عاد "ديكة" فرنسا بتعادل سلبي من تنقلهم إلى العاصمة الجورجية "تيبليسي" أمام المنتخب المحلي، وهو التعادل الذي رهن حظوظ تشكيلة المدرب ديديي ديشان في التأهل المباشر لتصفيات المونديال... وذلك بعدما ابتعد منافسهم الوحيد في المجموعة المنتخب الإسباني في صدارة الترتيب بفارق 3 نقاط عن الفرنسيين، عقب عودته بفوز ثمين من فنلندا وذلك على بعد مباراتين فقط من اختتام التصفيات الحالية، وهو الأمر الذي ينذر بأن المنتخب الفرنسي سيكون مجبرا على المرور عبر الدور الفاصل إذا ما أراد التواجد في المونديال القادم. الديكة لم يسجلوا أي هدف في آخر 5 مباريات ليست نتيجة التعادل في حد ذاتها هي المشكلة، ولو أن تعادل منتخب بحجم المنتخب الفرنسي وأرمادته من النجوم أمام منتخب جورجي مغمور لا يزال يتطلع لنفض غبار الماضي السوفياتي عن نفسه يبقى نتيجة سلبية جدا ل الديكة، وإنما المشكلة الأهم تتمثل في فشل المنتخب الفرنسي في تسجيل أي هدف في مبارياته الخمس الأخيرة، وهي كارثة بأتم معنى الكلمة خصوصا إذا ما عرفنا طينة النجوم الذين تضمهم تشكيلة المدرب ديشان، وفي مقدمتهم الجزائري الأصل كريم بن زيمة مهاجم ريال مدريد الإسباني الذي شكل هو وحده موضوعا شائكا جدا.
دفاعهم تلقى 5 أهداف وهجومهم لم يسجل أي هدف يبدو أن بن زيمة ليس هو المشكل في حد ذاته وإنما هو مجرد جزء من المشكل فقط، فليس اللاعب الجزائري الأصل وحده من كسر كل الأرقام في الصيام عن التهديف وإنما هجوم المنتخب الفرنسي قاطبة، فباحتساب التعادل السلبي الذي عاد به من جورجيا أول أمس يكون هجوم المنتخب الفرنسي قد فشل في تسجيل أي هدف له في آخر خمس مباريات لعبها، فإضافة إلى التعادل المسجل أمام جورجيا تعادل "الديكة" سلبيا أمام بلجيكا وديا الشهر الماضي، وقبلها خسروا وديا من البرازيل بثلاثية نظيفة والأوروغواي بهدف يتيم، كما خسروا قبل ذلك فوق ميدانهم على يد المنتخب الإسباني بهدف يتيم ضمن تصفيات المونديال.
بن زيمة لم يسجل منذ 1217 دقيقة، 13 مباراة و14 شهرا كتبت الدقائق 62 التي لعبها بن زيمة أمام المنتخب الجورجي قبل استبداله من المدرب ديشان بزميله أندري جينياك مهاجم أولمبيك مرسيليا، استمرارية في القطيعة غير المعلنة بين بن زيمة وشباك المنافسين مع المنتخب الفرنسي، إذ وبعد فشله مجددا في التهديف في مباراة سهرة أول أمس يكون المهاجم الجزائري الأصل قد جمع 1217 دقيقة متتالية من اللعب مع المنتخب الفرنسي دون تهديف، أي ما يتجاوز 20 ساعة من اللعب في 13 مباراة متتالية وبمدة 14 شهرا الأخيرة دون الوصول إلى شباك المنافسين، ليضع نفسه بذلك في وضعية لا يحسد عليها أمام النقاد والإعلام الفرنسيين.
الديكة مرشحون لتسجيل أسوأ حصيلة تهديفية في تاريخهم بات إخفاق زملاء بن زيمة في تسجيل أي هدف في الدقائق 22 الأولى من المواجهة المقبلة، والتي تنتظرهم خارج الديار أمام المنتخب البيلاروسي بعد غد الثلاثاء كافية لسقوط رقم قياسي سلبي في تاريخ كرة القدم الفرنسية، وإذا ما حدث ذلك فإنها ستكون المرة الأولى التي يعجز فيها المنتخب الفرنسي عن التهديف طيلة 500 دقيقة متتالية، وهي سابقة لم تحدث منذ الموسم 1924-1925، ولكن يبدو أن الهجوم الحالي للمنتخب الفرنسي وبتعادله أمام المنتخب الجورجي سقط في رقم سلبي آخر.
