في الساعات الأخيرة لإعلان إسم الفائز بشرف تنظيم الألعاب الأولمبية 2020 تقوم مدن إسطنبول وطوكيو ومدريد بجميع المحاولات للفوز بشرف هذا التنظيم... البعض لا يبدو عليه النوم جيدا ، وآخرون وجوههم تحمل ابتسامة جامدة ، والكل تقريبا متوترون. وفود المدن الثلاث المرشحة تعمل برغبة حديدية من أجل إقناع 98 عضوا يمكنهم التصويت ، وإن كان من المتوقع أن يصوت 95 منهم فحسب. وتساهم المرحلة الأخيرة من الشتاء الأرجنتيني بدور في مهمة إقناع الأعضاء ، لأن الجو بارد إلى حد كبير والرياح عاصفة بشكل لا يسمح بالتجوال كثيرا في المناطق المحيطة بريو دي لابلاتا. لذا يقضي الكثير من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية أمسياتهم في البهو المضيء لفندق الإقامة ، ما يحولهم دون شك إلى مطمع أمام جيش العلاقات العامة للمدن الثلاث. يمكن القول إنهم أبطال "للوبي الأكبر"، في الجهد النهائي بعد عامين من الدبلوماسية الرياضية التي لا تتوقف في جميع جنبات الأرض. والسباق على استضافة دورة 2020 ، والذي ينتهي السبت في الخامسة مساء تقريبا بالتوقيت المحلي /2000 بتوقيت غرينيتش، لن يكون هو الوحيد ، فإلى جواره هناك صراع آخر بين ستة مرشحين على منصب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ، سيحسم يوم الثلاثاء ، فضلا عن منافسة بين البيسبول/السوفتبول والمصارعة والاسكواش على نيل شرف التحول إلى رياضة أولمبية مستمرة. لذا يبدو كل عضو في اللجنة الأولمبية الدولية جذابا مثل الدماء بالنسبة لمصاصي الدماء ، رغم أن الساعين وراء تحقيق "اللوبي" عليهم التحكم في أنفسهم وعدم القفز أبدا إلى رقاب "فرائسهم". فالعامل الأول للنجاح هنا هو حسن التصرف. ويوضح أليخاندرو بلانكو رئيس ملف ترشح مدريد لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "المفتاح يكمن في التقرب بأدب. يمكنني أن أخبره أنني أعرف بالفعل أننا تكلمنا 20 مرة في الموضوع ، لكن أطلب بأدب دقيقتين من أجل العودة للحديث". ويتفق البويرتوريكي ريتشارد كاريون ، الرجل الذي قد يحطم حلم رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية لدى الألماني توماس باخ ، مع الأسباني في هذا الرأي. ويقول المصرفي الكاريبي الممتلئ الجسد ل (د ب أ) "لا أريد أن أضع أحدا تحت ضغط. إذا ما تحدثت مع شخص فأنا لا أريد صنع لوبي. ففي حالة العكس ، لن يخبروك بالحقيقة. وسواء صدقتموني أم لا ، إنني شخص خجول". ويضيف كاريون مبتسما فكرة يتفق معه فيها كل زملائه: لا تصدق أبدا عضوا باللجنة الأولمبية الدولية بنسبة مئة بالمئة ، إذا ما أخبرك بعزمه التصويت بالإيجاب قبل تصويت ما: "لو كلهم قالوا الحقيقة فلن يكون لدينا أقل من 280 صوتا". ويضيف عضو آخر باللجنة الأولمبية الدولية ، المنظمة اللغز التي يتعايش بداخلها أعضاء يبدأون بألبرت أمير موناكو حتى رياضيين أفارقة متواضعين فضلا عن شيوخ عرب وأبطال أولمبيين: "إن ذلك كله بمثابة ضغط". وأوضح عضو مؤثر في اللجنة ل(د ب أ) "قبل أسبوعين ونصف الأسبوع من التصويت ، تلقيت في مكتبي اتصالا من داونينج ستريت وأخبروني أن بلير يرغب في التحدث إلي". ويضيف "في الاجتماع كان سباستيان كو حاضرا أيضا. تحدث بلير معي خلال 45 دقيقة. تحدثنا في كل شيء ، عن بلدينا ، عن التاريخ ، حكى لي عن قراراته الأصعب كرئيس للوزراء... تقريبا لم نتطرق إلى الدورة". وتابع "في سنغافورة أعطيت صوتي لمدريد ، وكنت عازما على الانتقال إلى باريس إذا ما خرجت مدريد مبكرا. لكن عندما حانت اللحظة قلت لنفسي: انظر ، سنصوت للندن. وفازت لندن بفارق طفيف للغاية".