كشفت أمس الصحافة الفرنسية عن الأسباب الحقيقية لتوتر العلاقة بين فوزي غلام وناديه سانت إيتيان خلال هذه الصائفة، وهو ما أدى إلى تحويل الظهير الأيسر الجزائري للفريق الثاني لمدة طويلة، قبل تقديمه الاعتذارات للنادي والمسؤولين... وفجرت مجلة "الهدف" أمس مفاجأة كبيرة من خلال تأكيدها بأن السببين الحقيقيين وراء مشاكل صاحب 22 عاما مع إدارة فريقه تكمن في قضية إخراجه العلم الجزائري لدى الإحتفال رفقة الفريق في شوارع المدينة بعد التتويج بكأس الرابطة، لتزداد الأمور سوء بسبب إصرار غلام على صوم أيام شهر رمضان الفضيل في وقت انطلقت فيه تحضيرات النادي آنذاك، وهما السببان اللذان يؤكدا دخول العنصرية في قضية لاعب المنتخب الوطني. رئيس النادي قال له: "اترك الأمور الدينية والسياسة بعيدا" وكتأكيد على أن الأمر يتعلق بصوم شهر رمضان والاحتفال بالعلم الجزائري في شوارع سانت إيتيان، فإن تقرير المجلة المقربة من بيت الفريق الأخضر تناول تصريحات الرئيس رولاند روميير التي ألمح فيها إلى حقيقة الخلاف القائم بين إدارته وبين غلام، إذ كان الرجل الأول في إدارة "السانتي" قد صرح بأنه تحدث مع غلام وقال في هذا الشأن: "لقد قلت له (يقصد غلام) بأننا مستاؤون من بعض الأمور، السياسة والدين يجب أن يبقيا خارج كرة القدم، ولقد فهم ذلك"، وهذا ما يكشف جليا غضب إدارة سانت إيتيان من تصرفات لاعبها الجزائري، وذلك بسبب إصراره على صيام الشهر الفضيل واحتفاله بعلم بلاده قبلها. علاقته توترت مع الطاقم الفني أيضا منذ كأس إفريقيا كما تطرق نفس التقرير إلى غضب إدارة سانت إيتيان والطاقم الفني من مشاركة غلام في كأس أمم إفريقيا 2013، وذلك لأن الظهير الأيسر الجزائري غادر الفريق في وقت مهم للغاية في وقت لم تكن مشاركته مبرمجة قبلها، بما أن صاحب 22 عاما لم يؤهل دوليا للعب مع المنتخب الوطني سوى قبل أسابيع قليلة عن موعد "الكان" ب جنوب إفريقيا، وهذا ما جعل غلام يعاني كثيرا منذ عودته إلى الفريق بعد نهاية الحدث القاري، إذ وجد نفسه كخيار ثان للمدرب كريستوف غالتيي بعدما كان أساسيا في مرحلة الذهاب، ليتحول إلى لاعب بديل ل جوناتان بريزون بسبب رفضه تأجيل الإلتحاق ب"الخضر" إلى ما بعد "الكان". يبقى المنافس الأقوى ل مصباح في الرواق الأيسر حتى إن استدعى مدرب "الخضر"، فتحي حارك ليكون بديل غلام الغائب عن لقاء مالي، إلا أن هذا الخيار لا يبدو مقنعا لحد كبير، في ظل عدم اعتياد لاعب باستيا الفرنسي على أجواء المباريات الدولية وهو الذي يبلغ 30 سنة الآن، ويعتبر لاعب سانت إيتيان المنافس الأقوى ل مصباح في الرواق الأيسر، إذ ستُخلق منافسة أكبر في حال عودته من جديد إلى المنتخب الوطني، خاصة إذا نجح غلام في فرض نفسه من جديد مع ناديه الفرنسي، وهو ما يتمناه الكثيرون لأن وضعية مصباح الحالية مع فريقه بارما الإيطالي غير مطمئة، حيث لا يدخل لاعب ميلان السابق ضمن حسابات مدربه روبيرتو دونادوني بعدما اكتفى بالجلوس على مقاعد البدلاء في أول 3 لقاءات رسمية.