هجوم فرنسا ديشان أسوأ من هجوم فرنسا ميشال بصيامه مجددا عن التهديف حطم الهجوم الحالي للمنتخب الفرنسي رقم المنتخب الفرنسي لنهاية الثمانينات بقيادة المدرب هنري ميشال، والذي فشل في تسجيل أي هدف طيلة 406 دقائق من اللعب ما بين 28 جوان 1986 و29 أفريل 1987، وهو لقب سلبي يكون هجوم المدرب الحالي ديديي ديشان قد أعفى هجوم منتخب ميشال منه، في انتظار ما ستأتي به مباراة بيلاروسيا في مواجهة منتخب بيلاروسي يتذيل ترتيب المجموعة بدفاع تلقى 10 أهداف في 6 مباريات، فهل سيصمد أمام سلبية الهجوم الفرنسي؟
تطورات الحدث
مهدد بتضييع مكانته الأساسية مع المنتخب الفرنسي أداء بن زيمة يضعه في مرمى نيران الفرنسيين واصل الإعلام الفرنسي والنقاد الرياضيون وحتى بعض التقنيين والمدربين الفرنسيين حملتهم المضادة ل بن زيمة، مطالبين باستبعاده من تشكيلة المنتخب الفرنسي في الوقت الحالي بعد أن أضحى عاجزا عن تقديم الإضافة، وليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها اللاعب الجزائري الأصل للهجوم في فرنسا، فقد أضحى يعيش الوضع ذاته مع كل مباراة من المباريات الأخيرة التي خاضها بقميص الزرق.
حتى أنصار الريال انتقدوه بشدة في آخر مباراة له مع فريقهم يمر بن زيمة ببداية موسم صعبة جدا أين يتواجد في وضع حرج لا يحسد عليه، فحتى مع فريقه الإسباني ريال مدريد يعاني المهاجم الجزائري الأصل، إذ ورغم تسجيله هدفين في المباريات الثلاث التي لعبها رفقة فريقه بالدوري الإسباني في الموسم الجديد، إلا أن اللاعب أضحى ملاحقا بصافرات الاستهجان من لدن أنصار الريال، خصوصا في المباراة الأخيرة أمام أتلتيك بيلباو والتي لم يقنع فيها بن زيمة مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، والذي اضطر لإخراجه من الميدان في الدقيقة 73 تحت صافرات أنصار "الميرنغي" اللذين لم يهضموا أداءه المخيب في تلك المباراة.
الصحافة الفرنسية تدعو لإحالته على مقاعد البدلاء عادت الصحافة الفرنسية للحديث عن إمكانية استغناء المدرب ديشان عن خدمات بن زيمة وإحالته على مقاعد البدلاء أو ربما استبعاده تماما، وفي هذا الإطار أثار مقال صحفي فرنسي تساؤلا مفاده بأن المنتخب الفرنسي كان يحوز قبل نهائيات كأس أمم أوروبا الماضية صائفة العام 2012 على مهاجم واحد من المستوى العالي هو بن زيمة، أما حاليا -وفقا لذات المقال- فإن "الديكة" يمتلكون ثلاثة مهاجمين من المستوى العالي هم وإضافة إلى بن زيمة زميلاه أوليفيي جيرو مهاجم أرسنال الإنجليزي وأندري جينياك مهاجم أولمبيك مرسيليا الفرنسي، وكلاهما تألق في بداية الموسم الجديد مع فريقه، وهي دعوة ضمنية لاستبدال بن زيمة بأحد هذين المهاجمين.
شراكة بن زيمة وجيرو هي إضافة صفر إلى الصفر لم يكن بن زيمة اللاعب الوحيد محل سخط الإعلام الفرنسي ولو أنه تحمل العبء الأكبر من الانتقادات، فحتى عدد من زملائه كانوا هم أيضا محلا لسهام الصحافة الفرنسية والنقاد ومن ضمنهم جيرو، فرغم أن هذا الأخير كان أفضل من بن زيمة في مباراة جورجيا التي لعبها أساسيا إلا أنه نال حقه هو أيضا من الانتقاد، خصوصا وأن مهاجم أرسنال صاحب 3 أهداف في 3 مباريات بالدوري الإنجليزي في موسمه الجديد أضاع فرصتين سانحتين للتهديف أمام جورجيا، وهو الأمر الذي دفع أحد الصحفيين الفرنسيين لوصف شراكة بن زيمة وجيرو بأنها إضافة صفر وهو جيرو لصفر آخر وهو بن زيمة، أي أن المشكلة ليست مشكلة لاعب واحد هو بن زيمة وإنما هي مشكلة هجوم كامل.
