نهاية دورة للفريق بدأت في 2006 منذ أن تولى المدرب أوسكار تاباريز قيادة الفريق ليحرز معه المركز الرابع في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ثم يتوج معه بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2011) بالأرجنتين. وتواجه محاولات السماوي لاستعادة أمجاد الجيل الذهبي صعوبات كبيرة حاليا حيث تراجع أداء الفريق بشكل هائل في 2012 والنصف الأول من العام الحالي. ويأمل الفريق في تحويل حماسه الشديد حاليا إلى وسيلة لاستعادة الاتزان والعروض القوية في كأس القارات خاصة وأن الفريق يعتمد على نفس مجموعة اللاعبين الذين حققوا إنجاز مونديال 2010 وكوبا أمريكا 2011 . ويستهل السماوي مسيرته في كأس القارات غدا بأصعب مواجهة ممكنة حيث يلتقي نظيره الأسباني بطل العالم وأوروبا قبل أن يستكمل مسيرته في المجموعة بمباراتين أقل قوة وصعوبة أمام نيجيريا بطل أفريقيا وتاهيتي بطل اتحاد أوقيانوسية. ولكن المباراة الأكثر أهمية للفريق ستكون في سبتمبر المقبل عندما يستأنف مسيرته في تصفيات المونديال حيث يحل ضيفا على منتخب بيرو في العاصمة ليما وهي أولى المباريات الأربع الباقية للفريق في التصفيات والتي ستحصم موقفه من بلوغ النهائيات. وفي المباريات الثلاث التالية ، يستضيف منتخب أوروجواي نظيره الكولومبي في العاصمة مونتفيديو ثم يحل ضيفا على نظيره الإكوادوري في كيتو ثم يستضيف المنتخب الأرجنتيني القوي في مونتفيديو أيضا. وقال تاباريز "في كرة القدم ، ما يهم هو النتائج. طالما ظل الأمل باقيا ، سنواصل الكفاح على كل شيء". ويتميز منتخب أوروجواي بالقدرة على اجتياز مثل هذه المواقف الصعبة حيث سبق له أن أحرز المركز الرابع في مونديال 2010 رغم أنه وصل للنهائيات من الباب الضيق وعبر الفوز على نظيره الكوستاريكي في الدور الفاصل على بطاقة التأهل بعدما أنهى تصفيات أمريكا الجنوبية في المركز الخامس. ويحتل الفريق نفس المركز حاليا في جدول تصفيات مونديال 2014 وذلك برصيد 16 نقطة متساويا مع فنزويلا وإن تفوق منتخب أوروجواي بفارق الأهداف. وإذا أنهى الفريق التصفيات في نفس المركز ، سيكون عليه أن يخوض الدور الفاصل هذه المرة أمام أحد المنتخبات الأسيوية. ولكن الفوز بلقب كأس القارات أو تقديم عروض قوية في البطولة سيكون أفضل دافع للفريق قبل استكمال مسيرته في التصفيات.