تجرى اليوم قرعة الدور التصفوي الأخير المؤهل إلى نهائيات كأس العالم عن منطقة إفريقيا في مقر الإتحاد الإفريقي بالحي المتميز في 6 أكتوبر بالقاهرة، موعد حاسم ومهم يتعرف خلاله عشاق المنتخب الوطني ومسؤولوه وطاقمه الفني على المنتخب الذي يتعين علينا مجاراته في لقاءين مصيريين وحاسميين للتأهل. وستعيش 10 دول إفريقية هذ الحماس والتشويق و"السوسبانس" في موعد لم يسبق وأن حصل منذ تأسيس الإتحاد الإفريقي، لأنها المرة الأولى في تاريخ اللعبة التي يتحدد فيها التأهل ب 5 مباريات مصيرية، تلعب ذهابا وإيابا، ما سيجعل 40 مليون جزائريا "متمسمرون" هذا التوقيت، بانتظار المنافس المرتقب بعد أيام من التوقع والترقّب والتنظير. وفد "الفيفا" المكلف بضمان الشفافية حاضر وجرّب أمس قرعة شكلية ولأن الأمر يتعلق بموعد كبير، ومباريات على قدر كبير من الحساسية والمصيرية، فإن "الفيفا" تصرفت وأرسلت موفديها إلى مصر، ويتعلق الأمر ب 3 أعضاء ممثلهم جوردان سافيتش، مدير تصفيات كأس العالم والألعاب الأولمبية، فضلا عن عضو آخر ومدير المسابقات في الإتحاد الدولي لكرة القدم المصري مصطفى فهمي. هؤلاء الثلاثة كانوا حاضرين أمس، في مقر "الكاف"، حيث تم إجراء تجارب أولوية على طريقة القرعة، والوقوف على الكريات التي تستعمل وغير ذلك من الملاحظات الأخرى. رقابة سويسرية على القرعة تفاديا لأي شبهات أو تزوير وكما أشرنا إليه فإن حضور هذا الوفد تحت رقابة ومتابعة السويسري جوردان سافيتش، هو مقصود لإضفاء مزيد من الشفافية على عملية القرعة، التي ستحدد 5 مباريات مصيرية تتعرف القارة السمراء بعد إجرائها ذهابا وإيابا على ممثليها في نهائيات كأس العالم، وجوردان شافيتش شخصية مستقلة، ويملك حظوة لدى "الفيفا"، و فضلا عن ذلك حسب ما علمنا أمس، لا تربطه علاقة بعيسى حياتو، فخلال 4 ساعات من تواجدنا هناك، والتي عرفت وصول عيسى حياتو إلى مقر "الكاف" لم يلتق الرجلان، حيث ظل الأول منشغلا باجتماعاته، والثاني مع لجنته في الوقوف على التفاصيل الصغيرة، لهذا فمن الواضح أن الرقابة السويسرية على القرعة من شأنها أن تضفي عليها مصداقية أكبر، بعيدا عن " الممارسات الإفريقية" المعروفة. الأمور لا توحي بتنظيم حدث كبير في مقر "الكاف" كل شيء يبدو محكما لإنجاح هذه القرعة، وتظهر هيئة عيسى حياتو على أهبة الاستعداد لتنظيم هذه القرعة، ولكن داخل أركان الإتحاد، و في أرجائه بالحي المتميز في 6 أكتوبر لا توحي الحركة بتنظيم حدث كبير، وحتى عدد الأعضاء المتواجدين أقل من المعتاد، ربما بسبب الأحداث السياسية التي تعيشها مصر، والتي جعلت كثيرين يتراجعون عن قرار الحضور، وفي كل الحالات فإن الشارع المصري غير منشغل كثيرا بالقرعة قبل موعدها عكس الجزائري تماماً. 70 صحفيا يغطون القرعة و5000 دولار على كل قناة لتغطية الحدث وافقت اللجنة الإعلامية على مستوى الإتحاد الإفريقي برئاسة محمد ثابت، على اعتماد 70 صحفيا لحضور عملية القرعة، من كل الجنسيات، 5 منهم جزائريون، فيما اشترطت اللجنة الإعلامية على خلاف السنوات الماضية 5 آلاف دولار لكل قناة تريد تغطية الحدث بكاميراتها الخاصة، وهو ما جعل 6 قنوات فقد تُعتمد في النهاية مقابل تواجد قنوات عديدة هنا من جنسيات كالليبية التي لن تتمكن من الحضور، لأن المبلغ يعتبر مرتفعا (يقدر بحوالي 50 مليون سنتيم). "الكاف" وجهت الدعوة إلى مسؤولي ومدربي المنتخبات العشرة المتأهلة ووفقا لما هو متعامل به فقد وجه الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، دعوات لكل رؤساء الإتحادات المتأهلة، وعددها 10 بالإضافة إلى مدربيها، منهم من سيحضر على المباشر ومن لا يعتقد أن أعصابه ستستمح له بأن يبقى هادئا، وهو ينتظر معرفة المنتخب الذي سيكون حجر عثرة في طريقه، لتحقيق التأهل إلى نهائيات كأس العالم، ومن بينهم وحيد حليلوزيتش الذي فضل أن يتابع عن بعد ما سيحدث اليوم.