نجح مهدي مصطفى في إحداث المفاجأة سهرة أول أمس بعودته رفقة ناديه أجاكسيو بنقطة التعادل من الخرجة التي قادته إلى ملعب "حديقة الأمراء"، أين واجه مع رفاقه نجوم باريس سان جرمان بطل فرنسا في إطار الجولة الثانية من الدوري الفرنسي، وشهدت المباراة التي انتهت بنتيجة التعادل الإيجابي (1-1) مشاركة الدولي الجزائري في كامل أطوارها، وساهم لاعب أولمبيك نيم السابق في تحقيق ناديه نتيجة إيجابية بتمريره كرة حاسمة لزميله بونوا بيدريتي الذي سجل هدف التقدم للفريق الكورسيكي في (د9)، قبل أن يعدل الدولي الأوروغواياني إيدنسون كافاني النتيجة لرفاق إبراهيموفتش في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء. شارك وسط ميدان هجومي مرة أخرى كلف المدرب رافانيلي مصطفى مجددا بشغل منصب الجناح الأيمن للمرة الثانية على التوالي، بعد مشاركته في ذات المنصب خلال مباراة الجولة الافتتاحية أمام سانت إيتيان، وفضل المدرب الإيطالي الإبقاء عليه في مركزه الجديد، عوض إعادة دمجه في محور وسط الميدان الذي كان مكونا من جين باتيست بيرازي، بول لاسني وبونوا بيدريتي، ورغم عدم تعوده على القيام بهذا الدور، إلا أن مصطفى حاول تقديم الإضافة لفريقه من الناحية الهجومية، وأحسن فعل ذلك بتقديم كرة الهدف الوحيد لفريقه في المباراة، دون نسيانه رجوعه الدائم إلى الخلف من أجل مساندة رفاقه دفاعيا في ظل الضغط الهجومي الباريسي الذي لم ينقطع طيلة أطوار اللقاء. قتاليته نالت إشادة كل المتابعين رغم أن النصيب الأكبر من الإشادة ذهب صوب الحارس المكسيكي غييارمو أوشوا الذي ساهم بشكل كبير في عودة رفاق مصطفى بنقطة التعادل بصده لعدد هائل من محاولات النادي الباريسي، إلا أن الدولي الجزائري نال هو الآخر ثناء وإشادة المواقع الفرنسية المتخصصة، حيث وصفه موقع "فوت ميركاتو" في مقال تحليلي للمباراة بالمقاتل الشرس الذي لا يكل ولا يمل، كما نوه موقع "ماكسي فوت" هو الآخر بفدائيته فوق الميدان، خصوصا أن أدواره الهجومية لم تمنعه من القيام بمهام الدفاعية المعتادة في وسط الميدان، والتي كللت باسترجاعه ل 5 كرات من الفريق الباريسي. ڤديورة تابع اللقاء وشجعه من المدرجات عرفت المواجهة تواجد عدلان ڤديورة بمدرجات ملعب "حديقة الأمراء"، حيث فضل اللاعب الدولي الجزائري مشاهدة فريقه المفضل البياسجي عن قرب بمناسبة زيارة عائلته في مدينة تافيرني الواقعة بضواحي العاصمة باريس، أين يقضي عطلة قصيرة قبل العودة إلى إنجلترا واستئناف التدريبات مع فريقه، ولم يخف متوسط ميدان نوتينغهام فوريست مساندته لمواطنه مصطفى وصديقه رونالد زوبار، إذ التقط صورة مباشرة من الملعب ونشراها عبر حسابهما الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "توتير"، وعلق عليها قائلا: "هنا باريس! لكنني أساند مهدي مصطفى ورونالد زوبار بالطبع". --------------- مهدي مصطفى: تمكنتم من إيقاف "باريس سان جيرمان" بكل نجومه خلال مواجهة قوية في ثاني خرجة لكم في "الليغ1" هذا الموسم، ما تعليقك عن هذه النتيجة المميزة؟ أعتقد أن الأمور كانت جيدة بالنسبة لنا من الجانبين الفردي والجماعي، وأن التعادل المحقق في "حديقة الأمراء" مستحق، لأننا قدمنا مستوى مقبولا للغاية في هذه المواجهة، رغم أني أعترف أن الحظ والفاعلية كانا بجانبنا، وعلى العموم هو لقاء جيد قدمناه أمام فريق قوي. تلقيتم هدف التعادل في الدقائق الأخيرة من المباراة وهو ما يعتبر مؤسفا، حيث مررتم جانبا من فوز كبير ومهم، ألا تعتقد ذلك؟ هذا أكيد، ولكن يجب أن نكون قنوعين، ومن المؤكد أنه هذا الموسم قليل من الأندية التي ستتمكن من إيقاف "بي. أس. جي" وفي عقر داره، هذا الفريق ليس متوسطا أو يلعب أدوارا ثانوية في البطولة، بل هو المرشح الأول لنيل لقب البطولة هذا الموسم، وبالتالي النقطة التي عدنا بها تبقى أمرا جيدا بالنسبة لفريقنا. لما تلعب أمام أسماء مثل إبراهيموفيتش، كافاني، باستوري، لافيتزي... هل يمكن أن تتجاهل أنك تواجه وحوشا في عالم الكرة؟ بكل صراحة لا يمكن أن نتجاهل أننا نلعب أمام نجوم راقية من طبقة عالمية، ولا يجب أن نكذب على أنفسنا فمواجهة نجوم مثل الذين يملكهم "بي. أس. جي" يعتبر في حد ذاته حافزا معنويا لأي لاعب من أجل تقديم أحسن ما عنده على الميدان، "باريس سان جيرمان" فريق غير عادي وهو مجرة للنجوم في الآونة الأخيرة. لقد شاهدنا أنك قدمت مواجهة قوية ولعبت بكل راحة في الوسط وقمت بمراقبة لاعبي الوسط والمهاجمين بشكل عادي، ما الذي يمكن أن تقوله لنا عن حالتك البدنية؟ أنا في حالة جيدة خلال بداية هذا الموسم، ويمكن القول إني قمت بتحضيرات جيدة على الطريقة الإيطالية، تحت قيادة الطاقم الفني وأنتم تعرفون "فابريزي رافانيلي" وتعرفون طريقة عمله وعمل الإيطاليين من الجانب البدني، فالأمور جادة للغاية خلال التدريبات، بالنسبة لي أنا أتعامل كما ينبغي مع هذا العمل البدني المكثف وتأقلمت معه كما يجب، وأتمنى أن تسير الأمور نحو الأحسن. المدربون يتغيرون دوما في "أجاكسيو"، لكنك دائما موجود في التشكيلة الأساسية للفريق، ما السّر في ذلك؟ لا يوجد أي سرّ معيّن، فقط أعمل بجدية كبيرة حتى يكون مستواي ثابتا وأقدم أفضل ما لدي في كل مباراة لأستحق مكانتي الأساسية، كما أعترف أيضا بأن تعدد مناصبي سمح لي بأن أتأقلم مع كل وضعيات اللعب المختلفة. النجم السّابق للمنتخب الإيطالي "رافانيلي" هو مدربك الحالي، هل يمكنك أن تحدثنا عن طريقة عمله؟ بصراحة، إنه يذكرني كثيرا بطريقة عمل المدرب وحيد حليلوزيتش، "رافانيلي" مدرب صارم مثلما يفعله معنا حليلوزيتش في المنتخب، في كل مرة يجتمع بنا ليخاطبنا كما أنه لا يترك أي تفاصيل صغيرة تمر عليه، نعمل كثيرا من الناحيتين البدنية والتكتيكية. لنتحدث عن مستقبلك، سمعنا بأنك في مفاوضات مستمرة مع مسيري فريقك "أجاكسيو"، هل جددت عقدك؟ لا ليس بعد، في "أجاكسيو" يتمنون أن أجدد عقدي لكن إلى غاية الآن لازلنا في المفاوضات. وهل أنت مهتم بمواصلة مشوارك، أم ترغب في تغيير الأجواء؟ أنا حاليا أفكر، كما أن "أجاكسيو" ليس فريقا سيئا، هنا أعرف محيط الفريق جيدا وأعرف ما أطمح إليه ونحن الآن على بعد أقل من سنة واحدة عن نهائيات كأس العالم، لذلك لا أريد أن أتنقل إلى فريق تكون فيه آمال مشاركتي ضئيلة، لذلك أفضل البقاء مع فريق يمنحني مدة لعب أطول حتى أدافع عن لقبي كلاعب دولي. إذن، مستقبلك الكروي مرتبط أساسا بالمشاركة في كأس العالم المقبلة... نعم هذا صحيح، خاصة وأن حليلوزيتش أعلمنا بأنه سيعتمد على اللاعبين الأكثر مشاركة مع أنديتهم، ونحن نعرف عندما يتحدث حليلوزيتش فإن كلامه ليس مجرد حديث في الهواء فقط، وإنما علينا أن نأخذ نصائحه بجدية. هل يمكنك أن تحدثنا عن زميلك الجديد سليم عراش؟ صراحة لسنا أصدقاء بعد، صحيح أننا نلتقي من حين لآخر فوق الميدان، وأنا بصدد اكتشافه مع مرور الوقت، وفي كل مرة أتحدث معه يحكي لي عن تجربته مع المنتخب الوطني، وما اكتشفته في سليم أنه شخص طيب للغاية. ما الذي قاله لك بالضبط عن المنتخب؟ يقول لي دوما أن الأمور تطورت على مستوى المنتخب الوطني، وقال لي أنه خلال تجربته مع "الخضر" كل شيء كان مختلفا عن ما هو الآن. في أجاكسيو احتفظوا به بعد فترة تجارب طويلة، هل ترى أنه قادر على فرض نفسه؟ أعتقد أنه كشف عن مؤهلات فنية كبيرة، وفي رأيي الشخصي أنه قادر على فرض نفسه، وما دام أن مدربنا "رافانيلي" قرر الإحتفاظ به فذلك لأنه يمتلك مؤهلات كبيرة، صحيح أنه لم يتدرب ولم يلعب منذ فترة طويلة، لكنه بالعمل الذي أجراه معنا إن شاء الله سيتمكن من فرض نفسه ولعب أول مباراة له معنا. لنعد لتعادل مباراة المنتخب الوطني أمام غينيا، هل من تعليق؟ أدينا شوطا أوّلا لا بأس به رغم أن هناك عدة أمور لابد أن نعيد النظر فيها، وكان هناك بعض التراخي والتراجع في المرحلة الثانية فدفعنا ثمنه غاليا، وعلى كل حال، الأمر يتعلق بلقاء ودي لا أكثر ولا أقل، ومثل هذه التعثرات مفيدة لنا أحيانا كي نعيد ترتيب أمورنا ونحقق أهدافنا فيما بعد. كيف تفسر ذلك التراجع والتراخي؟ يعود لعدة أسباب، المدرب أراد أن يجرب نظاما تكتيكيا جديدا لكنه لم ينجح، لكن المسؤولية لا تقع على "حليلوزيتش" لوحده، بل أن الخطأ خطأنا أيضا لأننا لم نتعوّد على تلك الوضعية فوق الميدان لا سيما في المرحلة الثانية. كيف كانت حالته عقب نهاية اللقاء وما قاله؟ كان متأثرا ومحبطا للتعادل وقال أنه المسؤول عن التعثر، نحن نعرفه جيدا وفي كل مرة يحمي لاعبيه بمثل هذه الأمور، هو يحمل لنفسه الخسارة والتعادل دوما، لكننا فهمنا رسالته لأننا ندرك أننا مسؤولون أيضا، لأننا نحن من يقرر فوق الميدان وكان بإمكاننا تفادي ذلك "السيناريو". وما هي النصائح التي قدمت لكم عقب المباراة؟ ككلّ مرّة، العمل وثم العمل مع فرقنا كي نكون جاهزين للقاء مالي. ما هو الدرس الذي استخلصتموه من هذا التعثر؟ التعثر الأخير الذي سجلناه أمام منتخب غينيا سيفيدنا كثيرا، وأمر جيد أنه كان في لقاء ودي تحضيري، لقد فكرنا كثيرا في الأمر ونعلم حاليا أنه إن أردنا التأهل إلى المونديال فعلينا مضاعفة الجهود وتحضير أنفسنا جيدا لأن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق. يرى الكثير من المتتبعين أنك ظهرت بوجه قوي في المرحلة الأولى التي لعبتها وخروجك أثر كثيرا على مردود المنتخب في وسط الميدان الدفاعي، هل من كلمة؟ لقد وجدت راحتي كثيرا في وسط الميدان خاصة مع تواجد مهدي لحسن وڤديورة اللذين سهلا لي المهمة أيضا، وفيما يخص مردودي الفردي فلا أحب الحكم على نفسي وإنما أترك ذلك للتقنين والخبراء. ما تقييمك لمردود خوالد الذي دفع به الناخب الوطني على الجهة اليمنى من الدفاع رغم أن منصبه الأصلي في المحور؟ ناصر (يقصد خوالد) قدم مباراة في المستوى وظهر بوجه جيد وفرحت كثيرا له، لاشك أن عائلته فخورة به أيضا، كما أنه يملك إمكانات كبيرة وأتمنى له التوفيق في مشواره. ألست خائفا على مكانتك في التشكيلة؟ لا لست خائفا، المنافسة مشروعة وموجودة في جميع الأندية والمنتخبات، المنتخب الذي أصبح ثريا في جميع المناصب ليس ملك أحد مثلما قال الناخب الوطني حليلوزيتش ومن يكن أكثر جاهزية وقادرا على تقديم الإضافة هو من سيلعب. حدثنا عن الطريقة التي استقبلتم بها الوافد الجديد بلفوضيل. أظن أنه عليكم التوجه إليه وطرح سؤال له عن كيفية استقبالنا له، كل ما يمكنني قوله لكم حاليا هو إننا استقبل بلفوضيل بطريقة جيدة وسعينا جميعا لدمجه بسرعة معنا حتى يجد راحته. وكيف وجدتموه؟ بلفوضيل شخص متحفظ للغاية، لكنه ومع ذلك اندمج معنا بسرعة، كما أنه بسيط رغم أنه مهاجم في صفوف الإنتير"، ومن ناحية اللعب فيملك إمكانات فنية كبيرة ومتأكد بأنه سيمنح الإضافة للمنتخب. في الأخير، متى ستزور عائلتك التي تنتظرك بالقرب من مدينة مازونة ومستغانم؟ اسمحوا لي أن ألقي التحية على سكان مستغانم ومازونة، في كل مرة أعدهم بالمجيء لكن "الله غالب" طبيعة عملي والمباريات التي ألعبها مع المنتخب وفريقي أيضا لا تسمح لي بذلك، الكثير من الأشخاص يستفسرون جدي عن موعد قدومي وأقول له إنني سآتي قريبا إن شاء الله.