مباراة بيلاروسيا قد تشهد بقاء الجزائري الأصل احتياطيا بات بن زيمة مهددا بالجلوس على مقاعد البدلاء في مباراة الثلاثاء أمام بيلاروسيا أكثر من أي وقت مضى، إذ من المحتمل جدا أن يخسر اللاعب الجزائري الأصل مكانته في التشكيلة الأساسية ل الديكة لمصلحة واحد من زميليه إما جيرو أو جينياك، بحيث أن مباراة جورجيا كانت بمثابة الفرصة الأخيرة التي منحها المدرب ديشان ل بن زيمة والتي لم يحسن الأخير استغلالها.
64 بالمائة من الفرنسيين يطالبون بالاستغناء عنه أمام بيلاروسيا من جهته، يكون الشارع الفرنسي قد نفذ صبره تجاه مهاجم أولمبيك ليون السابق، وهو ما تجلى من خلال السخط الكبير من لدن الفرنسيين على اللاعب عبر مختلف المنتديات، وأيضا من خلال استطلاعات الرأي المختلفة التي طرحت بهذا الخصوص، وفي هذا الإطار وفي استفتاء أجرته مجلة ''لو10 سبور" الفرنسية عبر أغلبية الفرنسيين عن رفضهم لمشاركة بن زيمة أساسيا أمام بيلاروسيا، وجاءت نتيجة هذا الاستفتاء في الساعات الأولى لطرحه وقبل إقفاله، 64 بالمائة قالوا بأنه يجب إحالة بن زيمة على مقاعد البدلاء، 21 بالمائة أقروا بأن جيرو كان أفضل منه أمام جورجيا، 10 بالمائة فقط عارضوا ذلك وقالوا بأن بن زيمة يبقى مهاجما من طراز عالمي، فيما ذهب 5 بالمائة للقول بأن اللاعب سيتدارك الوضع أمام بيلاروسيا.
تصريحات الحدث
بن زيمة: "أدائي لم يكن كارثيا وسأتدارك في المباراة القادمة" رغم الأداء المخيب الذي قدمه أمام جورجيا إلا أن بن زيمة اعتبر بأن أداءه لم يكن كارثيا، متعهدا بالتدارك في المباراة المقبلة أمام بيلاروسيا، وقال مهاجم ريال مدريد متحدثا في هذا الشأن: "أعلم متى أكون جيدا ومتى أكون سيئا، ولكني لم أقدم أداء كارثيا، وأنا عازم على تقديم أداء أفضل في المباراة القادمة".
لوغرايي: "لاعب في ريال مدريد لا يمكن أن يكون أسوأ من هكذا" رغم أنه جدد دعمه لمهاجمه إلا أن نويل لوغرايي رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم اعترف بأن هناك مشكلا ما في حالة بن زيمة، وقال المسؤول الأول عن كرة القدم الفرنسية بهذا الخصوص: "أحب بن زيمة كثيرا، ولكن بكل صراحة هناك مشكل ما وهذا مخيب، كنا ننتظر منه الكثير أمام المرمى، هو لاعب أساسي في واحد من أكبر الأندية في العالم، ولاعب في ريال مدريد لا يمكن أن يكون أسوأ من هكذا".
أموروس: "على المدرب استبعاد بن زيمة لأنه لا يملك الرغبة في اللعب'' اتهم مانويل أموروس لاعب المنتخب الفرنسي سابقا ومدرب منتخب البينين حاليا بن زيمة بأنه لا يمتلك الرغبة في اللعب للمنتخب الفرنسي حاليا، وقال المدافع الدولي الفرنسي لسنوات الثمانينيات متحدثا في هذا الصدد: "أكبر مسببات الخيبة بالنسبة لي كان بن زيمة، ليس لعدم تسجيله فقط لأن ذلك يعد مشكلة شخصية له، وإنما الأكثر إزعاجا هو افتقاده الكامل لأية رغبة في اللعب الجماعي، فلم يبذل أي جهد للتفاهم مع جيرو من خلال اللعب في العمق، وخلخلة الدفاع الجورجي للحصول على مساحات أوسع للعب، بالنسبة لي الآن أضحى على المدرب استبعاد بن زيمة لأنه أصبح يجلب له الكثير من الصداع، ف كريم أصبح مشكلة".
سيسي: "أريد ارتداء قميص المنتخب الفرنسي مجددا" أحيى الأداء المخيب ل بن زيمة آمال جبريل سيسي في العودة إلى صفوف المنتخب الفرنسي الغائب عن صفوفه منذ شهر أكتوبر 2011، وقال مهاجم فريق كوبان كراسنودار الروسي حاليا متحدثا في هذا الإطار: "سوف أفعل كل ما أستطيع لارتداء هذا القميص مجددا".